قد عجزتُ عـذرا عـن الإنفاق
مـن شــــدة البـأسـاء والإملاق
لم يُكلفْ ربُّ الورى نفسا ما
َ لا تُطيقه من جهـــــود الأعماق
أهلك الفقر كل شيء جـنونا
ففقدنا كــــــــــــرامــة الإنعتاق
لم أنـل حـق الحياة مـن بلاد
قد عشقناها من فؤاد الإعتناق
لم أجـدْ مُنـقذا يُراعي أديـبا
مــبــدعا أبــــيـاتا مـن الأشواق
حكموا على شاعر لم يُخالفْ
من بنود الأركان رغم الإختناق
أتعاقبـون الأديـــــبَ الذي لم
يرتكبْ جـنـحةً مـدى الإنشقاق
بل أنا شاعـر البـلاد الذي قد
مـــجـّد الــوطـن رغــم الإرهاق
أصبح الكريم المعافى مـهانا
لم يـجـدْ عــملا لــدى الأسواق
فإذا أهـــــــين الرجــال مرارا
فالرتـقبْ ضعفا شامل الأعراق
قد تراكمت الهــمــــوم رويدا
بـلـغـتْ كـــــروبٌ إلــى الأعناق
قد أذلـّنا الفـقـرُ فـي بـلـدٍ لم
يستـطعْ إيـجـاد الحلـول البواق
هم أرادوا أن يُدخلوني سجنا
بعـد عجز الــنـدى على الإنفاق
إنـني عـاجـزٌ عن الـدفـع طرا
لـم أنــل حــقـــوقا مـن الأرزاق
أتُطالبـون الفقـير ســــــــخاء
هو لـم يــجــــدْ مـبـــلغ الأوراق
عجـزتْ عـنـه الأغنياء بــرغم
مـا لـديــهم بــداخل البنك باقي
إنــني أودّ الحـلــول التي قد
خرجتْ من عقلٍ سما كالمحاق
فقد الرجـل الشريف مــكـانا
في زمـــان من شـدّة الإشفاق
فإذا لم يـــــرع البلاد بــنـوها
فـسـتـفـقـد قـــــــــوّةَ الإنطلاق
فإلى متى نستـفـيـقُ صـبـاحا
ذاهبين إلــــى فــــــــناء الرواق
كـلُّ فـــرد فـيــنا لـــه أشـغـالٌ
سـتُـقــــيــّده مــــــــن الأعـماق
كلما أقـــول النجـاة أتـتْ فـي
عـامــها أهــــوالٌ مـــع الإنطباق
إشتكتْ بي بعد السنين الطوال
لـم تـــــــرع مـــــــــودّة الأخلاق
أفسدتْ بأطــــــــماعها كل ودٍّ
قد تركـــناه قــبــل فصل الطلاق
فدراهم المالي تفـــنى هنيها
وستبقى الأحــــقاد في الأرماق
كيف استسيغُ المــــياه شرابا
مرّر الــهــــمُّ مُـــعــظــم الأذواق
أغلقوا على العبقــــــرية كـل
الإتّجاهاتِ مــن ضيــــومٍ تُـلاقي
إنني أعـــــــــاني مــرارة فقرٍ
ومرارة النــــــظمِ مــنْ أشواقي
فأنا لــولا الوالــــــدان لكــــنتُ
مثل الصعلـوك خــــــائبِ الإيراق
لطفَ الإلـــهُ فأصبـحـتُ فــحـلا
أقرض الشّـعرَ بعد صبّ السواق
فإلى مـتى يـسـتــقـيـم حالي
يُفـتح الحــــــــظُّ داخـل الإنغلاق
فأفــوز هـــــــــــــناك بعد عناءٍ
يتحقق وعــــــــــــــــدنا بالهراق
كيف يُدخلوني سجـون الشباك
دون بيــــــــــــــنةٍ مــن الإقتراف
لم أجدْ عـــملا يُـــــــــدرُّ عـليَّ
مثل غيـري مالا مـــدى الإعتكاف
قد تشــــرّدَ شــــاعر الواردات
بين أهل لـم يُـــــدركــوا أوصافي
فإذا أهملتْ بـــــــــــلادٌ بنـيـها
ستقـــوم زوابـــــــــــــع الإختلاف
ما أنا إلا قطـــرةٌ قد هـوتْ من
سُحبٍ أمــــطـــــرتْ علـى الآلاف
فإلى مـــتـى تُنـكــــرون أديـبا
بــــارعا لــم يــــنــل من الإعتراف
قد أقــرّ بذلـــــــــكــمْ كـلُّ حـرٍ
قد تـذوّقوا لحـــــظة الإكتشاف
فإذا بــــــزغ الهـــــلال عليـهم
من سينكرُ ظـــــــاهر الإغتراف
درج الهــــلال الجــمـيـل يَــتـمُّ
صار بـدرا يُـشـــعُّ في الأطراف
فإذا ظلـمـــتـم أديــــبا يسـيـر