الوطن بيتنا جميعا ، ونحن أبناؤه ، وليس ملكا لفرد أو عشيرة ، والذي يريد أن يقول لك أن هذا ليس وطنك ، كي يشعرك بالغربة ، هذا منطق مأفون ، تافه ، وحقير مستحوذ ومترفع ، يقدم مرافعاته تلك الكاذبة ، في محفل مزور ، وهو العدو الحقيقي للوحدة ، والوطن.
وعندما نتحدث عن ضرورة أن يكون الوطن موحدا، نتحدث عن وحدة حقيقية ، وليست شكلية ، وحين نتحدث عن الشراكة الوطنية نتحدث عن أحد أسس الوحدة التي انبنت عليها ابتداء ، والتي لن تكون وحدة راسخة إلا بها ، وفي ظل غياب الشراكة الوطنية تظل الوحدة في مهب الريح ، والوطن قابل للتجزؤ إلى كيانات مفتتة ، بعيدا حتى عن أبسط صيغ الوحدة.
لماذا حين الحديث عن الشراكة الوطنية تتمعر وجوه البعض ، بل أنك تكاد أن تلمح في المتظاهرين بحب الوطن ذلك ، وكأنه يجب أن نصاغ وفق مشيئة السلطة ونخضع لمفهوم الوحدة بالنسبة لها.
الوحدة ثابت هذا شيء متفق عليه ، لكن السلطة ليست ثابتا ويجب أن تتغير بشكل جذري بحيث يتم تداولها سلميا –هكذا قال دستور الجمهورية اليمنية- إلا إذا كانت هذه السلطة قد ربطت الوحدة بوجودها ، فهذا شأنها..!!
أستطيع أن أؤكد أيضا أن ثمة من يتشبث بمنطق السلطة ، ويرميك بتهمة الانفصال حين تتحدث عن ضرورة تحقيق الشراكة الوطنية أو استعادتها ، مع أنه معارض ، وهؤلاء لا تستطيع أن تحدد لهم وجهة ، ويساندون السلطة من حيث لا يشعرون فقط عواطف أيدلوجية.
لنتساءل لماذا مؤتمر لندن ، ومن أوجد الإرهاب؟
سنجد أن النظام أوجد الإرهاب ليدعي محاربته ، ويتخذ منه فزاعة ، ويسترزق منه ، ويضرب نضالات الناس من خلاله.
وهذا يذكرنا بالقصة الشعبية المعروفة التي تتحدث عن شخص قال لابنه بيع الكبش وجيب ثمنه ورده ، وجيب لنا لحمه منه ، ففي الوقت الذي تناشد السلطة المجتمع الدولي مساعدتها في ما تسميه مكافحة الإرهاب ، تحرك ترسانة فتاويها الجاهزة لتهدد بها أي تدخل خارجي ، كما تقول ، وهي كمن يغرق في النهر ويقول لمن في اليابسة أنقذني ولكن لا تمد يدك لي ، النجدة أنا أغرق ..!!عجيبة..!!
هذه السلطة صنعت الغرق لذاتها وللوطن ، فسادا ، وإقصاء ، وإرهابا ، وحروبا ، ونصب عيني نخبتها هو الكرسي ، ومن يدري فمادام أنهم يقدمون الوطن أضحية سهلة بتقديم مبررات للخارج فربما يطلبون النجاة بذواتهم ، وليذهب الوطن إلى الجحيم.
raslamy@hotmail.com