TIGed

Switch headers Switch to TIGweb.org

Are you an TIG Member?
Click here to switch to TIGweb.org

HomeHomeExpress YourselfPanorama العولمة و الثقافة و الهوية
Panorama
a TakingITGlobal online publication
Search



(Advanced Search)

Panorama Home
Issue Archive
Current Issue
Next Issue
Featured Writer
TIG Magazine
Writings
Opinion
Interview
Short Story
Poetry
Experiences
My Content
Edit
Submit
Guidelines




This work is licensed under a Creative Commons License.
العولمة و الثقافة و الهوية
Printable Version PRINTABLE VERSION
by Sameer Hejazi, Palestine Apr 10, 2010
Education , Culture , Globalization   Opinions

  

إلا أن في هذه المرحلة التي كثر الحديث فيها حول الغزو الثقافي و تداعياته السلبية، لم تكن وسائل الإعلام و وسائط الاتصال قد بلغت من التطور و الانتشار ما وصلته الآن و هذا التطور الثقافي في وسائل الإعلام، واكبته أحداث سياسية و اقتصادية مهمة عرفتها الساحة العالمية. فالمعسكر الاشتراكي تعرض للانقسام السياسي و التجزؤ، بفعل الأزمات الاقتصادية الخانقة التي عرفتها دوله خلال السنوات الأخيرة، مما عجل بسقوطه و تفكك كتلته السياسية و الاقتصادية و الإيديولوجية، في المقابل نجدان المعسكر الغربي و الرأسمالي يعتبر هذا التفكك و الانهيار انتصارا له و لأيديولوجيته السياسية و الاقتصادية. و من ثم انطلق الحديث داخل أوساطه الفكرية، حول انتصار النموذج الغربي الليبرالي و أنه النموذج السياسي و الاقتصادي الأخير و الأفضل الذي وصل إليه تطور البشرية، و أن على الدول التي كانت تقف البارحة منه موقف المعارض و الرافض، عليها أن تسرع لركوب قطاره و سلوك طريقه، و بدأ الحديث عن القطب الواحد الذي يتحكم في تسيـــير دواليب الاقــتصاد العالمي، حيث العمل على قدم و ساق لتحرير الأسواق العالمية و إلغاء الحواجز الجمركية بين الدول لاستقبال السلع. يرافق ذلك دعاية واسعة النطاق للترويج لقضايا حقوق الإنسان و الديمقراطية، و ضرورة تبني الإيديولوجية الليبرالية جملة و تفصيلا.
و هكذا فبين عشية و ضحاها بدأت عناصر الإيديولوجية الغربية الليبرالية تعرف طريقها نحو أوسع انتشار تعرفه عبر العالم، مستفيدة من قوتها الاقتصادية و العسكرية التي تمتلكها بالدرجة الأولى و مستغلة وسائل الإعلام المتطورة جدا للتسويق و التبشير بهذه الإيديولوجية و فعلا فقد بدأ الحديث عن العولمة الاقتصادية كظاهرة ملموسة، تتبلور كل يوم لتشمل جميع القطاعات الاقتصادية داخل العالم الثالث، فليس هناك الآن حديث إلا عن الخصخصة، و تقليص دور الدولة في تسيير الاقتصاد الوطني، و تحرير الأسواق المحلية و فتحها أمام الإنتاج العالمي، و ربطها بالتالي بعجلة الاقتصاد العالمي الذي تتحكم فيه بالطبع الشركات العابرة للقارات و المؤسسات المالية و التمويلية الغربية العملاقة. و عليه يمكن أن نقول بأن العالم في طريقه ليصبح سوقا واحدة مفتوحة على جميع الأسواق و الاقتصاديات تتحكم فيه إلى جانب رؤوس الأموال الغربية، قوانين الاقتصاد الليبرالي المعمول بها في الغرب بشقيه الأوربي و الأمريكي. و بالتالي بدأ الحديث عن العولمة كظاهرة جديدة برزت على السطح. فانطلقت الأقلام و عقدت المؤتمرات و الندوات لعلاجها و مناقشة أبعادها و تداعياتها الايجابية و السلبية، ليس فقط على المستويين الاقتصادي و السياسي و إنما على المستوى الثقافي. لان العولمة الثقافية بالخصوص بدت و كأنها كاسحة ستجرف و ستقضي على جميع الخصوصيات الحضارية لجميع الشعوب غير الغربية. بل إن شعوبا أوربية شعرت بمخاطر هذه العولمة لأنها في حقيقة الأمر، عولمة تحمل في طياتها مشروعا لأمركة العالم. لان القيم النفسية و السلوكية و العقائدية الأمريكية هي المهيمنة على هذه العولمة الثقافية. فالولايات المتحدة الأمريكية تهيمن و تمتلك النخبة الأكبر من وسائل الإعلام العالمية، و بالتالي فهيمنتها ليست اقتصادية فحسب و إنما ثقافية كذلك، و هذا أخطر ما في هذه العولمة أو الأمركة. لان الذوق و السلوك و العرف الأمريكي، سيعرف طريقه نحو العالمية، مشكلا ضغطا و تحديا لباقي الأذواق و السلوكيات و الأعراف التي تشكل بالإضافة إلى الأديان و العقائد المنظومة المتكاملة للخصوصية الحضارية لباقي الشعوب في العالم.







Tags

You must be logged in to add tags.

Writer Profile
Sameer Hejazi


This user has not written anything in his panorama profile yet.
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.