قد يعتقد شريحة كبيرة من المواطينين الفلسطينين أننا شعب ديمقراطي ؟ و إننا قادرون على قول ما نشاء دون رقابة تذكر وإننا نملك مقدرات الديموقراطية من الالف الى الياء ومن الباب الى المحراب ، الحقيقة ان ما نسميه الديموقراطية لاتعدو ان تكون احد مفرزات الفوضى العارمة والغياب الحقيقي لمفهوم السلطة عليا او الدولة بالمعنى الحقيقي لتلك الكلمة والذي يدلل على ذلك ان كثيراً من الدول العربية التي تسعى الى بناء دولة ديمقراطية كالاردن مثلاً تضع لبناء ذلك كل امكاناتها وتستعين في سبيل الوصول لتلك النتيجة الى ما تحمله جعبة الدول الغربية من تجارب في هذا المجال ومازلت تضع كل السبل المتاحة لتمكين هذا المفهوم الكبير وتعزيزه لدى شرائح مجتمعاتها فهل في سبيل الوصول الى الديمو قراطية المنشودة بذلنا شيئاً من ذلك ولو بالقدر القليل ، ان مانطلق عليه جميعنا ديموقراطية لم يكن سوى ما فرضته طبيعة حياتنا العشوائية وما نتج عن الاحتلال المفروض علينا منذ عقود مضت وان ما نتمتع به من قدر كبير من الحرية لم نعمل اصلاً لايجاده اوحتى مجرد التفكير به ولم نعقد لترسيخه مؤتمرا لمعالجة هذا الامر ولذلك فان الفوضى العارمة والانقسام السياسي ومن قبله الاحتلال و انعدام النظام والامن وغياب عميق للسلطة العليا للدولة او شبة الدولة هو من اعطانا هذا القدر الكبير من الحرية في الكلام والسباب وغيرها من اوجه الديموقراطية وانا لا اقلل من هذه الميزة اذا ما تم العمل على تعزيزها وصقلها بشكل يساعد في بناء دولتنا المستقبلية ويساهم بشكل او باخر في ترسيخ هذا المفهوم لدى أبناء شعبنا منسجمين مع مقولة لأحد الحكماء والتي عبر من خلالها على قدرتنا على الوصول إلى الأفق بقوله أن تأتي متأخرا ً خيراً من أن لا تأتي .