by Reda Ibrahem Abdelgalil | |
Published on: Feb 28, 2010 | |
Topic: | |
Type: Opinions | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=27912 | |
العبوة …… البائع الصامت للمنتج الهدف الاسمي لاي مجتمع متحضر الحفاظ على صحه وسلامه مواطنية من خلال توفير أغذية امنة صحيا وتغذويا ومعباة فى عبوات يتم اختيارها بدقة طبقا لخصائص المنتج المعبأ مع اتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لسهولة استخدامة وتخزينة وتداولة بناءا على حساسيتة وقابليتة للتلوث والفساد، لذلك تعد العبوة بمثابة اعلان واضح عن المنتج الغذائى حيث تكون أول ما يلفت انتباه المستهلك الى السلعة واثارة رغبته في الشراء، حيث يندر أن نجد سلعة غير معبأة مهما كان نوعها أو حجمها أو شكلها في أي سوق من اسواق العالم. تعتبر تعبئة وتغليف المنتجات الغذائية أحد اسلحة الشعوب ضد الجوع نتيجة حفاظها على مصادرها الحيوانية والنباتية تمهيداً لتسويقها المباشر أو تصنيعها فى صورة منتجات نهائية أو شبه نهائية لاعطائها قيمة اقتصادية أكبر ومن اجل لحفاظ على قيمتها التغذوية كواحدة من أهم ضمانات الامن الغذائي للدولة وللمجتمع الانساني، وكلما زاد وعي المجتمع الصحي والتغذوي وارتفعت مستويات الدخل وتعددت انماط الاستهلاك الغذائي ونمت حركة التجارة الداخلية وتوسعت المدن زادت الحاجة الى أنواع جديدة وملائمة واقتصادية وصحية من مواد التعبئة والتغليف ومن أهم مواصفات مواد التعبئة والتغليف المستخدمة فى تغليف الأغذية ان تكون كافة المواد الداخلة في تصنيعها نظيفة وغير ’سمية لمنع حدوث أي تلوث للمادة الغذائية وتوفير الحماية من أية تأثيرات خارجية مضرة حتى يصل الغذاء للمستهلكين بأفضل صورة وأحسن نوعية وأعلى قيمة تغذوية مع المحافظة على مكوناته وطعمه ورائحته المميزة لاطول فترة زمنية ممكنة ومع التطورات المتسارعة التى طرات على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعبئة والتغليف حتى اصبحت من السمات المميزة لهذا العصر وأصبح مدى تطورها من دلائل تطور الشعوب نتيجة استخدامها التقنية الحديثة والفن والاثارة والدعاية والاعلان والتفنن في اختيار الاشكال والاحجام والالوان وحسن استخدام المواد الاولية المتاحة، ومع التطورات العالمية المتلاحقة منذ الحمسينيات في صناعة الأغذية وتغير أنماط المعيشة والنمو السكانى اصبحنا نشاهد آلاف السلع الغذائية التي يصعب على الانسان تعدادها حتى أصبح احيانا الاهتمام بالتعبئة والتغليف اكثر من المادة الغذائية المراد تسويقها من خلال العبوة مما ادى الى ارتفاع سعر العبوة فى بعض الاحيان الى ثلاثة اضعاف سعر المنتج الغذائى المعبأ خلال الفترة الأخيرة حافظت التعبئة الورقية على نفس معدلاتها دون زيادة ملحوظة وتم استخدام مواد غير خشبية للحفاظ على البيئة مثل بعض انواع مخلفات الحبوب والحشائش والنواتج العرضية لبعض الصناعات الغذائية (مثل مخلفات صناعة السكر والتبن)، وتعتبر التعبئة البلاستيكية الأكبر حجما في العالم حيث يوجد حاليا اكثر من عشرة الاف صنف