![]() |
|
by anas | |
Published on: Mar 11, 2010 | |
Topic: | |
Type: Short Stories | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=28196 | |
أُسرع … أُسرع … وأزيد من سرعتي لأبلغ البيت الذي بدا بعيداً اليوم… أُسرع … وأُسرع … وأُسرع، ولكن البيت لا يزال بعيداً، كلا لست مطارداً من قبل أحد، وإن بدا كذلك، أسرع … وأجري مسرعًا كما لم أفعل (منذ أيام الطفولة التي باتت صورًا بالأبيض والأسود يعلوها الغبار، طفولة بسيطة متواضعة ولكنها تبقى طفولة.. طفولة بعيدة الذكرى، أليمة الذكرى، طفولة من الأفضل نسيانها؛ لأنها لم تكن طفولة بل كانت مرحلة بلوغ مبكرة، وكيف لا تكون كذلك؟ عندما يجد الطفل نفسه أكبر إخوته ومضطراً للعمل مع أبيه في أحد تلك الأعمال اليدوية المحدودة الدخل، ليرى غيره من الأطفال ينعمون باللعب وأنا أعمل كي آكل جيداً وأنام دون توبيخ من أبي( أسندت يدي على ركبتيّ تعبًا من كثرة الركض، وأمسح جبيني لاهثًا، ولا ألبث أن تنتظم أنفاسي حتى أواصل الركض مجددًا، وكأن البيت يبتعد شيئًا فشيئًا فأبذل جهدًا مضاعفًا للوصول، وأخيراً أقتحم باحة منزلنا الصغير كي أصرخ بحالة هستيرية: أمي… أمي (أمي الأرملة التي منذ أنا توفي والدي، ولا أرى سوى همها إن لم يكن دموعها، أمي التي ترى أملها في الله، ثم في بأن أعمل لأكسب وأربي إخوتي الصغار الذين ينظرون بتلهف إلى يدي كلما دخلت المنزل، ولكن ترجع أنظارهم خائبة بعد أن تلمح الكتب التي أعود بها من المدرسة التي لا أحمل سواها، "أريدك دائماً أن تكون مثل أبيك " دائماً أمي ترددها لتذكرني بوالدي الراحل الذي ورثنا منه الديون، أكون مثله في ماذا؟ ، في فقره أم في صبره القاتل على الحياة الواجمة، ربما كانت تقصد في رجولته وشهامته وعزة نفسه بأن لا يمد يده سائلاً أحداً غير المولى عز وجل، أم في وطنيته التي كانت تقطر منه قطراً ولولا قلة علمه لأصبح مناضلاً سياسيا؛ ربما أو لم يصبح لأنهم دائماً يقولون هذا ثم يغرهم المنصب ولا يفعلون شيئاً ؛ فبدا نضال أبي ولو كان الحال غير الحال لما ظهرت هذه الصفات التي يتحلى بها البسطاء من الناس يعتبرونها غالية ولو قل المال؛ ولا يدرون أنها رخيصة إذا ما وجدوا المال( وما زلت أصرخ : أمي …أمي …أين أنت؟ وتجوب أنظاري الباحة الصغيرة وإخوتي يطلون من النوافذ ؛ لتظهر أمي وتقول: ما بالك تصرخ يا خليل؟ ماذا حدث؟ أهرع إليها لأمسكها من كتفيها وأدور بها محلقاً والكلمات تتدافع إلى حلقي فلا أنطق؛ أبلع ريقي لأحاول مجدداً الكلام وأخيراً أتمتم بها: لقد ……لقد، ويلفت نظري تورم على خدها الأيمن، لم أره في الصباح فسألتها: ماذا حدث لك؟ وتلعثمت في الإجابة بل إنها لم تجب مطلقاً، ولم يكن لها حاجة لذلك فقد عرفت السبب، وأحسست بيدي تنزلق من كتفيها ودارت بي الأرض (منذ أن بدأت أمي عملها في خدمة البيوت، وهذا حالها تأتي كل يوم بوجه كساه البؤس والألم، بوجه لو رآه أبي لأنتفض في قبره( "قل لي ماذا حدث" توقظني عبارتها من كوابيس يقظتي، تحاول أن تنسيني تلك الصفعة على خدها، استسلم لها وتناسى الموقف فقد اعتدت عليه مرارا، طوال سنين دراستي من بعد وفاة أبي، أردد كآلة نفذ وقودها: لقد نجحت………لقد نجحت في الثانوية …………بمعدل90%. قلتها وكأنني أخبر والدتي بخبر رسوبي، بل ربما خبر وفاة أحدهم. وهي تعود لعادتها القديمة، تذرف دموعها الغزيرة التي لو جمعت في مكان واحد لشكلت نهراً، دائماً تدمع، في الحزن والفرح تدمع، في الألم والأمل تدمع، تدمع، وتدمع، وتدمع ………وأنا لا أجرؤ على أن أحرمها من وسيلتها الوحيدة في التعبير عن شعورها، وسيلة واحدة لكل المواقف ……كم كرهت هذه الوسيلة التي تعلمتها أمي مذ أن توفي والدي!، تحسسني بعجزي وعدم قدرتي على خدمتها، أو ملء جزء من فراغ والدي، أعطيها الفرصة لتكفكف دموعها وتقبلني على جبيني ثم أغادر لتلافي دموع أخرى تجرحني مجدداً. أقف على شواطئ مدينتنا الغراء لأرقب ذلك الأفق البعيد الذي هو ليس ببعيد؛ لأرقب مستقبلاً ليس بمضيء، قد أكون متشائماً ولكني واقعي، قد أكون أخذت الشهادة الثانوية ولكن ماذا بعد؟ بالتأكيد لن يتحقق حلمي الأوحد (الجامعة)؛ لأن أمي بالكاد استحملت مصاريف المدرسة لا أريد أن أصدمها بحلمي، ولا أريد أن أكون أنانياً وأترك إخوتي يتسولون بعد أن تصرف أمي كل ما تملك عليّ هذا إن كانت تملك شيئاً، إذًا ماذا سأفعل؟ هل سأعمل كموظف، هه موظف، ومن قادر على التوظيف هذه الأيام الجميع يريدون الواسطة، وأنا ليس لي واسطة سوى الله جل جلاله، قد تكون أمي محقة بشأن ذرفها للدموع؛ لأنه قد زاد هم جديد إلى همومها.. تقطع خلوتي وقع أقدام تقترب وتقترب…… التفت لأرى من أتاني، نعم إنه صديقي رشيد الذي قدم مبتسماً، ذلك الفتي الذي لا يحمل هماً سواه ولا يفكر إلا بيومه (في أيام الدراسة كان شديد الذكاء رغم اتخاذه الإهمال منهجاً لحياته)، "مبروك " لم أعرف للحظة لم قال هذا الكلمة لي فتذكرت أنها بسبب نجاحي في المدرسة، فاصطنعت الابتسام ورددت عليه "مبروك أنت أيضاً". ها… ماذا تريد أن تفعل؟ أعني بعد أن أخذت الثانوية؟… سؤال لم أتوقعه من شخص مثل رشيد هذا يعيش عالة على أبيه التاجر الذي يربح المال ليخسّره ولده إياه. هذا ما كنت أفكر به قبل أن تقطع حبل أفكاري، يطلق ضحكة قصيرة ساخراً مني وقال: حبل ليس له نهاية وكله مليء بالعقد، صدق في هذه الكلمة "مليء بالعقد" التي لا تنفك أبداً فقلت له: وهل لديك حل لعقدي؟ أطلقت هذه العبارة لأنه دائماً يدعي أنه حلال المشاكل. - بالتأكيد - وما هي؟ هناك، وأشار بإصبعه نحو البحر أمامنا. نظرت هناك فلم أجد شيئاً سوى المياه الزرقاء التي امتازت بها بلدتي الجميلة، وقلت: ماذا؟ هناك الساحل المقابل، انظر إنه ينادينا من بعيد، الجامعة والعمل والمال، كل ما تريد هناك، على بعد ساعات من هنا، تحل كل مشاكلك المستعصية وكل آلامك الامتناهية فهمت ما كان يرمي إليه، إنه يقصد الهجرة عبر البحر إلى أوربا، تلك الهجرة التي اشتهرت بها بلادنا منذ سنين، ومنهم من نجح في الوصول ومنهم من فشل وقبض عليه، وأكثرهم غرقوا من عبر البحر سباحة. وهل أنت ستهاجر ؟ بالتأكيد وقد أحتاج إلى رفقة؛ لذا فكرت فيك (دائماً لا ينظر إلي سوى أني مرافق له ربما كان هذا سر تسميتي بخليل فكنت خليلاُ لطيشه المستمر، قد يبدو ذلك غروراً منه، ولكنه معذور في ذلك؛ فمثله من دللـه والداه وأفسداه فظن أن العالم خلق ليخدمه( ولماذا ستهاجر؟ لا شيء فقد أردت أن أتفوق على والدي وأثبت له بأني أستطيع تكوين ذاتي ومساعدته في المستقبل … قل لي ما رأيك؟ لا تخش شيئاً فعمولة السمسار سأدفعها عنك، (عمولة السمسار التي دائماً أسمع عنها مبلغ كبير ربما بسعر بيتنا؛سيدفعه كي يحصل على رفقتي لا أعرف ما الذي ربطني بفتى مثله، ليس بيننا أي نوع من التوافق في الحالة الاجتماعية أو طريقة التفكير أو أهداف الحياة، من أيام الدراسة ولا يتركني أدعه أعمل شيئاً دون رفقته قد كان جريئاً بل وقحاً بعض الشيء بعكسي، ولكني كنت أبادله حبه واهتمامه بي، فقد كان يعبر عن حبه باصطحابي معه في كل شيء والسخرية الدائمة مني ومن أفكاري، وأنا أعبر عنه بانقيادي له، وقد كان مؤمناً بأني أحبه وأنه أعز أصدقائي لأنه كان يعتقد أن الجميع يحبونه وقد أكرمني بصداقته)، وتركني ذلك الرشيد الذي لا يملك ذرة من الرشد مطلقاً، مدعياً بأنه سيترك لي فرصة كي أفكر بل يقصد حتى أستعد للسفر أو بمعنى آخر للهجرة. كيف؟ كيف أهاجر وأترك أمي وإخوتي للزمن، كيف أهاجر وأتركهم بعد وصية والدي بالبقاء إلى جانبهم وعدم التخلي عنهم مهما حدث؟ كيف أهاجر وأترك وطني وبلدي ومدينتي التي ربيت فيها؟ كيف أهاجر وأخون بيتي وأرضي وأرمي ماضي ورائي؟ طبعاً لا لن أهرب من مسؤولياتي وسأبقى هنا لأواجه الحياة. "الجامعة … العمل … المال" "الجامعة … العمل… المال"، ظلت تلك الكلمات تتردد على مسامعي طوال تسكعي على الشاطئ، أحاول طردها من ذهني ليرددها قلبي، "الجامعة…العمل …المال" حلم جميل قد لا يتحقق مطلقاً على هذا الشاطئ، ولكن ربما……وأنظر نحو البحر الذي يكاد أن ترى في آخرة اليابسة، نعم إنها ُترى من هنا ؛ إني أراها ولكنها لا تناديني كما قال رشيد؛ لأنها ليست لي، إنها لهم، وأنا لهذا الشاطئ الرملي الذي أنجبني، أنا لي بلدي التي تؤويني وتحميني، لن أهاجر، أنا من بلدتي وإلى بلدتي ولبلدتي الحبيبة التي لا أبيعها في لحظة ضعف