|
هذا السؤال أصبح محط أنظار وجدل الباحثين التنمويين والاجتماعين السعوديين عندما يطرح لمناقشة عودة الخريجين السعوديين من الابتعاث وفق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث لكونه قرار استراتيجي غايته تلبية الاحتياج الكبير لهذا الوطن من المؤهلين علمياً تماشيا مع الانطلاق الواسع لعدد من المشاريع التنموية الضخمة كالمدن الصناعية وزيادة الجامعات الأكاديمية داخل المملكة .
فلا أقدر أن أشبة مولاي خادم الحرمين الشريفين إلا كمن أطلق سربا من الحمام الزاجل إلي الفضاء الفكر والتنمية والتطور الرحب ليعودوا إلية بعد ذلك محمل بكل ما هو جديد لبناء مستقبل سعودي واعد ، ولكن هل هناك ما يستوعب أعداد هذه الأسراب بعد عودتها إلي ارض الوطن والي أحضان من أطلقها.
فبعد إمعاني المتكرر حول هذا الموضوع تبين لي بأنة إشكالية كبيرة قد تكون تبعاته ذات عواقب سلبية على الناتج المحلي وهدر لما استنزف من ميزانيات على الابتعاث في حال عدم التخطيط المسبق لعودة هذه الأفواج من الخريجين فما هيا البرامج والخطط المطروحة لهم "عندما يعودون!!؟"
ومن خلال ما تقدم اجتهدت في أن ابذل جهدي في طرح حلول وأفكار تقضي على العشوائية التي تعيق الخريجين الشباب من الخارج عند عودتهم إلي ارض الوطن وكذلك الخرجين من الداخل لمزاولة مهامهم فلو تم الأخذ بها سوف نتمكن من تفادي هذه الكارثة المستقبلية من خلال عدة أفكار ضرورية تطبيق على ارض الواقع.
الطرح الأول:
لا شك أن ابتعاث الشباب استثمار مكلف في مجال القوى البشرية مما يتطلب من وزارة التعليم العالي والوزارات ذات الصلة التنسيق لمتابعة مخرجاته ضمن خطة عمل إستراتيجية تضمن تحقيق البرنامج لأهدافه التنموية مستقبلاً وإلا أصبح استثمارا خاسرا ويكون هذا من خلال إنشاء مراكز بحثية ذات البحث التوقعي لما قد يكون في المستقبل القريب من خلال النتائج والمعطيات الملموسة حاليا وهذا متبع لدي الكثير من دول العالم ونفتقر إلية في مملكتنا الغالية ، فلو يوجد هذا النوع من البحث والتخطيط ألتنسيقي لمتابعة الخريجين بعد عودتهم لتقييم تجاربهم في الابتعاث في مجال تخصصاتهم وتوظيفهم كلا حسب تخصصه نكون اجتزنا 50% من هذا التحدي .
الطرح الثاني:
الموازنة في قبول واستيعاب أفواج الخريجين من الثانوية العامة والجامعات المحلية و بين خريجين الابتعاث من قيبل مؤسسات التعليم العالي والجهات المعنية بالأمر خصوصا أن خريجي الابتعاث تعودوا على أسواق عمل تختلف استراتجيها عن أسواقنا ووضع مسارات لإعدادهم ولتهيئتهم لسوق العمل المحلي مع تطويره حسب ما لديهم من أفكار جديدة اكتسبوها في الخارج في ظل الانتباه لأثر احتمالية عدم استمرار الابتعاث بشكله الحالي ما لم توجد الآليات والخطط المسبقة لتفادي الضغط جراء كثرتهم وتكدسهم دون استغلالهم ممن يودي بهم إلي الهجرة وهم يعتبرون في هذا الحال مهيئون لبرامج الهجرة التي تطرحها الدول الكبرى ذات الهوس بالكوادر الشابة والمؤهلة وزهيدة الأجر أي نصبح كمصانع لتوريد الكفاءات بالمجان مما يجعلني بطرح فكرة ايعارة خرجين الابتعاث و الكفاءات النادرة أو ذات التخصصات الحساسة ..الخ ، إلى الجهات الدولية أو الدول الراغبة فيهم في حال اكتفائنا أو في حال لم تهيأ لهم الفرص لدنا بشكل مناسب لكي لا يتكدسون دون جدوى فينتهي بهم الحال إلي الإحباط ونسيان ما اكتسبوه من خبرات ويكون ذلك من خلال تعاقد مزدوج مع المبتعثين أنفسهم ومع الجهات الراغبة فيهم من قبل الحكومة السعودية فيكون استثمار قوي لما استثمرنا فيهم من قبل ، خصوصا أن المبتعث السعودي اثبت جدارته في كافة الميادين التي تخصص بها مما جعل أنظار العالم تتجه إلية بعدما شهدنا في الآونة الأخيرة كثرت المبدعين والمخترعين من البتعثين السعوديين في الخارج حتى في وكالة ناسا الفضائية في الولايات المتحدة الأمريكية ، بشرط أن يكون تعاقد محدود المدة وهي المدة التي من خلالها تكون الجهات المعنية في الأمر تعد العدة لتهيئة المكان المناسب لهذا التخصص النادر لتبيت قدراته ويكون في نفس الوقت قد تمكن المبتعث الخريج المعار فترة جيدة في التدرب
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
(no name)
This user has not written anything in his panorama profile yet.
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|