by Maged Hassan
Published on: Jan 22, 2005
Topic:
Type: Poetry

خَطْبٌٌ جَلــــَل حــــلَّ بالعالميــــــنَ * منْ أهـــــلِِ آسيــــــا صرنـــا له ذاهليـــنَ

"تسونامي" الرهيبُ - بالفجرِ- فعل * مـــا يُعْجِـــــزُ الصناديــــــد الجباريــــن َ

يحصـــدُ الأرواحَ حصــــــداً زؤاماً * لم نكن لمثـــــلِه مــــــن الشــاهــديـــــــنَ

يصرخُ الأطفالُ و الأهلون تعـــوي * من هذا الهـــــولِ و الخطـــرِ المحدقيـــنَ

فيـــالـيتَ شِعْرِيْ أيــــــــنَ المفـــــرُ * كأنَّ النجــــــاةَ – مثل نـــــوحٍ – سفينــة

و لكــــــن عـــــــزَّ لهـم منْ طَّلِبـــَةٍ * فأضحـــــوا من بعـــد ثـــورة ساكنيـــــنَ

صمتٌ مطبقٌ رانَ على الأنحـــــاءِ * و لكــــن – واحســـرتاه – أما من ناجينَ؟

يصبــحُ العالمُ يومَ الأحدِ الحــــزينِ * يتساءلـــونَ في هلعٍ عمَّا كانوا عنه غافلينَ

فتأتي الأنبــــاءُ أنَّ زلـــزالاً ضرب * قاعَ المحيــــــطِ بقوةٍ لمْ تُرَ منْ سنيـــــــنَ

و أنَّ أمـــــواجَ "الهنديّ" طغـــــت * على خلـــــقَ اللهِ كأنَّـــــه يوم الديــــــــــن

فإذاْ الأنامُ صرعـــى دونَ جريـــرةٍ * دَاهَمَهُم الفيضـــانُ إذْ كانـــوا نــائميـــــــنَ

جرحٌ جديــــدٌ في سلامِ عالمنــــــــا * نكــــأَ سُوَيْدَائَنـــــا و زادَ الأنيـــــــــــــــنَ

قلوبُنــــا تَدمى لمرءاكم أهلَ آسيــــا * و دمــــــعٌ غزيــــــــرٌ يمـــلأُ مآقينـــــــــاْ

نكـــادُ حينَ تناجيكـــم ضمائرُنــــــا * يقضي علينـــــــا الأسى لولا تأسينــــــــــا

ألـــــــوفٌ مؤلفةٌ قضتْ نَحبَهـــــــا * في عاديــــــة لم يُرْوَ مثلَهــــا للعالميــــــنَ

حـــالـــت لفقدكم أيامُنــــــــا فغدت * ســــــوداً و كانت بيضـــــــــــاً ليالينـــــــــا

بُلِينـــا بعادِيَتِكُـــم و لكن صبــــــراً * علىْ عواديكـــم فهذه حالُ المؤمنيــــــــــنَ

نرفـــــــعُ أكفَّ الضراعــةِ إلى اللهِ * أنْ يرحــــــمَ المــــوتى و يجعلهم مثابيـــنَ

و أنْ يزيـــــلَ البلاءَ عنْ أهلِ آسيـا * و عـــنْ سائــــرِ الخلـــــقِ أجمعيـــــــــــنَ

و يا سكــــانَ كوكبِنا المنكوبِ قفواْ * صفـــاً بصفٍ عسىْ الســلامَ أنْ يغشينــــاْ

وَ مُدُّوا أيديكم لإخوانِكم في آسيــاْ * نصلــحْ الدمارَ و نرأبْ الصــدعَ المبيـــــــنَ

فهذهِ حكمـــةُ اللهِ فــــيْ خلقِـــــــه * مــذ خلــــقَ آدمَ إلىْ أبــــــدِ الآبديــــــــنَ

قـــالَ ياْأيُّهــا الناسُ إناْ جعلناكـــم * شعوبـــاً و قبائـــلَ لتكونـــــواْ متعارفيـــــــنَ


« return.