يجـول بصــولـةٍ عـلى فــرسٍ لـم
يــزلْ فــي مـيـــاديــنٍ مــع الإلتحاق
إذا كثـرتْ مصـائـب القــــوم صبّـا
هـنـاك مــن الآمـــال رهــــن البـواق
وإني أرى فـتـــوح فـجـــرٍ قريـبٍ
كـمـثل الشــــعــاع دالـــة الإستفاق
وأفـئــدة الـتـقـى لـها ألـــف بـابٍ
مـن الفــــرج المــنــير ضـمـن الأفاق
خشـوع مـن الوجــدان ينـتـابـنا إن
دنـونا من الأقـصـى سنــين الفراق
فحريّـة الأديان فـي القـدس كانت
مُـطـبّــقـةًً بــآيـــــــةٍ فــي السياق
لتـحـيـا شـعـوب العـالمـيـن بسلمٍ
وأمـــنٍ مــــــــــودّةُ مـن الإشتياق
فـكـلّ لــه مُــعــتــقــداتٌ بــها في
الحـياة يسـيـر حــــــــذوها باللحاق
لقد حــثّ ديــنـنا عـلى رحـــمــاتٍ
فسنّ وجــــودها مـــدى الإستباق
تـشـاهـدُ مُـقـلـتـاك كـلَّ شــريـفٍ
فــتــحـــتار مــن أخــــــــوّة الإتّفاق
فبالعفو ِ أنــــــجـز الهــداةُ فـتـوحا
سمت في الوجود مثل بدر المُحاق
تـرى فـيـه مـسـجـد العـبـادة قُربَ
كـنـائــســهــمْ ســـمــاحةٌ الإنعتاق
كنائسهم شاهـــــــدةٌ في الزمان
على المسلمين يـــــــومها بالعتاق
على عفونا الذي فتحـــــنا به في
الوجود بأخــــــلاقٍ سمت كالمحاق
سـمــاحةُ ديــنــنا أقـــــر بــها منَ
رأى العـفـوَ شاهـدا عـلى الإعتناق
فمن شيمة المغنيط جـذبُ النّفيس
الذي هو عـنـصر الحيـا في الطباق
فكلُّ كـنـيـسـة تـــقــصُّ الـذي قد
جـرى مـن ســلامٍ كان وَفقَ العناق
فللمسجد الأقــــصى مكـانته في
قـلـوبٍ تـعـجّــلتْ دخـــــول النطاق
فـفي لـيــــلةٍ جـلــيــلة قـد أتـاها
النـبيُّ مـشـــرّفا حـــمـىً بالبراق
ألـم يــعرجِ الرّســـولُ فـيكِ بـقـدْر ٍ
برفـــقـة جـبـــريـلٍ سُــــمُـوَّ الأفاق
من المعـجـزات الخارقاتِ التي قد
رآها بــأمّ العــيــن ضــمن المساق
فشاهد آيــــاتٍ من الغـيـب حـــقا
من الجــنــّة التي دنــــتْ بالعباقي
ونــارٌ لهـيــبُـها قـد اســــودَّ غيـظا
فأسـفـلُ دركـــــــها لأهـــل النفاق
طعام الضّريـع قد نما شـوكه فـي
جحـيـمٍ و غسـليـنٍ عّـذاب المشاقّ
سنسترجـع الأقـصى غـدا برجـالٍ
عـــزائــمــهــم قــــــــويّــةٌ بالوفاق
أرادوا بـــنـــيّـة الأحـافـــيـر شـــرّا
سقوط مسـاجدِ الهدى في الرواق
أيا قـدس مـا زلـت بـــــلادَ السلام
وأرضَ الـعــــبــادات التـي كالعذاق
فكم قد أذاعــوا مـن ضـلالٍ قبــيحٍ
شـهـــاداتـــهـــم زور مــن الإختلاق
ولن يُطـفـئـوا نـــور الإلــه المـبـين
الـذي انتشـــرتْ أنــــــواره بالخلاق
فربُّ السماواتِ الرقــيـبٌ عـلى ما
جرى من حـــروب دمّــرتْ بالسلاق
مـجيـبٌ دعـاء المــؤمــنـين بـنـصـرٍ
مبـيـنٍ لأهــل الحــــقِ يـــوم التلاق
يُجازي عـلى الأفـعال بعــدئـذٍ في
حـياة الخـلـود بـين قـــــــيـدِ الوثاق
سيفصل رب الكـــــــون بين العباد
بـعــدله يـــــوم الديـن فصل المثاق
سيستخلف الرحمان أهـل الصلاح
الذيــن يُحـــــــــــــررون كل النطاق
فـثمّ يـعــــود القـسـط بـعـد غـيابٍ
قصــيرٍ بــــــدتْ أشـــعــة الإنطلاق
وما الـعـدل إلا مـثـل نــخــلٍ رويـدا
رُويـدا سيـنـمـو بـعد صـب السواق
فتخـضرُّ أرض الوعـــد بـعد سـبات