by Adham Tobail
Published on: Sep 11, 2008
Topic:
Type: Opinions

السعادة كلمة صغيرة بسبع حروف لكن الوصول اليها يحتاج الى مليارات الحروف .... عند الناس الذين يملكون كل شئ،
كيف نحصل على السعادة خاصة فى وطننا العربى ، خاصة واننا لا نشعر بالسعادة ولا اعرف السبب فى ذلك ، اهى ظروف الحياة العامة؟ ام الفقر ؟ ام البطالة ؟ ام التنشئة الاجتماعية ؟ ام قلة الوعى العام؟ ام قدرنا ان نبقى مؤسورين بين احضان الحزن والشقاء؟ من اين الطريق الى السعادة؟
هل السعادة تعنى الاموال والسيارات ؟
هل السعادة تعنى الفيلات ؟
هل تعانى العمل والراتب المميز ؟
هل السعادة فقط بالهجرة الى اوروبا والعالم الغربى ؟
هل السعادة بالحصول على الشهادات العلمية ؟
هل السعادة هى الرضا بالواقع دون حركة تغيير ؟
هل السعادة ان اكون انا سعيد وغيرى يعانى ؟
هل السعادة ان تعرف ما لم يعرفه غيرك ؟
هل السعادة ان تأكل وتشرب وتسافر ؟
هل السعادة فى الصحة الجسمية والعقلية ؟
هل السعادة ان تشكر الله على نعمه ؟
هناك من لم يجد قوت يوميه ، من لا يجد بيت ، من لم يجد سيارة ، من لم يجد المال والجاه ، من لم يجد عينيه وقدميه ، من لم يجد العمل... من لم يجد اى شئ سوى انه انسان خلقه الله وهو سعيد لماذا هو سعيد رغم انه فقد كل مقومات السعادة ؟.
عالم النفس المشهور فرويد منشئ علم النفس الحديث يقول أن الإنسان يولد في نقطة وسط بين السعادة واللاسعادة، فيختار الأخيرة لأنها أسهل و الرئيس الأميركي إبراهام لينكولن كان يقول أن معظم الناس سعداء بقدر ما يريدون إن يكونوا.

وتؤكد استطلاعات الرأي أن الأميركيين، ليسوا أكثر سعادة مما كانوا عليه قبل خمسين عاماً على الرغم من التطور الهائل في مستوى المعيشة والانخفاض النسبي في مستوى الجريمة.. هواء اليوم أكثر نظافة (داخل المنازل وأماكن العمل) من هواء الأمس.. مكيّف في الصيف والشتاء.. منازل أكثر اتساعاً.. وسائل الحياة السهلة باتت متوافرة للغالبية.. ومع ذلك فهم ليسوا أكثر سعادة من آبائهم وأجدادهم لماذا ؟ وهذه دلالة حقيقية ان السعادة ليس بالمكان والجاه والاموال.
انظر الدول الاسكندنافية تسجل اعلى نسبة انتحار فى العالم لماذا ؟ وقد اكتملت لديهم كل الحياة المادية؟ مقابل ذلك الناس الذين يعيشون فى الصحرء تؤكد الابحاث انهم لم يسجلوا اى حالات انتحار . وهذا الفرق.

اعتقد ان النسيان مفتاح هام وعظيم من مفاتيح السعادة الفاعلة والناجحة فى الحصول على السعادة ، والعكس صحيح فالشخص الذى يكتسب المزيد من المعلومات يفقد السعادة.
النسيان المتعمد هنا يكون الحل، ولمزيد من الفهم هل بوسع أى شخص أن يكون سعيداً إذا تعمد أن يتذكر أن أطفاله الذين يلهون أمام عينيه ستموت فى يوم من الأيام؟ أو التفكير المضنى عن الإصابة بمرض أو ضياع ثروة مالية او خسارة او فقد زوجة يحبها ؟ وبوجه عام، هل سيسعد الإنسان إذا فكر بأسلوب مأساوى فى كافة تفاصيل حياته .. فالتجاهل أو النسيان المتعمد يحقق السعادة، اذا حاولت ان تكون سعيدا فحاول ان تنسى كل ما يذكر بهموهك ومشاكلك لا اعنى الهروب من الواقع ، لأنه نعمة النسيان هى افضل شئ للسعادة .
السعادة لاتتجسد في الاشياء والاموال ولا تسكن الاماكن، السعادة قناعة وحالة من الشعور الحي بالرضا والتعايش وتقدير الذات براحة وطمأنينة مع اشيائنا واعمالنا وأفكارنا وواقعنا.
لكن هل احد يقتنع بذلك ام لا ؟ ...........


« return.