من المواد البلاستيكية الحرارية والصلدة بسبب خصائصها الجيدة من مرونة التصميم وسهولة التشكيل وقلة استهلاك الطاقة، ومن المتوقع ايضا خلال الفترة القادمة زيادة استهلاك العبوات الالمونيوم سهلة الفتح وثبات استهلاك العبوات الزجاجية. ونتيجة زيادة استخدام افران المايكروويف وتغير العادات الاستهلاكية انعكس ذلك ايجابيا على نمو صناعات التعبئة التي تستجيب لتلك التطورات الاستهلاكية بانتاج أنواع وأحجام وأشكال خاصة لتعبئة هذة المأكولات، ونتيجة لهذا التطور زاد اعتماد الأسر على الوجبات الجاهزة أو شبه الجاهزة والتركيز على تناول الطعام خارج المنزل، وهكذا استمرت منظومة التعبئة والتغليف تتفاعل عالمياً مع المستجدات التقنية والابداعية والاقتصادية هذا ويبحث المستهلك في الدول الغنية والمتقدمة اقتصادياً عن السلع الغذائية الافضل والاسلم والاضمن والاكثر تغذوية من حيث القيمة ووفق قدراتهم الشرائية بالاضافة الى مدى جاذبية العبوة نفسها وما تحمله من معلومات على غلافها الخارجي، أما المستهلك في الدول النامية والاقل نمواً يبحث عن السلع الغذائية الافضل قدر المستطاع والارخص سعراً طبقا لقدراتهم المالية، لذلك اصبحت منظومة التعبئة والتغليف مؤشر حضاري لتحديد ما وصلت اليه الدول في سلم التطور الاقتصادي والاجتماعي والحضاري، وعلى سبيل المثال فان معدل الاستهلاك السنوي للفرد في اليابان من مواد التعبئة والتغليف اكثر من (470) دولار سنويا، وفي الدول الاوروبية حوالى (245) دولار سنوياً، في حين انة لا يتعدى العشر دولارات في الدول النامية وفي مصر، شهد هذا القطاع خلال السنوات الاخيرة نمواً وتطوراً وارتقاء بتصاميم العبوات ونوعياتها وتعداد مصادرها ومن المتوقع زيادة الاهتمام بهذا القطاع نتيجة لحاجة المجتمع والصناعة فى الترويج لمنتجاتهم في ظل المنافسة الداخلية والخارجية الحالية ونتيجة للتطور العلمى فى مجال تحاليل الاغذية نوهت بعض الابحاث الى امكانية حدوث تفاعلات متبادلة بين الغذاء والعبوة والبيئة المحيطة (فى حالة عدم مناسبة العبوة للمنتج المعبأ) عن طريق هجرة بعض مكونات السطح الداخلي للعبوة إلى المنتج المعبأ بفعل التأثيرات الخارجية مثل درجات الحرارة والرطوبة والضوء والإجهادات الميكانيكية، والتي تؤدي في مجملها إلى تغيرات غير مرغوبة فى الغذاء المعبأ، لذلك يجب الحذر من خطورة بعض الممارسات الخاطئة أثناء التعامل مع المواد البلاستيكية لنقل وحفظ الأطعمة الساخنة مما يزيد من هجرة مكوناتها إلى الطعام نظراً للارتفاع الشديد فى درجة حرارة تم استخدام مؤخرا مواد وتقنيات جديدة لتعبئة وتغليف الاغذية مثل استخدام الشمع والبرافين في تعبئة بعض منتجات الالبان وبعض انواع الفاكهة واستخدام أغلفة مصنعة من مواد طبيعية مثل بروتين اللبن والجيلاتين والبكتين وبروتين الصويا تكون طبقة حول الثمرة تؤكل معها، رافق ذلك كله قضايا الحفاظ على البيئة وحسن التعامل مع العبوات المستهلكة والحد من آثارها البيئية من خلال اعتماد نهج الارات الثلاثةR Approach 3 بهدف التعامل مع الفضلات