by ahmad shareef | |
Published on: Mar 1, 2009 | |
Topic: | |
Type: Opinions | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=24429 | |
بين السرعة والتكنولوجيا والأحداث المتسارعة يبقى الناس ( والأهل ) منشغلين بالحياة وهمومها وبأعمالهم تاركين ومتناسين تربية الأطفال .وبالتالي يصبح أطفالنا ضحية لإهمال قد يكون مقصود، وقد يكون غير مقصود، وعند الخوض في الأمر معهم تطرق أذننا عبارات من الآباء والأمهات والأهل نحن نربي أطفالنا أحسن وأفضل تربية ونريد لهم أن يكونوا أحسن منا، وهم صادقون في ذلك ، ولكن يلتبس الأسلوب التربوي عليهم مما يدفعنا إلى التفكير مليا بما يحدث؟ إن ذلك يقودنا إلى تشخيص مفاده أن كلمة تربية ترتبط عندهم ارتباطا كليا بمفهوم الضرب والعقاب أي ( ربي ابنك بمعنى اضرب ابنك)، وهذا يشير إلى أولى أنماط التربية التي سادت مجتمعنا وتربعت على عرش تربية الأطفال منذ عقود طويلة . والتي تتمثل في حرمان الطفل من مصروفه ، شتم الطفل أمام الآخرين ، التفريق والتمييز بين الأطفال(الأخ،الأخت) , إجبار الأطفال على ممارسة واختيار أشياء يحبها الأهل وليس الأطفال .................. الخ . هكذا التربية من وجهة نظر بعض الأهالي .. وهنا يظهر تساؤل مهم جدا ... ما هو شكل و طبيعة المجتمع القائم على هذه الممارسات والأساليب ؟ بالتأكيد سيكون مجتمع به نسبة عالية من الكراهية والحقد والفشل والإحباط والعنف بإشكاله , حيث تبين الدراسات في هذا المجال أن الطفل الذي يتعرض لعنف أو تسلط أو اهانة دائمة في سن 6-9 سنوات يصبح لديه في مرحلة المراهقة ما يسمى بالرياء الاجتماعي وينعكس على شكل المجتمع بممارسات (الكذب والنفاق والسرقة وعدم الاحترام ...الخ) وبالتالي هل سنستمر بهذا الأسلوب التربوي..... وهنا كان لزاما علينا كفاعلين تربويين، سواء أفراد أو مؤسسات التفكير وبشكل جدي في تغيير نوع ونمط أساليب التعامل التربوية مع الأطفال وذلك من اجل تحقيق مصلحة الطفل الفضلى وصولا لتطوير إمكانياته ليستطيع المساهمة في تغيير بيئة المجتمع الذي يعيش فيه للأفضل، بعكس الحال مع الأساليب التربوية التقليدية السائدة بمجتمعنا العربي والفلسطيني والتي تعتبر الطفل غير قادر و وعاء نضع فيه ما نريد دون أن نلبي احتياجاته ونحترم حقوقه ودون مرجعيات علمية حديثة للتربية . من هنا أخذنا على عاتقنا في المعهد الترويج للتربية الجديدة والتي أسميناها في فلسطين التربية النمائية لأننا نؤمن بان مجتمعنا الفلسطيني بحاجة إلى تربية مغايرة للتربية التقليدية تربية تحقق للإنسان التطور وبناء الذات كما وتعمل على تطوير النماء والبناء والمشاركة للمجتمع. محاور ثمانية تم التركيز عليها في التربية النمائية والتي نعمل من خلالها ومن اجلها : • أولها : المحيط البيئي الحياتي الذي يعيش فيه الإنسان فالتأثير في المحيط يؤثر على الإنسان ( ربي اسماك في مياه غير نظيفة تموت ) . • ثانيها : أهمية العمل النشط لتطور الناس ( علمني كيف اصطاد سمكا ولا تطعمني سمك ). • ثالثها : الأخذ بعين الاعتبار الإنسان ككل وليس الدماغ فقط . • رابعها : الحب والمشاعر كأساس العلاقات بين البشر . • خامسها : الرغبة والدافع لأي عمل ، لذا يجب التركيز على احتياجات ورغبات الناس لكي يتطوروا حسب اهتماماتهم . • سادسها : كل شي ممكن وفي أي وقت لو أراد الإنسان . • سابعها : التربية مهمة في كل الأشياء وفي كل اللحظات . • ثامنها : التربية يجب أن تركز على العقل والعلم والديمقراطية لكي تقنع الناس . فالتربية النمائية توفر حرية الاختيار للإنسان والاختيار المسئول بعيدا عن العنف والتمييز ووفق طرق التعلم النشط . لذا فان التربية التي ننادي بها ونسعى إلى تجسيدها في المجتمع الفلسطيني هي هذه التربية والتي باتت واقع ملموس يتشكل من خلال معهد كنعان وبرامجه . فتربيتنا من اجل الإنسان وبالإنسان فهي تربيه النجاح لا مكان للفشل فيها وهي تربية تعطي القيمة للفرد قدراته وتركز على القدرات الايجابية والتجارب الايجابية والنقاط الايجابية في الإنسان والعمل , التربية : تربية السعادة والإبداع للبشر ، تربية الحوار والعقل ، تربية العدالة والمساواة ، تربية الديمقراطية واحترام الإنسان ، تربية التضامن والإرادة والنجاح ، و المستقبل يستدعي منا انجاز هذه الرؤية وجعلها الهادي للتغيير والتطوير لأنها التربية التي نريد والتي يجب أن تدعم من قبل كل المؤمنين بها مؤسسات وعاملين وأفراد ، أن يتخذوا من هذه المبادئ أساسا للتطوير إنها دعوه لإيقاد شعلة التربية والتنمية في فلسطين ، ودعوة لامتلاك الجديد بعيدا عن التلقين والتقليد. « return. |