|
أصبحت قضية جودة التعليم موضع اهتمام جميع المعنيين بالتعليم على الصعيد الإقليمي والعالمي، حيث يرى الكثيرون إن "السبيل" لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين واغتنام الفرص يتمثل في رفع جودة نوعية التعليم وتحسين مخرجاته، إلا أن تحقيق ذلك يعد من أصعب التحديات التي تواجه الجميع. ويكمن مصدر هذا التحدي في تعقد مفهوم جودة التعليم وعدم الاتفاق على تعريف محدد له، وهي مسألة يؤكدها تقرير منظمة اليونسكو الأخير حول ضرورة ضمان جودة التعليم في العام 2005م، حيث ذكر هذا التقرير: (على الرغم من وجود توافق متزايد في الآراء بشأن أهمية النوعية في التعليم، فإن الاتفاق هو أقل من ذلك بكثير فيما يخص ما يعنيه هذا المفهوم من الناحية العلمية).
كلنا نسعى إلى تطوير التعليم سواء في مملكة البحرين أو غيرها من الدول العربية الشقيقة، ويكمن هذا بطرح الإمكانيات الموجودة ل تحليل المعوقات والمشاكل الموجودة في المجتمع، لنحاول سويًا حلها بطرق تربوية سليمة تضمن للأجيال المتعاقبة حياة تعليمية راقية لتصل بهم إلى الرقي بسوق العمل في دولنا العربية..
إن كل هذه الدورات العلمية وورش العمل المتواجدة في دولنا تصب جميعها في رفع مستوى التعليم، فمن هذا المنهج سأتطرق لبعض المحاور المهمة المحتوية على بعض المشاكل التعليمية المتعلقة بجودة التعليم ساعيًا من طرحها لإيجاد حلول مناسبة لها من قبل القائمين على التعليم في مملكتنا البحرين بصفة خاصة ودولنا العربية بوجه عام.
هذه المحاور تتعلق بـ:
1. عدم وجود سياسة تعليمية واضحة وعدم ربط التعليم باحتياجات المجتمع، وبناء عليه نجد إن التعليم يهدف في المقام الأول إلى محو أمية الطالب وليس إلى إنتاج طلبة وطالبات يخدم كل منهم بلده في ظل العولمة وثورة المعلومات.
2. عدم كفاءة المعلم نفسيًا وعلميًا، وذلك نتيجة لقصور وضعف العملية التعليمية التي رعت ذاك المعلم.
3. معلومات الكتاب الذي يدرسه الطالب معلومات قديمة ولا يستفاد منها في الحياة العامة، حتى إن طلاب الجامعات تأثروا من ركاكة المواضيع المطروحة في مراحل التعليم الثلاثة (الابتدائية- الإعدادية (المتوسطة) – الثانوية) وعدم وجودها في المواد الدراسية المطروحة في الجامعات !! فكيف بهم إن يكونوا في أنفسهم الركيزة التعليمية لينطلقوا في المجتمع الجامعي بجو تعليمي راقٍ؟!
4. طول المناهج وقصر فترة الدراسة يؤثران على مدى استفادة الطالب من المناهج التعليمية التي تحوي معلومات ومواضيع تتطلب المزيد من الشرح والتحليل.
5. وجود حصص الرياضة والأنشطة المختلفة (المجالات) كالزراعة والكهرباء وغيرها من المواد الاختيارية العملية بين الحصص الدراسية المهمة والأساسية كالرياضيات، اللغة العربية و اللغة الانجليزية يؤثر على مدى استيعاب الطالب لهذه الحصص الدراسية الأساسية، خصوصًا بأن الطالب يرجع متأخرًا (في أغلب الأوقات) خصوصًا في حصص التربية البدنية التي تستنزف جهد الطالب وبالتالي تستنزف تركيزه في الحصص التي تليها. وهذا ليس تقليلاً من أهمية حصص التربية البدنية، بل لتأكيد مقولة إن الطالب هو الحلقة الرئيسية في المجتمع التعليمي، لذلك لابد من إعداد جدول دراسي متناسب مع الجهد الكامن في الطلبة أنفسهم.