والاستفادة منها للحد من التلوث البيئى ويتلخص هذا النهج باعتماد الوسائل التالية: أ -Reduction (التقليل من مصادر النفايات بقلة سمكها واحجامها واوزانها ب -Reuse ( اعادة استعمال العبوات فى تعبئة منتجات غير غذائية ت -Recycling(اعادة تدوير النفايات البلاستيكية الى حبيبات جاهزة للاستخدام كمادة أولية وبعد صدور سلسلة مواصفات الايزو 14000 المعنية بادارة البيئة اصبح لزاماً على منتجي العبوات ومستخدميها الالتزام بتطبيق متطلبات المواصفة التي تحدد نوعية العبوة لكل سلعة، والالتزام بوضع العلامات التوضيحية بهدف الاستفادة من العبوات المرتجعة اما على شكل اعادة التدوير أو التخلص منها بالطرق العلمية الصحيحة حتى تكون التعبئة صديقة للبيئة وللتعبئة والتغليف تأثير مباشر على زيادة الصادرات وفتح أسواق جديدة لعلاقتها المباشرة بمعايير الجودة والسعر فالتصدير لأي سوق داخلي أو خارجي يحتاج الى معلومات دقيقة عن الاسواق المستهدفة وطبيعة المستهلكين وعاداتهم الغذائية والاجتماعية وقدراتهم الشرائية وسلسلة التداول لديهم، وتسعى كل دولة إلى التميز من خلال وسائل وأشكال مواد التعبئة المميزة لكل منها نتيجةً لمعطيات ثقافية وتاريخية، ونتيجة لانخفاض مستوى صناعة العبوات محليا أثر ذلك سلبيا على الصادرات المصرية حيث يضطر المصدر فى كثير من الأحيان الى إعادة التعبئة مما يؤثر على التكلفة الاجمالية للمنتج وبالتالى القدرة على المنافسة ، لذلك يجب العمل على تحسين جودة ونوعية العبوة طبقا للمواصفات الدولية لتأثيرها المباشر على الصادرات المصرية مع إضافة مظاهر الجمال التى توحى بالثقة فى محتوياتها لذلك تعتبر المواصفة القياسية عنصراً هاماً ومؤثراً في الحفاظ على جودة مواد التعبئة والتغليف بما تتضمنه من اشتراطات أساسية وعوامل جودة طبقا للتشريعات الدولية آخذة في الاعتبار نوعية المادة الغذائية المعبأة حتى وصولها للمستهلك ومن الجدير بالذكر ان التعبئة والتغليف تؤثر ايجابيا على حجم الطلب الكلي للمنتج الغذائى حيث تلعب دور رئيسى في تغير العادات الشرائية لدى المستهلكين، ونتيجة لحدوث اىً تغيير اوتطوير للعبوة بطريقة جزئية أو كلية يعني ذلك تقديم منتج جديد للاسواق، وتغليف السلع لم يعد قاصرا على السلع الاستهلاكية فقط بل تعدى ذلك الى منتجات عديدة أولية كالمنتجات الزراعية ومن المتوقع ان تتعدد حجوم وأوزان العبوات وتتحكم التطورات التقنية ونتائج الابحاث التغذوية وخصائص المواد والعوامل البيئية في تحديد نوعية المواد المستخدمة في تعبئة وتغليف المنتجات الغذائية حيث ستختفي مواد وتبرز مواد جديدة مثل الاغلفة البيولوجية لذلك يجب العمل على تقليل تكلفة العبوة بقدر الامكان لانعكاس ذلك على سعر المنتج النهائى مع المحافظة على إخراج الغلاف بالشكل والألوان والرسوم الزخرفية التى تجذب المستهلك وترضى ذوقه وتثير اهتمامه مع دراسة الحالة النفسية والذوقية للمستهلكين المستهدفين والمحافظة على البيئة قدر المستطاع من خلال تدوير واعادة استخدام مواد التعبئة د/ رضا ابراهيم عبد الجليل « return. |