|
وقد اعتقدت بعض الأوساط فى البداية بأن هذه (العودة إلى الطبيعة) ما هى إلا نوع من التشوق للماضى والتى سرعان ما تزول، ولكن الحقيقة أن الناس أصبحوا يرفضون هذه الأعداد التى لا تحصى من الأدوية الكيماوية، لأنه ثبت أن هذه الأدوية لا تخلو من الأضرار الجانبية والنتائج غير المحمودة التى تجلبها إذا استعملت بكثرة أو لفترة طويلة بحيث تؤدى إلى عواقب ليست قليلة الخطورة على صحة الإنسان.
وهذا ليس معناه الرفض الكامل للأدوية الكيماوية الحديثة، والتى قد تنقذ حياة البعض عندما تفشل الوسائل الأخرى، ولكن إعطاء هذه الأدوية الكيماوية لأى مرض كان كالسعال أو البرد، أو التى تعالج بالمضادات الحيوية وبكمية كبيرة نسبياً، هذا العلاج معناه إطلاق مدفع لصيد يمامة، فنحن هنا لا نصطاد اليمامة فقط ولكن نقتل الشجرة التى تقف عليها اليمامة.
والوصفات الطبية القديمة التى عرفها الأجداد والتى عاجلوا أنفسهم بها بواسطة الأعشاب والنباتات الطبية جيلاً بعد جيل، قد ذهبت مع الأسف فى طى النسيان.
ونتيجة الآثار الجانبية الخطيرة لهذه المواد الكيميائية كان هنالك عودة للأعشاب الطبية، لكن هذه العودة (عودة علمية) بمعنى استخدام الأعشاب الطبية بشكل علمي وأكاديمي يتبع الأسلوب العملي.
ومن هنا نشأ طب الأعشاب، فهو باكورة الطب فى العالم، وعلى اساسه بنيت جميع أنواع العلاجات المعروفة حتى وقتنا هذا، وأجدادنا هم المستخدمون الأوائل لطب الأعشاب، وكم سمعنا أن كثيراً منهم عاشوا حياتهم وماتوا وقد ناهزوا سن المائة عام أو يزيد.
ولذلك وجب علينا أن نسلط أكثر من ضوء على طب الأعشاب والتداوى بها وكيفيه استخدامها أنسب استخدام، وكثيراً ما جمعت هذه الاعشاب بين الغذاء والدواء فى وقت واحد، وكم حققت هذه الدواءات ما أشبه بمفعول السحر بالذين استخدموها حتى فى عصرنا الحديث، واكبر دليل على ذلك هو استمرارها رغم ظهور الادوية الكيمائية الحديثة ومعامل الأدوية المتطورة.
ولذلك فإنه من الواجب علينا أن نضع ثقتنا فى الطبيعة، فإن الله لم يخلق أى شئ عبثاً مهما كان يبدو بسيطاً او تافهاً، فسوف تظهر علاجات لم تكتشف بعد بواسطة نباتات وأعشاب لم نكتشف قيمتها بعد.
ويجب التركيز على أهمية الاستشارة الفنية للطبيب الحضرى وإلا كان الاعتماد على العلاج العشبى وحده درباً من دروب التأخر والتخلف أحياناً، وهذا ما يجب أن نراعيه بدقة وأمانة.
وحان لنا أن نقول أن الإنسان طالما أمكنه علاج نفسه بطب الاعشاب دون الحاجة إلى الطب الحضرى المتطور فإن ذلك يكون من المستحسن، إلا لو اضطر للجوء للعلاج الحديث فلا حرج عليه طبقاً لطبيعة المرض، وطبقاً لما وهبه الله من فطنة وذكاء، والقاعدة الطبية العظيمة تقول (إن الإنسان طبيب نفسه).
والطب الشعبى معترف به فى معظم بلاد العالم حتى المتقدم منها فى العلم والمعرفة مثل أمريكا ودول أوروبا المتقدمة مثل انجلترا وفرنسا واسبانيا وكذلك باكستان والهند واندونيسيا وتعتبر دول "وسط وجنوب شرق اسيا" من أكثر الدول تصديراً للأعشاب والتوابل لدول العالم المختلفة، وهذه الاعشاب تدخل بطبيعة الحال فى تركيب جميع الأدوية والمستحضرات الطبية الحديثة.
. ومن أكبر مزايا الأعشاب أنها :
- رخص التكاليف وإمكانية الحصول عليها.
- معظم الأعشاب ليس لها أثار جانبيه إذا ما استخدمت بعلم ومعرفة .
- الطب الشعبى يسير جنباً إلى جنب بجوار الطب الصيدلى الحديث.
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
Reda ABDELGALIL
د/ رضا إبراهيم عبد الجليل
- خبير الصحة العامة والرقابة الغذائية
- دكتوراة فى علوم الصحة العامة (صحة الاغذية والرقابة الغذائية)
- كبير مراجعين فى نظم ادارة سلامة الغذاء (الايزو 22000)
- كبير مراجعين فى نظم ادارة الجودة (الايزو 9001)
القاهرة - مصر
0020106505752
redaabdelgalil@gmail.com
|
Comments
Adham Tobail | Nov 24th, 2008
معلومات جديرة بالمتابعة والقراءة
وذات فائدة علمية
ادهم
nour halawani | Nov 26th, 2008
عجبني القسم الخاص بالعرب و المساهمات والكتب , ما كنت عارفة أنو عندنا إسهامات بهاي الكمية....
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|