وزيرة يهودية للبحرين.
مضيفات طيران من إسرائيل على شبكة الخطوط الجوية القطرية.
غاز مصري بسعر " مدعوم" إلى إسرائيل.
لقاءات بين مسؤولين ( عرب ) ويهود هنا وهناك.
تبادلات تجارية ومؤتمرات دولية ... إلخ .
كم أجدني ممتعضاً من النظرة الاندماجية والمتحضرة التي يرى الدبلوماسيون العرب أنفسهم بها. فأيَّ نوع من المرايا يستخدمون ؟!!
شعوب عربية تتكاثر يوماً بعد يوم .. وتتشظى توجهاتها بين مؤيد ومعارض وشاجب وصامت!!
أفراد رأوا أفراد السلطة قابعة على كراسيهم فاستووا عليها ، واستدموا لبقائهم فوقها .. لم يعد هناك من معنى لأن تكون دولهم حضارية ومتسقة مع العالم وخارجة عن معاني التطرف ، ومواكبة للتطور والتقدم ، سوى من خلال الصفح والمصافحة الاقتصادية أو السياسية لإسرائيل.
ما معنى الانفتاح على العالم . والانغلاق على الشعوب والجوار والإخوة.
حقيقة .. وكلما أتحدَّث عن هذه الظاهرة أستذكر ردَّ "صاحب السمو والرفعة وزير خارجية قطر للصحفي الذي طلب منه توضيحَ أمر المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة ، فما كان من صاحبنا "صاحب الحنكة السياسية الخارجية" إلا أن برَّر بأن قطر لم تكن ضمن أولى الدول العربية التي تقيم تطبيعاً مع إسرائيل ، بل كانت آخرها.. وفي الوقت نفسه أتذكره نفسه ممدداً على السرير في مشفى فلسطيني فاتحاً ذراعه لأنبوب الدم الذي يقدمه تبرعاً للفلسطينيين..
يا لها من مفارقة .. يا له من فكر متطور ، يجرّد الأمور ويفصل بعضها عن بعض.
أليس في تعاملي التجاري مع إسرائيل دعماً للسيولة النقدية لهم. أليسوا بهذه السيولة قادرين على إبادة أو إيذاء جيرانهم الفلسطينيين ، ثم أليس في التبرع بالدم للشعب الفلسطيني تهكماً عليهم بل على العرب أجمع ، وأمام شاشات التلفاز.
هذه المعادلة تشبه إلى حد كبير:
- هند أطول من سلمى
- سعاد أطول من هند
= النتيجة= سعاد أطول من سلمى.
أتمنى أن يستفيد الشعب العربي في فلسطين من دماء المسؤولين العرب.
لكنني أذكرهم بأن هؤلاء المتطورين العرب سيعودون إلى بلادهم لاستكمال ما بدؤوا به من علاقات تجارية ودبلوماسية مع إسرائيل طبعاً تحت مسمى التطبيع وليس التطييع، ثم سيعودون إليكم ليقدموا لكم دماءهم تبرُّعاً أمام عشرات الكاميرات ، والعربية منها خاصة.
عجباً .. ربما لم أصل إلى عقل منفتح ومنطلق إلى العالم المتحضر كما هي عقول هؤلاء ، ولذلك كتبت ما كتبت!!.