من دكار إلى روتردام وصولا إلى الدار البيضاء ’ هناك أسئلة تطرح:هل في المجتمع العربي ثقافة التسامح و السلام أو اللا عنف؟
بدأت مسيرتي مع أسئلة تطرح في المجتمع العربي , انه مجتمع عنيف لا يتقبل الأخر ,من أصدقاء أجانب من خلال أمثلة كثيرة: كأحداث العشرية السوداء في الجزائر منذ التسعينات.أحداث اعتداء إرهابي في 94 على فندق أسني في مراكش , إلى أحداث 11 سبتمر في الولايات المتحدة الأمريكية . و تفجيرات مدريد , الرياض الدار البيضاء- عمان – لندن و غيرها . كل هذه الأمور سببها مواطنين عرب . كل مرة نحمل المسؤولية إلى أشخاص آخرين و دون أن نتحمل نحن كشباب عربي المسؤولية . لأن علينا أن ننتقد أنفسنا أولا ,قبل التفكير في النقاش مع الآخر ,وعلينا معرفة الأسباب التي تجعل الشباب العربي يتوجه إلى العنف كوسيلة لحل مجموعة من المشاكل :هل هي من منطلق الاحتقار العالمي للمجتمع العربي ؟ عدم وجود حلول بديلة أم ماذا؟ لكن إذا فكرنا في تمعن , أننا كشباب في مجتمع عربي , نتأثر بواقعنا الصعب , كالمجازر في شعبنا في فلسطين , والاجتياح الاستعماري للعراق . وعدم اكتراث الأنظمة الدولية و العربية لأصوات شعوبها . صراعات ايديلوجية دينية, تكون ظاهرة, و أخرى تكون خفية. وبصراحة أصبح العالم عبارة عن مختبر لتجارب و الاختبارات لمشاريع معينة , قد تنجح أو تفشل . المهم في تصور تلك العقول يخرب أو يبنى المجتمع العربي , والأهم من ذلك أن المواطن العربي يصنف في الدرجة الأخيرة في المعيار العالمي لقيمة المواطن , و يصنف الصهيوني درجة أولى في المعيار العالمي لقيمة المواطن, لأنه من شعب مختار . اين نحن كشباب من كل هذا؟ رياح من هنا وهناك , تأخذنا إلى اتجاهات معينة , لا نعرف نهايتها , نتبع دائما مصالحنا الذاتية و الابتعاد عن تصور المصلحة العامة . و الحقيقة الصريحة أن الخطأ فينا نحن , لا ننتقد أنفسنا , ونستقبل فقط , وأننا أصبحنا كشعوب لغوية , أكثر ما هي عملية . و السبب هو الافتقار إلى مفهوم المبادرة في حياتنا في جوانب مختلفة. ننتظر دائما الأخر لكي يوجهنا ويبادر بخطة محكمة تستهدفنا دون التفكير . منذ سنوات كثيرة نعمل مع العشرات من مؤسسات التي تعمل في مجال ثقافة السلام و الحوار . و تلاقح الحضارات , وهناك من يرفض كلمة تلاقح يسميها حوار حضارات . في أغلب تلك المؤسسات لا يوجد ما يطلق عليه في مؤسسات المجتمع المدني دينمو عربي . نجد دينمو إسرائيلي. دينمو أمريكي و غيرها . حتى إذا وجدت من دول العالم العربي , تجده يهودي او أمازيغي أو كردي. اذن يطرح السؤال: كيف نوصل أفكارنا نحن العرب إلى الآخرين ؟ تقولون لي في مؤسسات الاورو متوسطية للحوار . مراكز إسلامية – يهودية , عربية – نرويجية آو دنماركية و غيرها . اذا تمعنا في تلك مؤسسات فهي عبارة عن مشاريع إما لحكومات , او حتى اذا كانت تابعة لمنظمات غير حكومية , تكون مؤسسات مشاريع لوزارات الخارجية , خصوصا في دول الاسكندنافية , وهدفها هي إيصال صوت الحكومات إلى الشعوب العربية , دون أن تكون متلقية , لأنها تترك لك فسحة من حوار أن تتكلم كما تريد , و لكن موقف تلك الدول حسمته مسبقا , كما في قضية الرسوم المسيئة إلى نبيينا . و أمثله عديدة , لكن يطرح السؤال: في داخلنا أين البديل ؟
البديل أننا كشباب عرب نوصل صورة السلام التي نريدها نحن , بقناعتنا نحن من خلال قيمنا , من خلال ما عشناه عبر التاريخ مع المسيحين و اليهود في شعوبنا في عيش دون تفكير في الخلفية الدينية , هل أباد المصريين و الأردنيين , الفلسطينيين , و اللبنانين و السوريين المسيحين في بلادهم. الجواب هو حتما لا, عاشو في تكامل .