|
و لاحظ أنه عقب ذلك أول وصف لإبليس بالشيطان ... أي أنه كان ربما في طور التحول من النور الى النار و كان بذلك اثبات عملي من الله للملائكة لماذا لم يستخلفهم في الأرض لما سيحدث لهم اذا ابتعدوا عن رؤية الله جهارا كما سيكون حال الإنسان مع الله ... الإنسان الذي وصفه الله بأنه ظالم و جهول و كفار ... و هذا تفسير قرأته أو ربما سمعته لا يعني بالضرورة أنه صحيح
لا أدعي المعرفة أو أي شيء و لهذا أهله و لكنه فقط مما استوقفني في ملاحظاتي هذه
ماذا تتوقع من كائن خلقه الله و خيره و حجب عنه رؤيته و أخر حسابه و جعل فيه تلك النفس الأمارة بالسوء التي عليه هو و لا أحد غيره ان يزكيها لكي يصل بها الى النفس الراضية ثم المطمئنة؟
لا بد لهذا الكائن أن يجد ميل نحو التمرد ... و العصيان ...أو حتى النسيان و الغفلة وهما ميزة الإنسان الأولى خاصة مع وضع عامل وسوسة الشيطان و ربما هذا سر حقد الشيطان الأبدي على الإنسان ... انه يستطيع ان يخطيء و يتوب و هو لا يستطيع ذلك؟
لم أقول هذا ... السبب هو أني ربما بدأت أفهم معنى العبودية بشكل جديد .... لم نعبد الله؟
الجواب بسيط لأنه الخالق ... و أنه أمرنا بذلك و لا سؤال بعد ذلك ... فهذا حقه علينا
ما هدف العبادة ؟ أو لم أرادها الله منا؟ لكل شيء سبب أليس كذلك؟
الآن هذا هو الجواب الذي طالما فشلت في ايجاده ... أمرنا بعبادته لأنه دون ذلك لا نستطيع أن نتوب ... مفتاح التوبة في العبادة سواء من نفسك أو من أي عابد أخر سواك يذكرك اذا لم تكن أنت نفسك بعابد ... بمعنى أخر الله يعلم أننا سوف نذنب وهو يعلم هذا ... فهذا هو مغزى وجودنا أصلا فلا يجب لشخص أن يشعر باليأس أبدا أنه أخطأ أو أذنب .... يجب فقط عليه الندم أنه لم يزكي نفسه و لم يرتقي بنفسه الى الدرجة التي يكون فيها صاحب نفس مطمئنة تعينه على الخير و ضد الشر فهذا داعي الندم الأول في اعتقادي ... أنه فشل في تزكية نفسه
أما داعي التوبة فهو الندم و الا بدونها تحول الندم الى يأس و تحولت الى ابليس أخر وهم من نسمع عنهم من شياطين الإنس
أما داعي العزم على عدم الرجوع الى نفس المعصية هو إظهار النية و إخلاصك في عزمك على تزكيتك نفسك حتى لا تعود الى مثل ما اقترفت من ذنب مرة أخرى و حتى تصل الى النفس الراضية ثم المطمئنة
و لهذا أعلم أن هناك حديث شريف لا أتذكر نصه ... فيما معناه أنه لو كان أهل الأرض لا يخطئون لذهب بهم الله و أتى بقوم آخرون يخطئون و يتوبون لماذا ؟
لأن معنى خلق الله الإنس و الجن هو العبادة ... و العبادة لن تتأتى إلا من خلال الخطأ و التوبة. كيف هذا ؟
حين تتوب أولا كأنك تنادي و تناجي الله بإسمائه الرحمن و الرحيم و الغفور و التواب و الرؤوف و غير ذلك مما لا تسعفني الذاكرة ... بالطبع ان لم تخطيء فلن تعبد الله أبدا بهذه الصفات لأنك لن تحتاجها
هذا دون طبعا دون باقي الصفات التي تدل على وسع معرفة الله بكل شيء كالبصير و السميع و العليم و الخبير و كل هذا ... فأنت حين تتوب تعترف ضمنيا بهذه الصفات و إلا فما داعي التوبة إذا لم يعلم الخالق بمعصيتك طبعا هذا غير المنتقم الجبار و مالك الملك و غير ذلك مما أعجز عن حصره حاليا فهو الأول الذي لا مفر منه و الآخر الذي لا مناص لغيره فكل هذا بتوبتك أنت تعلن ضمنيا الإعتراف و إثبات هذا الصفات لله عز وجل أيوجد معنى آخر للعبودية غير ذلك؟
أما حين تصل بنفسك الى درجة الرقي بأن تكون نفس مطمئنة فتذكر أن الله عزيز و أن الله لن يزيد ملكه شيء بهذا و لن ينقصه كذلك كفره به ... فتكون بهذه علمت أن غاية وجودك و إيجادك في الأرض هي العبودية فقط لا غير
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
Challenging_sam
السلام عليكم ...
أنا اسمي سامر محمد كامل ...
مواطن مسلم ... مصري الجنسية ...
كل ما يمكنني قوله أني في رحلة بحث عن نفسي ...
أتمنى أن تعجبكم مقالاتي
شكرا
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|