لا شيء يكسرنا .. و تنكسر البلاد على أصابعنا أمام طغياننا كفخار .. و ينكسر المسدس من تلهفك .. انتصر هذا الصباح .. و وحّد رايات الأمم الحزينة .. بكل ما أوتيت من شبق الحياة .. بطلقة الطلقات .. باللاشيء .. وحِّدنا بمعجزة فلسطينية .. دع جسمك الدامي يصف للخريف المر آلاماً .. فرغت من شغفي و من لهفي على الأحياء .. أفرغت انفجاري من ضحاياك ..استندت على جدار ساقط في شارع الزلزال .. أجمع صوري من أجل موتك .. خذ بقاياك .. و اتخذني ساعداً في حضرة الأطلال .. خذ قاموس ناري و انتصر .. في وردة ترمى عليك من الدموع و من رغيف يابس حاف و عارٍ .. و انتصر في آخر التاريخ .. لا تاريخ إلا ما يؤرخه رحيلك في انهياري .. هي ساعة لوضوحنا .. هي ساعة لغموض ميلاد النهار .. عليك أن ترمي غباري عن جبينك ..ان تدّثرني بما ألِفَت يداك من الحجارة .. أن تموت كما يموت الميتون .. و أن تنام إلى الأبد .. و أن لا تستيقظ في أحلامي و يقظتي .. لا شيء يكسرنا .. فلا تغرق تماماً في ما تبقى من دم فينا .. يا ابن تراب هذه الأرض .. يا ابن سيدة البحيرات البعيدة .. لحمي على الحيطان لحمك .. فلا تكتب وصيتك الأخيرة و السلاما .. سقط السقوط و أنت تعلو .. تعلو فكرةً .. و رمزاً .. و شهامةً ... كسروك .. كم كسروك كي يقفوا على ساقيك عرشاً .. و تقاسموك .. و أنكروك .. و خبّأوك .. و أنشأوا ليديك جيشاَ ... و رموك في البئر ..فأنكروك لأنهم لا يعرفون سوى الخطابة و الفرار .. هم الآن يسرقون جلدك .. كم كنت وحدك .. يا ابن أمي .. كم كنت وحدك .. و الآن و هذا الصمت العالي كالذبابة و أنا وحدي ... وحدي أدافع عن جدار ليس لي .. وحدي أدافع عن هواء ليس لي ...أيوب مات و أنا وحدي .. أراود نفسي الثكلى فتأبى أن تساعدني على نفسي ... سقط القناع عن القناع .. لا أخوة لك يا أخي .. لا أصدقاء يا صديقي ..لا الماء عندك .. لا الدواء و لا السماء و لا الدماء و لا الأمام و لا الوراء .. و أنت أسطورة تمشي إلى أسطورة .. و أنت سيد روحنا يا سيد الكينونة المتحولة .. فاذهب .. فليس لك المكان و لا العروش .. فأنت .. حرية التكوين أنت .. و خالق الطرقات أنت .. يا سيد الجمرة .. يا سيد الشعلة .. ما أوسع الثورة .. ما أضيق الرحلة .. ما أكبر الفكرة .. و ما أصغر الدولة ...