by Maged Hassan
Published on: Mar 16, 2005
Topic:
Type: Poetry

أَلَا إنّــــه مُنْــذ أزَلِ الــزمـــان * و الرجـلُ و المــرْأةُ كلاهُمـا إِنســان

وَ لكـنّ ابــنَ آدمَ مِــنْ طُغيانِه * جَعَلَ النسـاءَ دونه جنســا مُهَـــــان

فتــارَةٌ سِلْعــة و تـــارةٌ عَـــار * و لاْ تَدرِي لِمَ كــلُّ هــذا الشَنـَئَـــان

وَ عَرَبُ الجاهليةِ مِنْ ظَلمائِهم * وَءَدُوا البنـــاتَ مِـــنْ دونِ نُـكْـــــرَان

تَـزُول الأمم و يَــرُوح المُلــوكُ * و الظُلْـمُ و الجُــور لِلعــالـمِ يملئــان

فيَنــزِلُ القــرآنُ مِـنْ عَلْيَــائِـه * ليُرسِي المبادىءَ و يُحَقّقُ الإيمــان

الكـــلُّ عنْدَ اللهِ ســواء : رجلٌ * و امـــرأةُ أو عــــربٌ و عـجـمــــــان

إنّمَا التقوى هي كلُّ مِقـيَاسٍ * بذلــك أتىْ الأمـــرُ في الفُــرْقَــــان

فلمّـا ضُـرِبَ مَثَـلُ الذيـن آمنوا * كانــــت "آسيــــا" و ابنـَة عِمْــــرَان

تَقَوَّلَ المُتَخَرِّصُون مِن حِقدهم * أنَّ الإســــلامَ للـــمـرأةِ أَهــــــــان

و يـالَـــه مِــــنْ قــولٍ خـبيـــث * مــــاْ بِهَــذا جــــاءَ آخِــــرُ الأَديــــان

فـــذاك أمـــــرٌ بِكَـــــفِّ الأذى * وَ حُسْـنِ الـجِــوَارِ و عِـفَـةِ اللسـان

و إنّمـا الحِجـَابُ حشمةٌ للمـرأة * يَحفَظ وقَـــارَهــا و حُـريَّتهــا تُصَــان

و هـو خَيْـرٌ مِــن حريـةِ مُجُـــون * جَعَلَت مِن جَسَدها سلعةً و إِعْلان

و للأمّ أعلىْ مكانةٍ في الإسلامِ * نبيُّنَــا قـــالَ تحت قَدَمَيْهــا الجِنَــان

أمُّـــك ثــم أمُّــــك ثــم أمُّــــك * ثم أبيـــك هـذان هُمـــا الرَفِيقَـــان

نِصْفُ مجتمعنا رجـالٌ فيْ العَدَدِ * و آخــــرُ نســـــاءٌ هـذانِ نِصْفـــــان

و لــكِـنْ ألاْ تَـــرَون أنّـــهــا أكثـرُ * مِـــن نصـــفِ فهي تُرَبِّي الوِلـْــدَان

فــهي مدرســـةٌ إذا أعْدَدْتـَـهــا * أعْدَدُتَ شعبــــاً طَـيـّـبَ العِرقَــــان

إذاْ ألْقَيت نَظَرَك في هذا الزمـانِ * وَجَــدْتَ النســاءَ فيْ أَرْفَــعِ مَكــان

فـهنّ سـابقــاتٌ في كــلّ فَــرْعٍ * و أيـاديهــنّ بيضــاءُ في كــلّ مَيْدَان

سيـاسـةٌ و أَدَبُ و عِلْــمُ و دِيـن * وَ في كـــلّ منصبٍ رفيـــعِ الشَــان

يــزيــــدهــنّ أنّــهـــن يَمْــلُكـنَ * قِسطـاً وفيــراً مِـنْ الرأفةِ و الحَنَـان





« return.