
" لأننا تدربنا على يد أساتذتنا بناءا على أسلوب جديد في تدريب الممثلين ابتكره الفنان الايطالي جابريل فيشاس واسمه (سكيرا) وتم تدريب أساتذتنا على هذه الطريقة في ايطاليا في العام الماضي ثم قام أساتذتنا اللذين يرافقونا إضافة للفنانة ريم تلحمي والفنان صالح بكري والفنان رمزي الشيخ قاسم بنقل هذه الطريقة لنا بإشراف مباشر ومتابعة فيشاس وتلميذه الفنان الايطالي غلن بلاكهول ، حيث قاموا بزيارتنا مرتين خلال فترة التدريب ورافقهم فنانون آخرون اذكر منهم روبرتو تراسكو وغيره ، ونحن هنا الآن نستكمل تدريبنا " .
وعندما سألت الفنان كامل الباشا عن هذه الطريقة ، لأنني ورغم متابعتي للحركة الفنية العربية والعالمية لم أسمع بها من قبل ، أجاب :
" (السكيرا) تقنية بسيطة لتدريب الممثل ، ابتكرها جابريل فيشاس وتتخلص في ثماني خطوات تبدأ بالقدم اليمنى وبعد الخطوة الثامنة يستدير الممثلون في اتجاه آخر لثماني خطوات أخرى ، إنها طريقة بسيطة ومذهلة للتدريب على التمثيل حيث تتحول جميع التنظيرات الفنية لفن الممثل إلى لغة جسدية ، وترتكز السكيرا على مبادئ أساسية أهمها : الصمت ، التركيز ، الوعي (الجسدي والنفسي) ، الانضباط ، الفعل المسرحي (البداية و النهاية) ، التحول من فعل لأخر ، الروح الجماعية ، الطاقة ، تنويعات الإيقاع الصوتي و الحركي ، الاستمرارية والوضوح .... الخ .
إنها نظرية تلخص كل ما سبقها من نظريات وتقنيات ابتدءا من ستانسلانسكي مرورا بميرهولد ، انتو نين ارتو ، بريشت ، غروتوفسكي حتى بيتر بروك لتنتج شكلاً مسرحياً حقيقياً يهدف إلى استعادة اللحظة المسرحية الحقيقية ويحَول الممثل من مؤدي للحدث المسرحي إلى صانع لحظي له ، فيتحول العرض المسرحي من عرض مكرر كل ليلة إلى عرض مبتكر لا تتكرر فيه الأحداث وإنما تعاش لحظة بلحظة .
وهذه الطريقة تحتم على الممثل أن يكون طوال الوقت تحت التمرين وأن يعيش تدريباته لحظة بلحظة حتى في وقت العرض وإلا فان العرض سيتحول من عرض حي إلى آخر ميت لا حياة فيه " .
إذن فهم ممثلون يبحثون عن الحياة على المنصة ويتواجدون في فينيسيا (البندقية) لاستكمال تدريباتهم ، ففي قاعة مسرح الجامعة هناك جلس مجموعة من المشاهدين يراقبون التدريب الذي يبدأ في العاشرة صباحاَ وينتهي الساعة السابعة مساءاَ وتتخلله استراحة الغداء ، يومياً وعلى مدار أسبوع دون كلل أو ملل وباستمتاع ظاهر على الطلبة و المشاهدين ، وبتواجد مثابر ومتابعة من مدير المسرح السيد جمال غوشه الذي قال :
" يعتبر مشروع المدرسة حلما بدأ يتحقق وبصورة تدعو للاعتزاز ، فبرنامج التدريب بالقدس سار على أفضل صورة ممكنة ، وطلابنا اليوم ومدربوهم يشاركون في أفضل حدث فني عالمي ، ويعرضون نموذجا للفنان الفلسطيني المثابر والمصر على تطوير قدراته ، وأصدقاؤنا وشركاؤنا الايطاليون يساهمون معنا في هذا الجهد مشكورين ، وسيتابعون معنا المراحل القادمة والهادفة إلى توسيع نشاطات المدرسة وتطويرها ، حيث من المقرر أن يستكمل طلابنا تدريبهم على عدة محاور ، أولها ، المشاركة في إنتاجنا لمسرحية هاملت تأليف وليم شكسبير وإخراج كامل الباشا ، وثانيا : استكمال التدريب في العام القادم للمستوى الثاني ، وثالثا : المشاركة في انتاجات تدريبية أخرى سيتم اختيارها للعام القادم ، ونحن نأمل أن نستطيع من خلال مدرستنا أن نرفد الحركة المسرحية الفلسطينية بأجيال جديدة وان نتمكن من متابعة تطوير مدرستنا في الأعوام القادمة لتكون نواة لمدرسة شاملة للفنون الأدائية بكافة تخصصاتها " .