هل حقا ان الشباب العربى يتعرض لهجمة شديدة على كافى المستويات والاصعدة وهل باتت هذه الهجمة تستهدفه فى حياته اليومية وحتى فى سلوكه الشخصى , ومن جانب اخر هل حقا هو ذلك الشاب الذى العابث اللاهى الذى يستجيب لتلك الهجمة ويوفر لها الظروف المناسبة لتؤثر عليه بشكل او بأخر , الذى يبحث عن اخر صيحات الموضة من ملبوسات واخر طراز من الهواتف النقالة و قصات الشعر الغريبة , أم هو الشاب الذى لة تسأولاته الثقافية والاجتماعية والسياسية بمعنى هل هو منتمى لقضاياه القومية والشبابية والوطنية.
مقدمة لا بد منها لكى نتحدث عن المستقبل الذى ينتظرنا نحن الشباب العربى بغموضه وعتمته بمره وحلوه بسياسته واقتصاده و بثقافته .
ان تعداد الشباب العربى حسب احصاءات غير رسمية يقارب 60 مليون شاب أو اكثر قليلا , حيث تنحصر اعمارهم ما بين الخامسة عشر عاما و 25 عاما.
بعض الدول تعتبرهم مشكلة تعيق النمو الاقتصادى لهذة الدول ولكن هذة الدول تجاهلت أو بالاحرى (تناست) أن هذا الجيل من الشباب هو ثروة المستقبل , يمكن استغلالها واستثمارها لكى تتجه تلك البلدان نحو الافضل وتساهم فى التنمية الاقتصادية للبلاد , لكن هذة الدول تصنع من حل المشكلة مشكلة اضخم من الحل فلا مجال للمستقبل ونحن نعانى الان (حسب نظرياتهم).
نعم , ان معظم الدول العربية ان لم يكن جميعها تعانى بشكل كبير من مشكلة البطالة , وهى الهم الاكبر لكل شاب عربى الذى يشغل تفكيره على مدار ساعات يومه , فينظر الى نظراءه واقرانه من الشباب فى المجتمعات الغربية ,فيلجأ العديد منهم الى التفكير فى الهجرة , ان لم يكن قد اتخذ قراره بالهجرة الى بلد يحترم قدراته ويجد فيها فرصة عمل ليتخلص من كابوس البطالة .
وعلى الرغم من هذا الكم الهائل من البطالة فى العالم العربى الا ان الشاب العربى لازال يفضل الدراسة الاكاديمية اعتقادا منه بأنها الوسيلة الافضل للعيش فى المستقبل ونسى النمو الاقتصادى البطئ مقارنى بنمو المجال الاعلامى والمعلوماتى بشكل كبير ولا يمكن مقارنته.
فى الغرب ينظرون الى الشباب الى انهم ثروة المستقبل لذا يوفرون لهم كل الاحتياجات اللازمة بدأ من الاحتياجات الفسيولوجية وحتى احتياجات تحقيق الذات لكى ينشئوا جيلا قادرا على الانتاج والعطاء فى المستقبل.
أما الشاب العربى فهو جيل البطالة , الجيل التائه , جيل المعاناة من أجل التغيير , فرغم كونه متعلما فى أغلب الاحيان وكونه ثروة المستقبل الا انه يدور حول نفسه ولا يعرف أين يضع قدمه ليبدأ الطريق.
لقد فشلت الدول العربية فى ايجاد حلقة الوصل بين الجيل السابق والجيل الحالى من الشباب ,فى كافة مناحى الحياة, فالشباب يشعر بأنه فى عالم سريع التغير (القرن الواحد والعشرين) ويجب أن نتغير معة ونسايره بكافة تغيراته وانماطه الحياتية بمجملها , ولكن هذا الجيل الشاب تناسى خبرة الكبار من الجيل السابق , والكبار انفسهم يتمسكون بالماضى وما تركته الاجيال السابقة منهم ونسوا مقدرة الشباب على العطاء وطاقتهم المختزنة ,ففى المجال الاقتصادى ,الكبار لا يمنحون الفرصة للشباب كى يصعد وينمو ويطور ذاته فى مجاله فهناك سيطرة وحجر , فأخذ الشاب المسلك الاخر وهو المعاكس على الرغم من ان الكبار لديهم لخبرة والمعرفة والشباب لديهم المقدرة على العطاء.
واما من الناحية الثقافية , فالصراع استمر على نهجه كما فى المجالات الاخرى فالشاب يرى ان التغير فى هذا العالم يجب ان يسير معه دون تحليل وتصويب ويريد ان يكون سيد قراره فى كل امور حياته,والكبار بقوا متمسكين بما ورثوه عن اباءهم ويريدوا ان يتبع الابناء جيل الاباء.
|