وما الباطل الذي يُـخـيـف الجمـوع
ســراب من الـوهـــم يُـــرى للحداق
قد انكشفتْ صــــدور أهـل الخداعِ
بــدتْ رغـم سِـــتـرها كـلــوم النفاق
ألم يُــخــذلِ الظـالمُ عـند الحساب
لـقـد لـفـــظـــتــه الـنـفـس بالإتفاق
إذا جـاوز الفـقـر المُــريــع حـدودا
تــــــروج مــعـــــــاركٌ مــن الإرتزاق
إذا ما تـجـاوزتْ شــــــرورٌ مــداها
ستهـوي إلى الحضيض قبل المساق
لقد شــاهـد الــغـلام كـلّ الذي قد
جرى من مــجــازرٍ لــظــى الإحتراق
فكيف سينـسى مـن عـــدوٍّ الحياة
الـلــدودٍ جـــرائــم الـقِـلـى كالزُّعاق
فقد طـــمـــح الخـــيـال حيـنـئـذ أن
يــرى وطــنـا حُــــرا طـلـيـق الوثاق
فقد فـارقــت أمٌّ رضـيــعا ضـعــيفا
لقد تـــركـــتــه صـــارخا دون واقـي
فداستْ ضبـاع الـغـاب طـفلا بريـئا
يُثــيـرُ غـبـار الخــوف صـــوت النعاق
فلم يـجـــدِ الرجــالَ طــوعَ صــراخٍ
أصيـبَ بــخـيــــبــةٍ بــقـلـبٍ وسـاق
فمـن قــتـل الأطـفــال دون حــيـاءٍ
يُخــالــف أعـــــرافـا وخـــتـم المثاق
جــــزاءه لـعـــــنــة الإلــه التـي لا
تـــــزول إذا حــلّــتْ مــــع الإرتشاق
فكم ذرف المـسنُّ دمــــع الفــؤاد
لقد حرمــــوه من ضـــنـى الإشتياق
جروح الأسى تراكمت في صـدورٍ
فسالت دمــــوعٌ من جــوى الإنبثاق
دموع الثكالى قد أذابــتْ صخــورا
هـوتْ مـن خشـوعها كخيل السباق
لقد ضاعـت الحـقـــوق بعـد جـوار
تـفــاقـم جـــورهـــم بـطــرد الرفاق
وما الـظـلـم إلا مـثـلٍ علـقــمةٍ قد
نـــمــتْ بـــمــــــرارةٍ نـــأت بالمذاق
فأين حماة العدل لـم يظهـروا في
ظـــــــروف ٍ عـصـيــبـةٍ مـع الإندلاق
فقـد غـابــت الأمــثـال حيـنـئذ من
كــلام المــنــافــحــيـن يـــوم التلاق
إذا ما ادّعى المرء من النبل شيئا
سـتُــبــرزه الأعــــوام عـند المشاقّ
فزال الغـطاء عـن فضــائـحٍ جُـرمٍ
قد اقتـرفــوها رغـــم طـــعــن المآق
فسُــدّتْ مـنـافـذٌ وأبـــــوابُ خيـرٍ
لكي لا نحـــوز مـن نـــهـى الإختراق
قد انـفـجـر البـركان بعد هــــدوءٍ
تـصـــــدّّعَ ركــــــــــنُــه مـن الإنغلاق
سينفجر السـدُّ العظيم على من
أسـاؤوا لأمّــــةٍ بــــجــــــــورٍِ الرّقاق
دمٌ قد جرى في ساحةٍ مثل نهرٍٍ
سـيجــرف سـيــــلـُه بــقـــايا النفاق
صمودك أخرج الجيـوش التي لم
تـنـلْ مـن كــرامــة الفــحـول البواق
صمـودك مُحـرجٌ لـمن بـاع نفـسا
بـبـخسٍ مـن الأمـــوال يــوم الطلاق
صمــودك قد أخــزاهــمُ بـعـد ذلٍّ
نــمـا مُــتــرعـرعا كشـــوك الخـُناق
أيا غــزة الربــــاط أنــت صـمــدت
بـعـــزمٍ يــقــلّ فــي زمـان الشقاق
ستـنـتـقـم الأشـبــال يــــوما لأمٍّ
مـــعــاركــهــم مــنــصـــورة بالعتاق
سيـقـتـحم الفـتى بخـيلٍ لها في
العــــــروبــةِ أصـــلٌ ثـــابـتٌ كالنياق
يـدافـع عـن أرضٍ مـقـــدّسـةٍ لن
يُسلّـمَ شـبــراً مــن تــــراب الصّداق
يخوض الوغـى أمام خصمٍٍٍ حقيرٍ
جـيـــوشٌ لـهــم أسـلــــحة الإختناق
ومـن ذاد عـن أرضٍ بـصـــبرٍ ينال
مـن الـعــزِّ ألــقــابـا بُــعـــيْد التلاقي
ونـفـس الكريـم قد أبتْ كل ضيم
يُــشـــوّهُ فــطــــــــرةً مــن الإختلاق