
نخلق فى هذه الحياة ببراءة الملائكة ثم نعى معناها شيئا فشيئا نبدأ بادراكها و تتبلور شخصيتنا بتأثير الأشخاص المقربين منا
و مجتمعنا ككل..نتعلم دستور الحياة و نفهم قوانينه و مواده. نستقطب غدر الناس
و خيانتهم نتفهم الأنفس المريضة و نحاول أن نتعايش معها...
نلتقى بمن يحبنا و نلتقى بمن يكرهنا.
قد لا نفهم معناها و لكننا نعيش الحياة كما هى
كما وجدناها من حولنا..و كما رسمتها لنا أقدارنا...قد نأبى قبولها فى البداية...و لكن لا مفر من مجاراتها فى النهاية...
و تمر الأيام و السنوات شاعرين بأن اجسادنا كالسجون الضيقة و ان هذا العالم كالمنفى البعيد. الحياة و الموت سيان بالنسبة الينا...
ثم تأتى السكينة اللتى تفصلنى عن روحى
و تجمد شفاهى و تدمع عيونى فى صمت لمجرد رؤياك و عندما أسلم يداى و أتركهما فى راحتى يديك الدافئتين أجد نفسى الحزينة المتألمة ترتاح بانضمامها الى نفس أخرى تماثلها الشعور و تشاركها الاحساس و يغمرنى ذلك الشعور الذى يشعرنى أننى لست ذلك الشخص الذى أعرفه..
و عندما أمعن النظر فى عينيك و أرى بحرا لا ينتهى أدرك أننى أغرق فى أعماقه التى لا قاع لها..
وعندما ألقى بنفسى فى أحضانك بكل همومى و أحزانى المتراكمة منذ سنوات اشعر أننى ولدت من جديد فأعيشُ طفولتي بأروعِ لحظاتها وأهرب من حاضري لأعيشَ مستقبلي.
وفى النهاية أراكى تغاديرننى و على شفتيك ابتسامة خفيفة تخفين و رائها سرا.
ثم أشاهدك تتلاشبن فى الفضاء ويأتى هدوءٌ يجرُّ الضجيجَ فتموت فى طياته نفسى ويعم السكون و تبرد أطرافى وأدرك أنى أعود
الى قبرى.
فلماذا لا تعودين لتحيينى بعدما أيقنت أننى على قيد الحياة..!!