6. عدم انضباط الطلاب في الحضور إلى الملتقى التعليمي (كالمدرسة) في بعض الأيام الدراسية لظرف ما يعطل من سير المنهاج التعليمي، بالتالي وجود ضغط كبير موجه للمعلم لإكمال المنهج الدراسي، لذلك يجب تطبيق مبدأ العقوبة والحرمان لتتمكن هذه الملتقيات التعليمية من الحد من تلك التصرفات المرفوضة في مجتمعاتنا العربية.
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
Adel
I am a fun and simple person, Initiating in charity work,
Rapid to receive learning and I've ability to connect quickly, Enthusiastic for joint action between the cultural development projects, I like all opportunities for people to meet with some and working for new idea of development...
|
Comments
Radwanalmajali | May 16th, 2008
عزيزي الكاتب:
نشكرك على طرحك موضوعاً مهما، ولكن! للحقيقة لقد أغفلت عدت جوانب مهمة كان لابد من الاشارة إليها للأمانة العلمية في طرح الدراسة كأسلوب أكثر تجرداً، علمية لابد من الاشارة للنقاط التالية:
أولا: إن القياس على إمكانية جودة التعليم في الوطن العربي تحتاج الى دراسات متعمقة لمعرفة معالجة نواحي الضعف، وبشكل قياسي تطبيقي، أكثر واقعياً.
ثانيا: إن عملية طرح تجارب دول عربية ضعيفة أو قوية في مستويات النعليم وفي مراحلة المختلفة، كطرح نموذج البحرين كنموذج ضعيف أو قوي، لا يشكل حالة دراسة لواقع تعليمي عربي، ذلك ان حالة لا تعد قياساً لعدة نماذج مطروحة، وأن هنالك نماذج قوية وحديثة في مجال التعليم : كالنموذج الأردني، والذي يعتبر من النماذج المتطورة في المنطقة العربية في إدخال نظام تكنولوجيا المعلومات في المراحل التعليمية المختلفة مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية العربية في نوعية المادة العلمية المطروحة، وقد حققت نجاحاً في النتائج.
ثالثاً: لقد بدأ الحديث عن تغيير في المناهج العربية بعد أحداث 11 سبتمبر كمحاولة أمريكية للإصلاح في المنقة العربية كجزء من إحداث حالة من التغيير في المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية، حيث نظر للتعليم في المنطقة العربية لى أنه يحض على العنف والارهاب لابد من تغييره، وهذا جزء من التغيير في شكل وخصوصية الثقافة العربية.
رابعاً: فالحديث عن إصلاح التعليم العربي يجب أن يتناول عدة أشكال:
1- الخروج من الجانب التقليدي في طرح المعلومة والإنتقال الى حوسبة طرح المعلومة بشكل أكثر مرنا، أي إدخال تكنولوجيا المعلومات في النظام التعليمي.
2- إدخال مناهج حديث ومتطورة، لكن مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية العربية، من تاريخ وحضارة( من ليس له تاريخ وحضارة فلا قيمة ثقافية له)، حتي يبقى الجيل الجديد مرتبط بجسر مابين القديم والمعاصرة، فلا يمكن فصلة عن تاريخة، وعدم معرفته له، وأذكر في هذا الصدد، سؤال أحد الأساتذه الجامعيين لأحد طلابه عن فضل العرب في حضارتهم على الغرب؟ فلم يستطع الاجابة، نتيجة عدم معرفته في تاريخة، وهذا المقصود من تغيير واقع التعليم العربي تغييراً جذريا يصيب أساسه وخصوصيته التعليمية، مما يدفعه للعيش في حالة من عدم الوعي والإغتراب مما يدفعه للأخذ بسلوكيات وأنماط مغايرة لما قامة عليها أسس الثقافة العربية.
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|