by meddahi
Published on: Mar 24, 2009
Topic:
Type: Poetry



لقد عـادتِ البســـــمة بعـد البكاء
تـشـعّ بنـــورها صـبـاحَ الرجاء

لمحـتُ تســـــلـل الشعـاع حثــيثا
يُزيـل ظـــلام اللـيـل بعـد الشقاء

تـلامـس فـتــــــوناته كـل جــسـمٍ
برفقٍ فــــلا تـؤذي عيون البهاء

فمن ذا الذي سيُمسك النور مسكا
يريد ظـــــلام ليـلةٍ رغــم البلاء

فلا بُـــــــــدّ للـيــلٍ زوالٌ لـيـأتـي
نهـارٌ نــرى فـيـه جـهـودَ الذكاء

تشكّـلـتِ الغــيــوم بعـد صــعــودٍ
فأخفت بريق النجم بعـد الضياء

لقد شــعـر الغـيـم بحـزنٍ فحـنّـتْ
عـــواطــــفـُـه إلى بــحـار النـماء

فزالتْ غُـيـومٌ بعـد غـيثِ الفلاح
زها منظرُ الربـيـعِ بـعد السّخاءِ

فيُصبح زهـــر النّسـماتِ يــفـوح
بعطرِ الشّـــذى منـتـشـرا بالثـناء

فلولا الحــــرارة التي رفــعــــته
لما سَـبَحً الغـيـمُ هـنا فـي الفضاء

تغـدو الدُّنا من الورود جـــــمالا
فكيف يرى الحسنَ ضلالُ العماء

يُمتّعُ أبصار الـــورى كـُلّ حيـنٍ
على ضــفّـة النّهـرِ خريـرِ الهناء

يُـغـرّدُ عصفـورُ الصّــباح نشيـد
الحـياةِ التي تســيــــرُ رغمَ العناءِ

يحطُّ على الغصن النضيرِ الذي قد
تمايــلَ بالـشّحــرور عـنـد الغناء

جمال الطّبـــيعةِ الأنيـــقةِ حُسنا
يُـؤثّـر فـي النـّفـوس بـعـد الثراءِ

فـتـنـدفـع النفـوس نحـو البهاء
بـكل مــشـــاعـر الهــوى بالثواءِ

إذا غاب حُســنٌ مـن مكانٍ تراه
قبـيحا تعـــــــافه بُعــــــيْد الجفاءِ

لقد عادتِ البســـــمة بعد البكاء
تـشــعُّ بـنـورهـا صـبـاحَ الرّجاءِ

فما قـيــمة الحــــياة دون جمالٍ
يُـزيحُ عن النّفـسِ كروبَ الخفاءِ

يُـسـلـيـك عن الهــمــوم التي لم
تــدع أحــدا يصـنـع رمــز البقاءِ

إذا لم تــر القلوب تســعى لخيرٍ
فبادر إلى المعــروفِ بعـد الوفاء

فيتّبعَ البـِـــــــرَّ أنـــاسٌ أتـــوك
وأنـفـسهـم راغـــــبـة فـي الشفاء

ولا ينـفـع الدواءُ شخصا إذا لم
إذا لم يكن ذا اقتناعٍ بـه قبل الحَساء

ولا تـلـتـفـتْ لحاسـدٍ قد تعامتْ
بصـيـرته مـن نـقـمةٍ بعـد العـداء

فلم يستسغ بــلاغةً أشرقتْ في
الوجود كشمسٍ في عـلا الإرتقاء

لقد خاب كل حاقدٍ قد سعى في
الوجــود مخـــــرّبا أسـاس البناء

فكيف يسود البخلُ دونٍ عطاءٍ
وما قـد رأيـــــــناه نـــما بالسّخاء

فنحن نرى الغـرب يجود بكل
سخاءٍ على الإبـداع شــرط البقاء

فتنمو العقول بعد طورِ المخاض
فـتـرقى تـــــدرّجـا بُعـيْـدَ الرُّواءِ

فيهطلُ غيثُ الفكرُ حين الحدوس
مـُـدوّيـةً مـثـل رّعــــــود السماء

فـتـزدهـر النـفـوس بـعـدئـذٍ في
الحياة عـلـى مـــــــــودةٍ والإخاء

مودتنا سعــــــــادةٌ فـي الحـياة
تعــزّز إيـــــــــخـاءً مـنَ الإنتماءِ

فكيف سنـنـمّي قـُــدرة الإنتـباه
ونـحـن نُضـيّـع الحـجا فـي الفناء

لقـد عادتِ البـســـمة بعد البكاء
تـــشــعُّ بـنـــورها صباح الرّجاء

وعـند تأمـــلي طـريــقة نــمـلٍ
فأعــجــبُ مـن نظامها في البـناء

ألـم تُـنـذرِ النـمـلة نـمـلَ الوفاق
بنُصحٍ من الإخلاص بعد القضاء

فقد ســمع النــبي أمــر الكـلام
تـبـسّـمَ ضاحــكاً مــــــن الإرتقاء

نبيٌّ لقـد آتــــــاه ربُّـــهُ فضـلا
كبيرا من المـلــك وذكـــــر البقاء

وكلّ الذي نراه في الكـون فـيه
من الذكر بُرهانٌ مـــدى الإحتفاء

لقد ظهر الحـــق جـلـيا شمـس
الضّحى حينما تطلُّ مـن الإستواء

إذا غابت الشمس سيتلو الهلالُ
الجمـــيلُ بطـلعـةٍ بُعـــــيْدَ المساءِ

تــعــمُّ مــودّةُ القـلوبِ التي لم
تـجــدْ لـــــذةَ الروْحِ منَ الإعتداء

متى يتحـقُـقُ السّـلامُ الحمــيدِ
الذي ينشـرُ الشّعاعَ رغــم الجزاء

ألم أهـدِ من نظمِ الشـفاءِ عسى أن
يُتـــابــعَ وصـــــفـةً مــن الإهتداء

نعـوذ بربّ الناس من شـرِّ نفـسٍٍ
وســاوسـها كثيـــــــــــرةُ الإبتلاء

قنا يا عـليـما بالصـدور شــرورَ
الهـوى جُـملةً ومن جروحِ الرياء

فكيف سنهـتــدي إذا لـم تُـعـنّا
بِـهـديـِـكَ توفــيـقا بنــــور الضياء

تحل السعــادة التي لم تكـد أن
تُسيـطر في الحــــياة بـعـد المراء

ولن يستعـيـد الطبع رونقه إنْ
تكـبـّر مقـــــــــــبلا عـلى الإنتهاء

فصار على الإنسان حتما يعود
إلى مـنـبــع الخـــيـر بـدون عـداء

فكيف سينمو الحُــَب إن لم نقدم
له من عــواطف دنــــــت بالولاء

لقد عادتِ البـســـمة بعد البكاء
تـــشــعُّ بـنـــورها صـباح الرّجاء





« return.