وأن الزمن أدار ظهره لي لا يعني أنه سيديره كل العمر . لا أستطيع أن أزيح نظري من الشاطئ المقابل وكلمات رشيد تتردد هناك، ربما تلك الكلمات حتى لو جازفت لن أحصل عليها، فليس كل من هاجر حصل على ما أراد …ولكن هناك من حصل وهم قل…لا لا لن أهاجر، لن أحاول أن أقنع نفسي بهذه الفكرة، برغم شبه توقي إليها. جاء وجلس معي على القهوة العتيقة في حارتنا، وقال: أين أنت منذ زمن؟. وقبل أن أجيبه قال بتسرع: السفر مساء الغد … آسف بأني لم أخبرك قبلاً فقد فاجأني السمسار منذ قليل … في الساعة الحادية عشرة مساءً ولا تحضر معك سوى بعض الملابس القليلة التي قد تحتاجها … لا تنس الموعد … وداعاً. ولم ينتظر مني رداً على ما قال ربما لأنه أراد أن يفرض عليَّ رأيه كالعادة، ويبدو أنه في الأسبوعين اللذين غابهما عني كان يحضر للسفر حسبما يسميها، وكلما سأل عني لم يجدني لأني كنت أبحث عن أي عمل أجني منه بضعة جنيهات، ولكن لا شيء، أخشى أني على وشك الاستسلام له ولأفكاره. "اجلسوا هنا حتى أجهز الطوافة، سأحملكم على مجموعتين لأنكم كثير، ولأن حرس الحدود الأسبانية يحتفلون بآخر الأسبوع لا تصدروا أي ضوضاء وانتظروني حتى أناديكم". قالها السمسار وساعتي تدق الحادية عشرة… وقد كان معي ثلة من الشباب …أعرف معظمهم كانوا زملائي بالدراسة، ومن هذا أيضاً ؟… أه…إنه جارنا يا إلهي كيف سيترك زوجته وأبناءه ويهاجر؟، كلهم خائفون يرتجفون مقبلون على الموت أو على الحياة وكأن سيف الشاطئ أصبح الصراط المستقيم، البرد قارص رغم ارتدائنا الملابس الثقيلة كلهم تكوروا خلف الأشجار مطالبين بالدفء رغم توهج قلوبهم رعبا، ما الذي دفعهم إلى ذلك.. وهل هذا سؤال؟ بالطبع الذي دفعني لذلك. نحن على وشك صفقة خاسرة مع القدر حتى وإن ربحنا هناك سنكون قد خسرنا جنسيتنا الحقيقية وأصلنا النابض وعروبتنا الأصيلة، لا وقت للندم، وقد فات الأوان على التراجع ولا أجدني سوى أن أقول "أشهد أن لا إله إلا الله " عشت أم مت، وضميري يؤنبني لأني غادرت دون أن أودع أمي فلم أطق دموعها الدائمة؛ بل خفت عليها حين تعلم بأني مهاجر، واكتفيت بالنظر إليها وهي نائمة عندما خرجت وتقبيل إخوتي وهم نيام. وأنا مغادر قاومت دموعي التي قاومت مقاومتي لها، ولكن عليها أن تعلم بأني أهاجر لأجل أمي ولأجل إخوتي، سنين معدودة أغيب أثناء دراستي ثم أبدأ بإرسال النقود إليهم، نعم سأفعل ذلك، وإن قيل لي أن أغلبهم يقولون ذلك قبل السفر وما أن يطئوا تلك البلاد حتى ينسلخوا من أصلهم وتظهر أنانيتهم ومنهم من يضيّع دينه بعد أن يضيّع أخلاقه، كيف استطاعوا ذلك؟. وأنا نادم على ما أفعل الآن وعلى ما سأفعل بعد قليل، ولن أتوقف عن الندم حتى أصل إلى ما أريد أن أرى إخوتي، وقد أكملوا تعليمهم ودخلوا الجامعة، وحصلوا على