|
بكى الطّـفـل شــوقا لـضمّ الحنين
لأمّـــه تــــــــاق بُـعـيْـد الأنيـن
فحـرُّ الجـوى بعد حيـنِ النوى قد
يُشـتّتُ قلبَ الرضـــيع الحزين
قد اشتــــاق قلـــــبُ البَراءةِ حينا
لأمٍّ عـواطـــــــــــفها كالدهون
فبات الرضــــــيع بداخل حضن
يمص حليب النُّهى في السكون
لقد حمـلــته شهــــــــــورا فعانت.
ووضعُ الضّنى كان بعد الشجون
لقد كنتَ في بطــــنها تــتغــــذى
لتحيا سعــــــيدا ضـمان المتين
فلم تدر حيـن المشـيــــمة شــيئا
من الأمر بين غــلاف البطون
وأنــتم بــداخــل أرحــــامها في
بطــونٍ مُهــــــــــــيأة للجنـيـن
فكانت مـشاعــرنا في كمــــونٍ
عمــيقٍ كمثل بـــذور الغصون
وخــرجـتَ ولا عــلم منه تقـيـم
لنفـسك مــن قــيـــمةٍ بالشؤونِ
فأكـــــــرمــك الخالـق المتعـالي
بعقلٍ يُفـــــــــــكر بين المتـون
يُجـسـّـد بالعـــلم نـفـسـا تــتــوق
لمعرفةٍ بيـن جُــــــنحِ الظنـون
فتسمو كمثل البخـــاري رويــدا
برفـــقٍ تُحـقــق مـجـد القـرون
بعـقـلٍ يُمــيّـز بـيـن القـبــــــيـح
وبين الجـميل الذي بيـن الفتون
فكــيـف ستُــنْـكِر بعـــدئـــذٍ في
الحـياة أسـاس العــطاء الثمـين
فكـــــيف نسـيـتَ أمومــــتها في
الوجــود رعـتـك سنين الحُزون
لقد منحـــتك فـــــــــؤادَ الحـنـين
يســوق من الــودّ عـشقَ الأمين
فتى إنــــــــــها الأمّ مهـما بذلـت
لها مــن ســخــائــك بعــد المعـين
فلن تستطـــــيع مُجـــازاتهم لـو
مـنحـتَ لـهــم من كـــنــوز المعين
هـما ربّــياك ولـيــــدا ضعــيـف
البــناء تحــــبـــــذ دِفـْئَ الحضون
فأصبحتَ بعـد سنيـنٍ مضت من
حياتــــكَ شـــابا قــــــويَّ الشحون
تـنكّـرت بـعـــــــــــدئـذٍ للجمـيل
الذي دوّنـــــته يـــــــــدٌ في المتون
فكيف نـســيـتَ إلـــــه الوجــود
الذي أنشأ الكـــــــون نظم الشؤون
فيا عجــبا كـيــف يُنـكـرُ فـضل
القدير بحـــــــمـقٍ كـكـبرٍ الجـنون
تـفـلـســف عـقـلٌ بغــيـبٍ. فـتاه
غـــرورا سيــــذهــب بعد المنون
وكل الـذي فـي الوجـــود دلـيل
على أنــــــــه ربـــــــــــنا باليقين
فعـزّ جـــلال العـلــــيم بــديــع
الطبـــيعةِ حُـسنا بــــهيّ الـلحـون
فكم بثـثـت جـــــــــراح الفـؤاد
كطـــيرٍ يُــغـــــردُ بـعـد الشجـون
فيطـرب مسـتـمـــعا قد أصغى
إلى نـغـمـاتٍ كـســحــر الجـفــون
ولا من مجيبٍ يُـــكــرّم شعـرا
سيبقى نتــــــــــــاجه عبر القرون
يُغيــّرُ إبــــــداعــــنا أنفـسا لم
تكن متمـــــــــــكــنـةً في السكون
فتصبحُ كالنحل ترعى زهـــورَ
الشــذى في البساتين قبل الطعون
وفي ظلـــــمة الليل لم أر بـدرا
أمامي يمـتِّـعُ مــــــــرْأى العـيون
لقد كان محـتـجـبا بـيـن الغـمام
الكـثـيـف سـقـى روضـة الشجون
تلاشتْ غـيـومُ السخاء التي قد
مـضت بـعـد ذاك لــدفــع الكمون
فلولا هُـطـول السحائـب غـيثا
لمَا قد نمَتْ مـن حبــوب الدهـون
إذا لم يـقـم كل فــــــردٍ بشيءٍ
لإصـــــــلاح بـيـــــئـته كالعيـون
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
meddahi
الشاعر العصامي مداحي العيد
|
Comments
كل التحية لكل Adham Tobail | May 11th, 2009
اعحبني قبل ايام خبر عن رئيس تركيا رجب اردوغان في يوم عيد امه حينما ذهب الي زيارتها في بيتها وقبل يديها امام كامرات الصحافة وقال ايضا يجب علينا ان نقبل ارجل امهاتنا، فهدا موقف يسجل له ، فالام تستحق منا اكثر من ذلك
Adham Tobail | May 11th, 2009
كل التقدير لك ولكلماتك الجميلة اخي مديحي
فهذا نعم ما قلت
ادهم
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|