إني أرى عـبثا مـستفحل الضرر
في عــالمٍ قـد تناسى كثرة العبر
عصرٌ تطاول فيه كل مـن لم يكـد
يُعـنى بمـعرفة لـم تُـعـط للبشر
قد أوصلوهم بدون ناتجٍ فـيه من
عـلامةٍ قـد رقت بُعدا مـن الظفر
فكيف صيرتم الأقـــــزام بعـدئذ
مـثـل العمالقة في شـاشة البصر
إبداعنا يحمل البشرى التي ثبتـت
بعد الضـنى في الحياة منـبع الأثر
فكيف ساويـــتم بلؤلؤٍ حـجــرا
وهل تُــساوى حجـارةٌ مـع الدرر
سأبـلغ المجـد رغـم كيـــــدهـم
فكل ما قد جرى في لـوحة القـدر
مهما اعــترضنا على شيءٍ جميلٍ فلا
يـقـلَّ بسـتانها حسـنا مع الثمر
حفيفُ أوراقها يُزيحُ غيظَ الشظى
فروعة الحسن قد بدتْ على الشجر
شتان ما بين كـوكبٍ سـواده قد
غـطى كيـانا أمام ليلة القمر
وهل يُدارى بــياض في سوادٍ طمى
كليلة لا تـرى فـيها مـع النفر
بياضها نــاصعٌ فوق الجبال التي
ذابت ثلــــوج صخورها مع الكبر
إذا وضعنا الأمـور فـي أماكنها
ستستـقـيم شـؤونٌ في نـهى الفِكَر
وكل من وضــع الأشياء في ضدها
يعود حمــده ذما من نوى البطر
لقد قلتني القلوب دون ذنب جرى
أمِنْ عدالتهم أم منِ هـوى الشزر
لقد حجبتم وجوها لم تجد منـفـذا
بعد الجوى تعـبا أمضـته في السهر
إن الكروب كمثل إبــرةٍ قد جرى
مفعــولها سـاريا مـن شـدة الخطر
قد أنكـروا شاعر الورى بلا سببٍ
لم يُدركوا من قصائدي سوى الشرر
وكل مـن حولـــهم في عالمٍ قـد تلا
قلائد الأدبِ جـــــــمعٌ من البشر
فإن شعـــــري كأوتارٍ بأنغامه
قد أطرب النفس مثل بلبل السفر
إن لم يُحـــركْ كلامُـنا مشاعـرَهم
في لحظةٍ يدفعـــــون خامل الضجر
لا نسميه شعــرا سامية القدْرِ في
زماننا بين أمّـــــــةٍ من البشر
نظم الغرير تـــهاوى بين رمـزية
كـجـثـةٍ هـمـدتْ رُعـبا مـع الحـذر
إلى مــتى سـنـــــظلُّ بين أوديــةٍ
والركبُ قد جاب أقـطارا مع الصور
من هاب صُعْد الجبال خــائـفا بـقي
مسترخـيا بين بطـــــــحاءٍ من الحفر
لولا المشورة أنجـدتْ رجــــالا سَموا
بكلْــمةٍ بلـغـتْ قـلـبا مـ البصر
بحر العلوم مـــداه شاسـع كل مـن
سيســـْبحُ اليــوم غائصا مع النفر
سيُدركون مــــدى قصـورِ آرائهـم
فالعـقـل لا يُدركُ الغُيوبَ بالنظر
وهل سينجو الضرير من مكارهـه
في ليـلةٍ,عاصفٍ من شــــدّة المطر
إن لم يقـدْهُ دليلٌ صادق الوعدِ لم
يُصـبْ فـؤادُه بعد حـاجـز الضرر
فكيف يـنـجـو بنـفـسه من الخطر
أمام عاصـــفةٍ هاجـتْ مع الأخـر