وظائف تليق بهم، وجلست أمي في البيت بكرامتها تنتظرهم ليعودوا وبعد ذلك أعود إليهم لأعيش معهم بعد أن عشت لأجلهم، ياله من حلم! لو تحقق لما طالبت الدنيا بعده بشيء آخر، ولنمت مطمئن البال قرير العين متناسياً هذه اللحظات التي مررت بها التي قد أذمها وقد أحمدها فيما بعد من يدري؟. يهزني من كتفي رشيد ويقول: هيا بنا لنركب قبل أن يمتلئ المركب ليرسل المجموعة الأولى ولننته بسرعة من هذا الكابوس المؤلم نهضت معه مسلوب القوى منساقاً لإرادته مسلماً بأوامره ، لنركب المركب الصغير الذي يكاد أن يمتلئ، وقد امتلأ بالفعل أول ما ركب رشيد ولم أجد مكاناً فيه ، فقال لي السمسار: أنت ستركب مع الباقين في المجموعة التالية وانطلق المركب مبتعداً، سمعت صدى صراخ رشيد الذي كان معترضاً على إنزالي من القارب، وظل يصرخ قائلاً لي: سأنتظرك هناك على الساحل…سأنتظرك. بدأ قلبي يخفق بشدة وبدأت أخاف بعد أن تركني رشيد هنا وحيداً عدت إلى شجرتي المتوارية عن الأنظار، واحتميت بها من البرد الغادر، انتظر … وانتظر …ويطول انتظاري … وتمر الساعات ثقالاً …طوالاً…أنوء بحملها ولا أستطيع تناسي الموقف، متى ستعود المركب؟ متى سألتقي بصديقي مجدداً؟ بدأت بالدعاء لرشيد بالسلامة وأن يصل بخير وأن لا يصيبه أذى؛ فالغربة بلا رفيق كالموت بلا كفن، وأبدأ أحلم، أحلم بالساحل المقابل، أحلم بالخير هناك، أحلم بتحقيق أحلامي، أحلم…………………… ما هذا النور الذي يداعب عيني، أفتحها، أنتفض إنه الفجر …كيف ذلك ؟ ماذا حدث؟ أنهض أنظر صوب البحر، يبدو أني غفوت ليلة البارحة، أنظر إلى الأشجار حولي لا أحد ، لا شيء، تركوني وذهبوا، بعيدا، بعيداً هناك في الجهة المقابلة.. تركوني لوحدي هنا، ورشيد رفيقي هناك بعيداً عني، لا أراه ولا يراني، وقد لا أراه ولا يراني مستقبلاً، تُرى أين أنت يا رشيد؟ ماذا تفعل؟ هل وصلت بسلام ؟ أتمنى ذلك … وأتمنى أن توفق هناك ولا تنجرف مع تيارهم. وأعود لأحمل حقيبتي لأعود بها مطأطئاً برأسي صوب بيتي أمرُّ عبر الحارة، لا أدري نادماً أم سعيدًا، متشائماً أم متفائلاً، لا أنكر أني جمعت بين متناقضات في نفسي، فأرفع رأسي لأقول قد ولدت هنا وسأموت هنا لا توجد أرض أغلى من أرض الوطن، وإن هربنا نحن الشباب فمن سيعمرها نحن أصحابها فإن تركناها، فلمن نتركها، حمداً لله على سلامتي وإن لم أهاجر، تلك عناية من الله حين غفوت، وأتمنى أن يغفو كل من يلجأ إلى الهجرة، ليبقوا هنا ويكونوا رجالاً يواجهون الحياة لا يهربوا منها …… وأعود مجدداً لأسرع …أسرع …وأزيد من سرعتي لأبلغ البيت الذي بدا بعيداً اليوم…أسرع …وأسرع …وأسرع، ولكن البيت لا يزال بعيداً، كلا إني لست مطارداً من قبل أحد؛ وإن بدا كذلك، أسرع … وسأجري مسرعاً كلما أردت الذهاب إلى البيت « return. |