![]() |
|
by Mamdouh Osama | |
Published on: May 8, 2008 | |
Topic: | |
Type: Short Stories | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=20273 | |
نخلق فى هذه الحياة ببراءة الملائكة ثم نعى معناها شيئا فشيئا نبدأ بادراكها و تتبلور شخصيتنا بتأثير الأشخاص المقربين منا و مجتمعنا ككل..نتعلم دستور الحياة و نفهم قوانينه و مواده. نستقطب غدر الناس و خيانتهم نتفهم الأنفس المريضة و نحاول أن نتعايش معها... نلتقى بمن يحبنا و نلتقى بمن يكرهنا. قد لا نفهم معناها و لكننا نعيش الحياة كما هى كما وجدناها من حولنا..و كما رسمتها لنا أقدارنا...قد نأبى قبولها فى البداية...و لكن لا مفر من مجاراتها فى النهاية... و تمر الأيام و السنوات شاعرين بأن اجسادنا كالسجون الضيقة و ان هذا العالم كالمنفى البعيد. الحياة و الموت سيان بالنسبة الينا... ثم تأتى السكينة اللتى تفصلنى عن روحى و تجمد شفاهى و تدمع عيونى فى صمت لمجرد رؤياك و عندما أسلم يداى و أتركهما فى راحتى يديك الدافئتين أجد نفسى الحزينة المتألمة ترتاح بانضمامها الى نفس أخرى تماثلها الشعور و تشاركها الاحساس و يغمرنى ذلك الشعور الذى يشعرنى أننى لست ذلك الشخص الذى أعرفه.. و عندما أمعن النظر فى عينيك و أرى بحرا لا ينتهى أدرك أننى أغرق فى أعماقه التى لا قاع لها.. وعندما ألقى بنفسى فى أحضانك بكل همومى و أحزانى المتراكمة منذ سنوات اشعر أننى ولدت من جديد فأعيشُ طفولتي بأروعِ لحظاتها وأهرب من حاضري لأعيشَ مستقبلي. وفى النهاية أراكى تغاديرننى و على شفتيك ابتسامة خفيفة تخفين و رائها سرا. ثم أشاهدك تتلاشبن فى الفضاء ويأتى هدوءٌ يجرُّ الضجيجَ فتموت فى طياته نفسى ويعم السكون و تبرد أطرافى وأدرك أنى أعود الى قبرى. فلماذا لا تعودين لتحيينى بعدما أيقنت أننى على قيد الحياة..!! « return. |