أَوقفُوا مطرقة التحديث
بقلم: محمد التتري
أفضل الأشياء هي التهيئة الكاملة لمن يقع عليهم المعاناة , المعاناة التي تنقل صورة الواقع الحقيقي في كل مكان وزمان وكل حدث وموقف , المعاناة التي أخذت تستمر وتبدوا على وجوه المسحوقين والطبقة التي غمرها الرمل عند السير, فقد كانت الخطوات عمياء حيث كان الأمل يرسم ألام الفقراء والكادحين عندما ننظر للطبقة ونراها هامش في صفحة أو فارغة فراغ الورق الأبيض فهذا أهون عليها من أن تكون منفية , نذكر الأحداث الماضية عندما جاءنا العديد من اللائحات الانتخابية وأجلها تتحدث عن التغيرات المستقبلية فكنت من المعجبين لكافة هذه اللوائح , فقلت ربما ننتقل إلى الأفضل وكأنني فقدت الاحتمال الآخر وهو الأسوء , كان من المفترض أن أدرك تماماً ما هي حجم الخطورة المستقبلية وآفاقها إلا أن الإغراءات الورقية كانت هي المطلوب وليس الواقع وملامسة التغيرات
فهذا هو الشلل الوحيد الذي نشاهده الآن وهو عبارة عن اتهامات متوجهة لطرف ولأخر بسبب تردي الأوضاع في شطري الوطن متجاهلين الحوار الذي يضع لهم الخيارات المناسبة ويجعل الحياة تسير بشكلها المعقول , فالحياة اليوم ليست حياة منطقية ولا تسر بخير فعندما تذهب إلى مفترقات الشوارع وفي الوقت الحالي وتنظر إلى جبين كل شخص , ستجد الهموم المتفرقة النابعة من الانفجار الداخلي للقضايا الرئيسية في الحياة ومشاكلها إن كانت كهرباء أو غلاء معيشة أو الضرائب أو الفقر الذي يمتد ويأخذ محتواه الواسع
فأصبحت مشاكل المواطنين وهمومهم شيء ملموس وهذا دليل على الإهمال ولعل الواقع المزيف الذين يتحدثون عنه شيء متناقض مع الواقع الحقيقي الذي يشاهد بعين الجماهير فالأمور بدأت بالتفاقم وأخذت تمتد وكأنها تحرق الأخضر واليابس وأن لجأنا لمعرفة الأسباب تتجاهلوا الحقيقة التي رسمتها الضمائر بالآلام النابضة سيراً بالحس الوطني وتعاصروا الأمر الذي ينصب عليكم لهفة العيش بقارورة من لهب ويستدير الشعب بأماكنها ليسكن فيها وتعلنوها للتحديث عنوة الغرائب كما تظل لتحرق اليقين عندما توزع النبضات الوطنية فحواها وترمى بمتسع التجاهل لكافة القضايا الملمة بجوانب التوحد والوقوف صفاً لصف
فبإمكاننا أن ننطق ولكن ليس بإمكاننا أن ندير النطق لعدة لحظات لأن الكلمات تتجاهل الشخصية الرئيسية أحياناً عند الوعود بأي شيء يشهده المستقبل , فلا داعي بأن يكون الشعب خيوط مندثرة هنا وهناك وكأن الغد ينتظر التحام الخيوط بأوهام الشعارات التي تطلق منذ سنوات وكفانا صمتاً لأن صمتنا يساهم بعزل طبقة الفقراء والكادحين , فعلينا جميعاً الوقوف جانبهم وتعزيز وجودنا لكي تتوقف المطرقة التي تهمش دورهم النضالي في هذا الوطن .
|