|
مقدمة
لا شك إننا جميعاً ننظر إلى موضوع التقدم على أنه ذلك التحدى الهائل الذى يواجه مجتمعنا فى العصر الراهن، بل وسائر المجتمعات النامية على وجه العموم.
وكثيرا ما سمعنا أو قرأنا عن أهمية تحقيق التقدم لعبور ذلك الحاجز الذى يفصل بيننا وبين مستقبل نأمل أن يكون أكثر إشراقاً.
إلا إننا وفى خضم الأحداث – قد يضيع من بين أيدينا ذلك الخيط الدقيق الذى يفصل بين التقدم والتنمية، إذ أن التقدم فى حقيقته ليس إلا وسيلة لتحقيق هدف ما ... وهو الوصول إلى تحقيق تنمية دائمة فى المجتمع على جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
غير أن هذه التنمية على درجات مختلفة تتفاوت فى تحقيقها الدول على أساس من درجة تقدمها.
ولا شك أن مجتمعات العالم الثالث تأخرت كثيرا فى تحقيق التنمية أو فى الانطلاق نحو مسيرة التقدم بسبب ظروفها الخاصة فى العصور الحديثة من استعمار عسكرى واقتصادى وغزو فكرى ثقافى إلا إننا بدأنا نشهد إشارات تدل على إقامة هذه المجتمعات ومحاولاتها للحاق بركب للتنمية والتقدم .
وفى إطار هذه المحاولات نجد أن هناك الكثير من الظروف والمثالب التى تعيق عملية التقدم فى هذه المجتمعات . هذه المعوقات نشأت أما من جهل الناس لذواتهم والتباس مفهوم الهوية عندهم وتأثرهم الشديد بالثقافات الأخرى مما جعلهم يميلون إلى استنساخها واعتناقها – استسهالاً- على الرغم من عدم ملاءمتها لهم ولواقعهم وظروفهم، وإما نشأت عن ذلك الموروث الثقافى من القيم والعادات التى أصبحت متأصلة فى مجتمعاتنا، ترسبت من فترة اضمحلال للوعى والقيم. وقد تنشأ أيضاً نتيجة لممارسات يومية تخضع لها هذه المجتمعات من محاولات لتغيبها عن الواقع أو إبقائها فى رغام التخلف والجهل لمصلحة بعض الحكام والمغرضين.
الحقيقة أن التخلص من هذه الرواسب من العادات والممارسات التى تفيدنا إلى التخلف والانحطاط يحتاج إلى انتفاضة تامة من المجتمع على كافة مستوياته يحتاج إلى مراجعة للكثير من المفاهيم الخاطئة والأفكار المترسخة والممارسات التى تضر بالمجتمع وتعيق التقدم.
ونحن الآن بصدد مراجعة بعض إشكاليات التقدم فى المجتمع المصرى خاصة والمجتمعات العربية بصفة عامة .
الإشكالية الأولى: الهوية والانتماء
الحقيقة أن الهوية، موضوع معقد بعض الشيء إذ أن هوية الشخص هى ذلك الشئ الذى يميزه عن غيره، ذلك الشيء الذى يكونه اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وماديا أى أن هوية الشخص هى كل ما تأثر به هذا الشخص من أحداث وآراء وأفكار وظروف أدت إلى تميزه عن غيره من الكائنات.
وعلى ذلك فإن الهوية واقع مفروض علينا وليست بإرادتنا وهى فى ذلك تختلف عن الانتماء الذى هو شعور بالألفة نحو مكان أو فكرة معينة وبأنك جزء من هذه الفكرة.
وقد يدور التساؤل حول أهمية موضوع الهوية فى الحديث عن التقدم وهل هناك علاقة جدية بينهما واعتقد أن العلاقة بينها وثيقة ولا تنفصم إذ أن التقدم يهدف إلى تحريك المجتمع من خطوة إلى خطوة ومن مستوىً إلى أخر وإذا كان هذا المجتمع لا يدرك هويته فإننا نجد أن كل الجهود نحو التقدم سوف تكون بلا معنى إذ أن تحديد هوية المجتمع هو الذي يوجه كل هذه الجهود إلى المنحنى الصحيح ويمتع التخطيط بين فئات المجتمع.
وإذا كانت هوية فرد من الأفراد يستحيل أن تتشابه مع فرد أخر فربما يثور التساؤل كيف يتسنى لنا تحديد هوية المجتمع مع تباين هوية أفراده؟
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
abdelrahman
This user has not written anything in his panorama profile yet.
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|