by Areej Hosni Atalla
Published on: Oct 20, 2008
Topic:
Type: Short Stories

رسالتي جاءت ردا على رسالة صديق....

أورد رسالته أولا ثم رسالتي...
______________________________________

وكانت اعمدة تهز للتاريخ رمش الشجر وورق العنب الزائد عن التوريق، كانت شجرتان ممتدتان كالكينيا متصلبتان كبحر احمر، كانت تشدو الافواه كونشيرتو من مطر، والارض مغزل للوهم المتصدئ للعاطلين عن بناء ليلاهم، وكل احتراف في صناعة قبلة تتابع حركة الريح فشل كلوي لمعنى الكلام.

الجدران الداخلية لكهف الروح معتقة وبنية، يعلوها بعض من شخبطات امرأتان، كانتا تحاولان صناعة حكاية تملأ فراغهما، كانتا تحاولا أن تمجدا خيالاتهما الورقية، دار بينهما سجالات ومعارك أنثوية، لا أذكر شيئاً بعدها، سوى ما يقيم على الجدار من تناغمات الطول والشعر المغبر على حجارة الصوان، ولا زلت احمل عبئهما الراحل قبل ألف عام، وأزيد على شخبطتهما شخابيطي المتكورة داخل أنصاف الأشياء، لم يعد هناك فراغات للولوج داخلها، سوى تراكمات على تراكمات


صديق

________________________________________


تنهيدة مجعدة الوجع...وعينان مثقلتان بالصور المترهّلة الملامح...وغبار مُكدّس في كهف روحك ينبعث في الأجواء كلّما خطوتَ خطوة ً فيه وكلّما تقدمتُ أنا باتجاهك كلمة أخرى....
ترحل بي الصور إلى أبعد من عيناي وأصابعك...
كأني بك تأخذني من مقعدي إلى مدينة البتراء الوردية...لا تسخر مني فانا لم أزرها من قبل ولا أدري لماذا تطرق الأجواء ملحّة َ الحضور!!!!!

الجدران العتيقة والذكريات المنحوتة في جبالها القائمة وحيدة تخلقنا اثنين نصف عراة بملابس كنعانية في ذلك الزمن الأصفر..ننتعل الرمال الناعمة ونتحدث رمزاً ونرسم ابتساماتنا في وجه الجبال الشاهدة علينا مجانين بنصف أعين ٍ مفتوحة حينما تنفخ الصحراء غبارها في زوبعة كونية تنتهي بشَعرنا المتناثر الى الخلود...

يمتد الأصفر عبر الأزمنة ليستقر غبارا في كهوف أرواحنا السابرة فينا...

صاحب الروح البتراء

الكنعاني الأصفر

متنا....

واليوم أصحو على وقع خطاك في سراديب الأزمنة الصفراء المغبرّة سكوناً وهجرانا...
كلماتك وخطواتك تثير فيّ نصف ذهول ونصف أفول...ووجهك يمتد باتجاهي هنا على حائط عتيق...
تنفخ...
يتكشف وجهي عن ابتسامة مخبئة منذ ألف عام...وتتسمّر وجعاً من لذةٍ ،أو لذة ً من وجع ٍ...كلاهما يعطي للروح لونا أخضرا بعد صفرة ٍ دامت حياة...

البعث يبدأ بالزوال ككل مرة ينذر فيها غياب أحدنا بالحضور...فبعد الرحيل تُبعث الأشياء ندية، طرية، مُخضرّة البدايات...أحب أن نبدأ دائما مخضرين بعد كل لون....

اختزال الذاكرة،المكان،الزمان، الشجن والوجع والحب بهذا القدر من الجمال أوقعني أسيرة الذهول لوهلة ...أو ربما إلى الآن..
يعجبني لون النص الخريفي وصوته المتخشخش الاوراق الذاهب إلى الجاف الصحراوي...المنحني عبر سراديب الروح..المتقادم فينا شوقا والمتجدد إحساسا وتيها ً...القاطن بين أزرقي وأصفرك...

نصك يلغي مفاهيم الزمن ويجعلني مضطرة أن أواصل قراءته حافية القلب والذاكرة...مستجدية التتمة المبتورة...
غبار ينتفض لقدومي ويعبق الأجواء وجدران تقف متهالكة َ الرسوم والتماثيل..وأعمدة تستند على حكايات موتاها..وحياة ُ أرواح ٍ تسكن المكان وتخبئ في كل زاوية زنبقة وقصيدة...

قللي بالله عليك كيف استطعت؟

كيف استطعت ان تأخذ بيدي حيث أنا إلى حيث أنت...إلى ما بعد بعد الحياة والموت؟كيف تستحثّ الخطى لتتسارع خلف أصابعك وتسابق كلماتك؟

وكأننا منذ بداية الخليقة تهادينا نصف روحينا ليعيش كل منا بنصف ٍ أريجي ونصف منذر ٍ بلقاء...

عشقتها
عشتها
ووقعت أسيرتها
روحك البتراء

أيها الملائكي الجميل...

دمت ملائكيا تنثر التاريخ قصيدة على مسمعي...وتهدي لي الألوان والابتسامات الخضراء من كلمات تضبط توقيت الزمن وترسم تضاريس الحب....

حبيبي بكل الوجع




« return.