|
لقد عـادتِ البســـــمة بعـد البكاء
تـشـعّ بنـــورها صـبـاحَ الرجاء
لمحـتُ تســـــلـل الشعـاع حثــيثا
يُزيـل ظـــلام اللـيـل بعـد الشقاء
تـلامـس فـتــــــوناته كـل جــسـمٍ
برفقٍ فــــلا تـؤذي عيون البهاء
فمن ذا الذي سيُمسك النور مسكا
يريد ظـــــلام ليـلةٍ رغــم البلاء
فلا بُـــــــــدّ للـيــلٍ زوالٌ لـيـأتـي
نهـارٌ نــرى فـيـه جـهـودَ الذكاء
تشكّـلـتِ الغــيــوم بعـد صــعــودٍ
فأخفت بريق النجم بعـد الضياء
لقد شــعـر الغـيـم بحـزنٍ فحـنّـتْ
عـــواطــــفـُـه إلى بــحـار النـماء
فزالتْ غُـيـومٌ بعـد غـيثِ الفلاح
زها منظرُ الربـيـعِ بـعد السّخاءِ
فيُصبح زهـــر النّسـماتِ يــفـوح
بعطرِ الشّـــذى منـتـشـرا بالثـناء
فلولا الحــــرارة التي رفــعــــته
لما سَـبَحً الغـيـمُ هـنا فـي الفضاء
تغـدو الدُّنا من الورود جـــــمالا
فكيف يرى الحسنَ ضلالُ العماء
يُمتّعُ أبصار الـــورى كـُلّ حيـنٍ
على ضــفّـة النّهـرِ خريـرِ الهناء
يُـغـرّدُ عصفـورُ الصّــباح نشيـد
الحـياةِ التي تســيــــرُ رغمَ العناءِ
يحطُّ على الغصن النضيرِ الذي قد
تمايــلَ بالـشّحــرور عـنـد الغناء
جمال الطّبـــيعةِ الأنيـــقةِ حُسنا
يُـؤثّـر فـي النـّفـوس بـعـد الثراءِ
فـتـنـدفـع النفـوس نحـو البهاء
بـكل مــشـــاعـر الهــوى بالثواءِ
إذا غاب حُســنٌ مـن مكانٍ تراه
قبـيحا تعـــــــافه بُعــــــيْد الجفاءِ
لقد عادتِ البســـــمة بعد البكاء
تـشــعُّ بـنـورهـا صـبـاحَ الرّجاءِ
فما قـيــمة الحــــياة دون جمالٍ
يُـزيحُ عن النّفـسِ كروبَ الخفاءِ
يُـسـلـيـك عن الهــمــوم التي لم
تــدع أحــدا يصـنـع رمــز البقاءِ
إذا لم تــر القلوب تســعى لخيرٍ
فبادر إلى المعــروفِ بعـد الوفاء
فيتّبعَ البـِـــــــرَّ أنـــاسٌ أتـــوك
وأنـفـسهـم راغـــــبـة فـي الشفاء
ولا ينـفـع الدواءُ شخصا إذا لم
إذا لم يكن ذا اقتناعٍ بـه قبل الحَساء
ولا تـلـتـفـتْ لحاسـدٍ قد تعامتْ
بصـيـرته مـن نـقـمةٍ بعـد العـداء
فلم يستسغ بــلاغةً أشرقتْ في
الوجود كشمسٍ في عـلا الإرتقاء
لقد خاب كل حاقدٍ قد سعى في
الوجــود مخـــــرّبا أسـاس البناء
فكيف يسود البخلُ دونٍ عطاءٍ
وما قـد رأيـــــــناه نـــما بالسّخاء
فنحن نرى الغـرب يجود بكل
سخاءٍ على الإبـداع شــرط البقاء
فتنمو العقول بعد طورِ المخاض
فـتـرقى تـــــدرّجـا بُعـيْـدَ الرُّواءِ
فيهطلُ غيثُ الفكرُ حين الحدوس
مـُـدوّيـةً مـثـل رّعــــــود السماء
فـتـزدهـر النـفـوس بـعـدئـذٍ في
الحياة عـلـى مـــــــــودةٍ والإخاء
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
meddahi
الشاعر العصامي مداحي العيد
|
Comments
Adham Tobail | Mar 27th, 2009
رائع كثير عزيزى الكاتب لقد عبر قلمك عما يجول فى خاطرك
لك مستقبل عظيم فانت شاعر موهوب
مزيد من الاحترام والتقدير
ادهم
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|