|
رامبو "سلفستر ستالون" يعود من جديد في فيلم" RAMBO 2008 "الشهير بأداء شخصية الملاكم المتعصب" روكي" وشخصية الجندي الأمريكي الأوحد" رامبو" الذي عاد إلى فيتنام ليهزم وحده الفيتناميين بعد هزيمة الأمريكان الحقيقة على الأرض.
ولكن لماذا سعت الولايات المتحدة لإنتاج هذا الفيلم العقيم بعد الهزيمة الموجعة التي ضربت اكبر قوة عسكرية في العالم وبعد انسحاب القوات الأمريكية من فيتنام ، وكيف لنا أن نتصور استعادة قوة وعزيمة جيش كامل بعرض فيلم مدته لا تتجاوز الساعتين ، في حين تبقي القوات العربية للسنوات تحارب لاستعادة كلمة النخوة الهاربة منهم ومن جبروتهم في خمول عارم وجمود وترقب للهزيمة بأي لحظة ،وما هي حقائق هذا الفيلم الخطير الذي يشيع العنف والدماء والنصرانية في كل مكان ، وللملاحظة فان سياسته الوحيدة لحل المشاكل السياسية والعسكرية هي الإبادة الجماعية كما حدث ويحدث بالعراق ، بالمقابل المتضررون لا يشكلون إلا أعداد صغيرة وغالبا لا يكونوا في خط المواجهة ، أسئلة كثيرة عصفت بي بعد مشاهدتي الفيلم الأخير لسلفستر .
وفي المقابل فان صحافتنا العربية التي تناولت خبر اقتراب موعد عرض الفلم في البلدان العربية لم تشر من قريب ولا من بعيد إلى الهوية والأهداف الحقيقية ،لأن القائمين على الإعلام العربي التقليدي لا يريدون للقاريء العربي أن يدرك حقيقة أن هذا الفيلم يأتي ضمن إطار دعم معنوي ما زالت تقدمه استوديوهات هوليوود للجيش الأمريكية المتلعثم فى العراق ولإعداد نفسيته لضرب إيران ، ولتحسين صورة المنقذ الأمريكي ضد البطش والطغيان العربي، حتى وان كانت قصة الفيلم تقصد مشاهد ومنطقة أخري فهو له أبعاد وأهداف سياسية تخدم المصالح الخفية للبيت الأبيض .
فشهرة شخصية رامبو الشهيرة التي جسدها الممثل ستالون ستضيف مما لاشك فيه تعاطفاً أكبر مع إرساليات الموت الأمريكية على الوطن العربي ودعاية اقوي ،أي أن كل الأفلام السابقة التي تحدثت عن قوة الجيش الأمريكي في كفة وفلم ستالون رامبو في كفة وحده نظراً للنجاحات السابقة التي حققتها سلسلة هذا الفيلم التي جعلت الرئيس الأمريكي الأسبق،" رونالد ريجان" ينسى إطفاء جهاز اللاقط في لقاء إعلامي له فمال على مسئول معه وقال له " يجب أن نذهب لمشاهدة فيلم رامبو" فكانت دعاية أحرجت البيت الأبيض وخدمت الفيلم في تلك الفترة.
وإذا عدنا إلى توجيه أصابع الاتهام واللوم فإنه يوجه في المقام الأول للجهات المسئولة عن دور العرض السينمائية في المنطقة من الدول العربية والإسلامية التي تسمح بعرض هذه الأفلام المؤيدة للدعاية ولنصرة الجيش الأمريكي وللتعاطف معه ، وبمعنى أخر إن كل ما يحدث بالعراق وما حدث في فيتنام وما سيحدث هو عمليات إنقاذ وانتقام ، واللوم الأشد يقع على مؤسسات الإنتاج الفني في عالمنا العربي التي تنفق المليارات الطائلة على التافهات والفيديو كليب طيلة ما يقارب القرن من هذا الزمان وحتى اليوم بينما أتحداهم أن يسموا لنا اسم فيلم واحد من إنتاجنا العربي يتحدث عن قضية من قضايانا الكبرى وفي مقدمتها القضية الفلسطينية من وجهة نظر عربية إسلامية انتقل للعالمية واحدث أثراُ.
إن خطر هذا الفيلم والأفلام المشابه لا يكمن في المدى القريب أو الفرحة لمشاهدة قبل الأصدقاء إنما يكمن على المدى البعيد من تحقيق مأرب وضيع يخدم الاستعمار القادم للوطن العربي ، ودعوني اعترف نعم لقد شاهدت هذا الفيلم قبل الجميع عن طريق صديقي الذي قام بتحميله من احدي المنتديات العربية ،ولكني اكتب هذه الكلمات كفكرة استنتاجيه واتمني أني قد استطعت ولو بقليل من ذكائي أن أقوم بتوصيل الفكرة والنصيحة.
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
عبد الحميد عبد العاطي
عبد الحميد عبد العاطي كاتب وشاعر فلسطيني شاب من غزة عمري 24 عاما اكتب فى كافة المواقع الالكترونية والجرائد الموزعة على القطاع .
لى مدونة شخصية اعرض بها كل ما اكتب عن معاناة الشعب الفلسطينية وعن معاناة الامة العربية .
ونسيت ان اخبركم اننى قد انهيت تعلمى الدارسى ولقد حصلت على دبلوم سيكودراما فى العلاج المسرحى والان انا اقوم بالعمل فى هذا المجال واسعى ايضا لاصدار اول مجموعة شعرية من الشعر الساخر .
هذا رابط مدونتى
http://abedalati.blogspot.com/
|
Comments
Adham Tobail | Sep 18th, 2008
رائع عبد الحميد
مقالات جميلة جدا وتصبح فى الصالح العام
سلم قلمك ودمت ذخرا للوطن وفلسطين
ادهم
وصلتنى رسالتك بالرقم الجديد
Abdallah Habash | Sep 19th, 2008
السينما الأمريكية تعمل ضمن المنظومة الإعلامية الأمريكية والغربية للغزو الفكري التي تسوق لأهداف القطب الأوحد في العالم بأن الجندي الأمريكي لا يقهر، ان امريكا هي دولة الديمقراطية الأولى في العالم التي لا تتهاون مع أي أحد يقف عقبة أمام تحقيق الديمقراطية في الكون، وللاسف نحن العرب على الصعيد الإعلامي نعتبر صفراً امام الأدوات الإعلامية الغربية والصهيونية والمشكلة الكبرى أن فئة لا بأس فيها من المشاهدين لتلك الأفلام هم من العرب، فمتى نصحوا ونبني منظومتنا الإعلامية العربية .. يبقى سؤال بلا اجابة والله اعلم ! شكرا لك سيد عبدالحميد
Wiaam Youssef | Sep 21st, 2008
تحليل غني يا عبد الحميد..
وشكراً لمشاركتنا أفكارك ..
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|