by meddahi
Published on: Sep 18, 2009
Topic:
Type: Poetry


أُصلـّي مُـسـلّما بـتـعْـبـيـر إنشادي
عـلى أحـــمــدَ الـذي أتـى بالرَّشاد
أبَى زهـرةَ الدُّنـيا ونعْـمتَـها زُهـدا
تـهـجّــَدَ فـي لــيـل غـشـا بالسّواد
فصلَّـى علـيه ربُُّـنـا رحـمـةً مـنـه
وجــبــريــلُ فـي عُـــلـوّه بـالـوداد

وفي لــيـلة الـقــدر هــداهُ بـآيـاتٍ
مـــوجّـــهَــةً رســـــولََــهُ لـلـمُـراد
دعـا قـومَهُ لـنْــبـذ شــــرْك مُخـلّـد
لصـاحـبـه في المُهـلـكـات الشّـداد
فـآمـــنَ بــعْــضُـهــُم بـغـيـر تــردُّد
فصلَّوا وراء المُصطفى في البواد

وسُـنـَّتـُهُ هــدتْ قُـلـوبا مـن الردى
ضـغـائـنَ فـرَّقـتْ صـفـوفَ الأساد
فـظـلَّ سـراجَ العالـمـيـن الذي بـدا
كـشمـس أزالـتْ مـن ظـلامَ الحداد
فكم لـقـيَ النــبيُّ في دعـوة القوم
لــكـي يُُـســلِـمــوا لـربــهـم بانقياد
فصدّوهُ كي لا يدعوَ الناس للهُـدى
فـآذوهُ بالــبــــطـــلان بـعـد العـناد
أساء أبـو جـهـلٍٍ بـعــدوانه حـقـدا
بـكــيــده قـد مــضــى إلـى الإنتقاد
فآذى رســـولَ الله لـمّا دعا القـومَ
إلى ديـن إبــراهــيــم ديــن السَداد
فسلط سـيـف الـبغـيِ دون هـوادةٍ
فـلم يرحـم الجرحى بسـيف الغماد
تجاوز مشـركـو قـريـشٍ حدودهم
فـلم يـرحــمـوا صـحـابةً في البلاد
لقد جــادلـوا بـغـيـر عـلـمٍ سـفاهةً
فـأرْداهـــم الهــــوى إلـى الإنخماد

فـدافـعَ عـــن ديــن الإلـه مـُوحّـداً
أُلـــوهــيـّة الرحـــــمان ربّ العباد

لقد أخرج العباد من ظـلمة الجهل
الـذي شــــوّهَ الإنسان بـعــد التمادي
سعى في صحارٍ ذاتَ وهْجٍ مُبـلّغا
رســــالــةَ ربّـــه بــلــــــيْــن الـفُـؤاد
فأرشد أمـــةً بــلُــطــفٍ مــرغّــبا
بـجـــنـتـه فـــيـها عـــــيــون الشهاد
حصىً سبّحتْ مضيـئةً بـين يــديه
كــبــدْر أنــارَ مُــشْــرِقا فـي النوادي
ألـمْ تــنْــبـع الْـميـاهُ بـيـنْ أصـابـع
مُــبـــاركـةٍ روتْ جُــــمـــوعَ الـعـداد
دعـاهـم إلى دار الســلام مـبـشّـرا
بـرِضــوانه قــربـا مـــــدى الإجتهاد

