|
بدأ يحسّ أنّ أرجلاً كثيرة تلاحقه، وبدا الهواءُ ساخناً ساخناً. انحرف يميناً وقبل أن يصل نهاية الطريق لمح الجنديّين فتراجع، انحرف يساراً فوجدهما مرّةً أخرى وأسرع ضائعاً للخلف، إنّهما هناك، لم يبق له سوى أن يتقدّم للأمام، فمضى مسرعاً مسرعاً يخشى أن يجد الجنديين مرةً أخرى... كان الألم يزداد في ذراعه.... وصل آخر الطريق!!!!! ليُفاجأ بالبحر أمامه!!!
أيّ بحرٍ سحبوه أمامه؟!! أيّ بحرٍ هذا لم يره مدوّناً على خارطة؟
تعالت أصواتُ أقدامٍ كثيرة حوله من جميع الاتجاهات، تحاصره الذكريات والألم والأصوات، تحاصره دقّات قلبه من الداخل ولهاثه المتقطّع.
لم يتركوا لك سوى أن تلقي نفسك في بحرٍ أسود كئيب.... يحتار، تتملّكه الحيرة التي يكرهها وتكرهه، يزداد ألم ذراعه وتقترب الأقدام.
لأيهما يسلم نفسه؟ إنّه يستكين بفتور، يحسّ الآن دون أن يتلمّس جبينه، يحسّه يزداد انتفاخاً ويسيل منه سائلٌ لزج، يحتار في مصيره ويحتار، هل دمه قد ثار؟ أم أنّه عرقٌ مالح كمياه البحر؟
29/7/1993
عماّن- الأردن
كفاية ذياب
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
Aida
This user has not written anything in his panorama profile yet.
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|