سراباً.. أم ليسَ بعد ؟؟

أنا الروح التي لم تذكر الكاتب الكبير توفيق الحكيم منذ زمن بعيد ..إلا فجأة ومراراً عند سماع تلك الأغنية الملائكية التي تصدح وتنادي بـ /عودة الروح/ في قلب أحداث ومشاهد تجدد الروح وتعيد الروح للروح ..

وتتساءل هذه الروح وتبحث ثم تعود ..وتتساءل .. لماذا كتبت هذه اللحظات الظليلة ونُورت تحت أشعة شمسٍ قوية وكشفت أحداث وقصص وحكايا بين أزقة الحواري القديمة ,وبين أوجاع مقاعد الجبل الخشبية .وحتى بين هنا .. وهناك.!!

وبين كل هذه التساؤلات , ترشف الروح قهوتها لتنسى كمّ إشارات الاستفهام التي بللتها زخات المطر لتصحو في الصباح العاشق كقطرة الندى الحزينة . ثم تتساءل هذه القطرة العاشقة بعد أن زحفت على غصنٍ شجرة ياسمين قديمة .. لماذا ؟؟.. لماذا ؟؟

لماذا فُجّر السؤال الكبير ..الآن ؟؟ ولماذا أضاعت الروح طرق عودتها كما أضاع توفيق الحكيم أقلامه وأوراقه ..

" من الأقوى ..؟؟ الحــــب .. أم الديــــن ؟؟؟؟ "

وتصمت الروح وتحني رأسها عند مطلع درجٍ مظلم .. تذكرته الروح وبكت ثم عادت وأقسمت بأن لا تبكي ..ثم بكت من جديد لأن تلك الروح لم تعرف إجابة ذلك السؤال الرهيب ..!!
وخافت أن تضيع عند مفترق طرق هذا السؤال .فقررت أن ترشف القهوة من جديد وأملت أنها ستحاول الإجابة عن هذا السؤال قبل نهاية شهر رمضان الكريم ..

فهل ستذهب تلك الروح مع ..الحب ؟؟؟
أم ستعود مع ذلك ..الدين ؟؟؟