فذلك أحــمـدُ الــذي فَـكَّ أسْــرَهُـمْ
بــوحْــي الإلــه مــن ضـــــلال البعاد
بتَـوفـيقِ ربّــه هــدَى اُمَّــةً دعـتْ
بـدعْـوتـه شَـقَّـتْ صُخـــــور الصِّـلاد
نفوسٌ لـربّـها أنـابـتْ فبـاتـتْ فـي
تـهَـجُُّـــدهـا تــــــدْعــــو الإلـهَ تُـنادي
وظـلَّـتْ هِــــدايــةُ الإلـــه مــنـارةً
لأصـحـابه تــجــــــوبُ قُـُـطــْرَ البـلاد
فسبحان ربِّ الكـون أسرى بعـبده
من المسجد الحـــــرام فـضـل الجَواد
فشاهد مــن آيـــاتِ ربّـِــهِ جُــمـلة
وراء مــجـــــــرّاتٍ مـــــــدى الإبتعاد
فصلى بخـيـر المرسلـيـن جـماعةً مـكـانــتـه سـمـتْ رضــــــى الإزدياد
رأى من مشاهـد الغـيـوبِ حقـيـقةً
لقـد بــــــــرزتْ لــه قصـــــور الرُّواد
سيـفـتـحُ جَــنَّـة الـنّـَعــيـم لأهْــلـها
يـنـالــون حُــــوراً فـي نـعــيــم الأبـاد
على منْبر منْ جَـوْهَـر لامع طافـت
عـلـيْهـمْ جـــوارٍ مـثـل شـمـس الوفاد
شفاعتُهُ تُــنْجـي عُـصاةً مـن النـار
إذا صــارت الأجْـسـامُ مــــثـْـلَ الرَّماد
أصلي على خير الورى كي أنال من
شـفــاعــتِـه الـتـي دنـــت كالغــوادي
يُـنـاجي بذكــر ربّـــَهُ أنْ يـحـوزَ في
الْجنان مـقـامَ الحـمْـد قــدْرَ المراد
فـتـبّـَتْ يــدُ المـستهـزئـيـنُ عـلـيـلةً
أُصيـبتْ بـفـالـج كـصخـر الجـماد
فـكيـف تــُصـرّحُ بـطــعــن ذُبـابـاتُ
المجاري فشا طاعونُهُمْ في البلاد
فكيف تجـرَّؤا عـلى حـــرْمة الهادي
بأقـوالهـم يُـبـْدونَ حـقـْد المُعـادي
وكـلّ مُـعــادٍ للرّســول سيصلى فـي
جـهـنّـمَ خــزيـاً بـيـْنَ حـرّ الصهاد
فكيفَ بهـمْ يستـهـــزئــون بعُــدوانٍ
عـلى أنــبــيـاء الله فـي كُـلّ نـادي
فكيف يعـيـبـون على الشَّمس حرَّها
نـباتٌ بهـا يــنـمـو بـقَـطْـر العِهاد
ودعْ كُــــلَّ هــــــازئ فــإنَّــهُ هـالـكٌ
فـفي النـَّار هُـمْ يصطرخـون بـواد
ورَبُُّ الــورى يــرى خـفـايا ضمـائر
تُـسـيءُ بــكـيْــدها لـنـيْـل الـكساد
وبـالله حســبُـنا مـن المُـعـتــديـن قـد
طغـوْا معـلنينَ ظُـلـْمهـُمْ بالأيـادي
ورُبَّ مــَضـــرَّة أنــارتْ قـلـوبـا من
دَيـاجـــيـر جـهـلٍ سـاتـرٍ كالسّواد
َفأبْهِـمَـتِ السـنـيـنُ جــــرّاءَ وهْـمهم
فـكـلُّ ضـــــلالـةٍ كـشــــوك القتاد
ولـولا مُـحــــمّـدٌ أتـــــــمََّ مــــكـارماً
لَــمـَا بَــــرزتْ حـــضـارةٌ بالمداد
ولولاه مـا رأيـتَ من أنـفـسٍ نضـجا
يـُـعــبـِّـئ أجـــيـالاً ثــمار الحصاد
وأخــلاقـُهُ كـــانـــتْ كــقـُــرآن ربّـه
فَـسُــمّـيَ بـالأمــيـن بـعـدَ الـملاد
وما أعـظـم اليوم الذي فـُتِـحـتْ فـيه
حــصــونٌ بــمـكـةً بــدون جهاد
عـفـا بـسـمـاحة الفـؤادٍ عن الأسرى
قــد انــبـثــقــتْ عـواطـف الإتّحاد
رواها المــؤرخــون ضـمن سجلاتٍ
تـهــزُّ بـــطــولـةٌ شـغـافَ الفـؤاد
فحـطّـمَ أصــناما أضـلـّتْ قُريـشا في
عـبـادتـها فـأشـركــوا مـثـلَ عــاد
قـد انـزاح إلـحاد الهــوى متـقهـقـرا
كـلــيــلٍ يـــجــرُّ خــيــبةًً الإنسداد
دعـا كـلَّ إنــسانٍ لـتــوحـــيــد ربــه
الـذي خـلق السـماء دون اعتماد
أصلي مسـلما على المصطـفىٍ الذي
محـاِ مـنْ مـسـاوئٍ مـدى الإعتياد
عـداد المجــــرّاتِ التي سبحتْ دّهرا
تـــدور بـقـانـــــــونٍ مــن الإنقياد
فبشـَّرَ مـــوسى بالـنَّــــبـيّ بـتــوراة
مُــــمــــجّــــدةً مُـــحـــمَّــداً للعباد
وبشَّرَ عـيــسى بالـنَّــــبيّ بـإنـجـيـل
مُـسـمّىً بأحْــمـدًا رسـول الـمِـعاد
وأُُُُرْسِــلَ رحـْـــمـةً بـفُـــرقــان ربّــه
فــبــلَّــغَ وحْـــيــاً صـابــراً للعـناد
دعـا النـَّـاس للإمــــان بالله وحـــدهُ
يـديــنـون بالإسـلام ديــن الرشاد
وسيرتُهُ هَـــــدتْ نُـفــوسًا منَ الغَيّ
مـحـاسـنَ أخْـلاق بـدتْ للأعـادي
فهـذا أبـو بـكـر خـليــــفـتُهُ مـــضى
بـدعـــــوتـه يـجــتـثُُّ شــرَّ النَّـكاد
لقد هـاجــرا مــعا إلى َيـثـربَ الـتي
أضيـئتْْ بأنوارِ الهـدى في السواد
فصارالمهاجـــرون إخــــوةَ أنصارٍ
تـقـاسـمَ إخــــــــوةٌ ذرى الإقتصاد
فثـبَّـتَ ربُّــهُ بـــه المُــؤمـنـيـن مـن
شـقـاق عــشـــائــرٍ مـن الإرتــداد
أعــزَّ الإلـــهُ الـمـسـلـمـيـن بـِـعــمـْرٍ
فأضـحى بـمــكَّـةَ عــزيــزَ المهـاد
وبالحــقّ أنــصــفَ رعـــيـَّــتَـهُ بـاتَ
يُــــراقــبُ كُــلَّ مـا بـــدا باجْـتهاد
فسُــمِّيَ فاروقا لعـــــــــدله بـيـنـهـم
فـلـم يـبـق من ظـلـمٍ شـديـد القياد

فُتوحاتُه كــم حـــرَّرتْ مـن عبـيد قد
أُهيـنوا مـنَ الأجْـناس بعـد الفساد
وعُثمانُ ذو النُّــــوريـن دوَّنَ قــرآناً
بـحـرص بُـعــيـْدَ جـمْــعـه بالتّـحاد
فكـان حــيـاؤُهُ شــــديــدا إذا غـــــدَا
تُـــجِــــــلّـــُهُ أرواحٌ مـــن الإعتقاد
وهــذا عـلـيٌّ ابــــن عَــــمّ رســولـه
الـذي مَــلأ الأرض بــعــلــم المـداد
بلاغـتُـه ُ أغـنـَتْ عُـقــولَ المُريــدينَ
تـُلَـبّـي شُؤونَهُـمْ كـسـقي الصّواد
إذا واجـهَ الفـرسـان ولّـوْا إلى خـلفٍ
يـفـــرّون رعــــــــبا مــن الإرتعاد





« return.