by Adham Tobail
Published on: Aug 15, 2008
Topic:
Type: Opinions

التغيير السياسي وحتى الطريق إلى الديمقراطية في العالم العربي محفوف بمخاطر العنف. وعلينا أن نفكر في هذه الإشكالية بعناية. هل هناك فرصة لنطرق طريق الديمقراطية بدون أن نعرِّض أنفسنا وبلادنا للعنف؟ وهل الديمقراطية صالحة أن تطبق في عالمنا العربي والاسلامى؟ وهل يجوز استيراد الديمقراطية؟
منذ أن بدأت تطبق الديمقراطية في الوطن العربي والعالم الثالث، بدأت مظاهر العنف والتفجير والقتل الجماعي، والعنصرية، والتعذيب ، والحروب في أفغانستان والعراق وفلسطين ولبنان وغيرها، ولكن هذا العنف قد تصاعد وارتفعت وتيرته حتى وصل إلى أقصى مداه، واتخذ أبعادا خطيرة امتدت لتطول الأبرياء في عقر دارهم ومساجدهم وأسواقهم ومراكز تجمعاتهم، وذلك بتصفيتهم جسديا - مع سبق الإصرار والترصد - عبر استهدافهم وقتلهم على الشك والظنة، عن طريق السيارات المفخخة والمتفجرات ومدافع الهاون والأحزمة الناسفة والأسلحة المختلفة، والخطف والقرصنة والتنكيل بهم، وتعريضهم للتعذيب النفسي والجسدي وذبحهم، أو قتلهم بدم بارد وعلى الهوية، أو تهجيرهم وطردهم من بيوتهم ومناطق سكنهم ومصادرة ممتلكاتهم وبيوتهم، وغالبية هذه التفجيرات طالت سفارات ومنشآت ومصالح أميركية أو لها ارتباط من قريب أو بعيد بأميركا في عواصم تلك الدول والمدن السياحية فيها،
يرى عمرو حمزاوي، كبير الباحثين بمعهد كارنيغي للسلام في واشنطن، أن عملية التحول الديمقراطي في المجتمعات العربية يجب أن تكون نتاج حراك اجتماعي مؤسساتي مدني من خلال عملية ديناميكية داخلية تدفع نحو التأسيس لثقافة الديمقراطية نهجا وممارسة مع ضرورة توافق العوامل الإقليمية والدولية لإنجاح هذه ، لكن هل الديمقراطية يفهمها ويطبقها العالم الثالث والعرب بهذه الطريقة ؟ لا اعتقد ذلك لأن المجتمع العربي بحاجة أولا إلى تربية سياسية واجتماعية لهذه العملية وما طبق من ديمقراطية في العالم الثالث ليس نتاج عملية ديناميكية بل هو فرض ديمقراطية جديدة بضغط الحكام وأمريكا على المعارضة لتبنى هذه الديمقراطية لأن المعارضة مازالت في حضن التخلف الفكري والحضاري فهي تطبق ولا تفهم والواقع يؤكد ذلك.
وقد رافق عمليات العنف قمع شديد من الأنظمة والحكام لشعوبهم وسجى المئات في السجون، وقمعت الحريات وفرض قانون الطوارئ، وحرمان الشعوب من ممارسة الحريات العامة، ولم تنجح هذه الوسيلة بل زادت من حدة العنف ، ولكن هذا السلوك لم يكن خيار العالم الغربي فقد زاد ضغط أمريكا والغرب على الحكام في المنطقة العربية لإعطاء نوع من الحريات كخيار لتنفيس عن هذه الشعوب، وسعت بعض الأنظمة إلى التباهي نحو تطبيق العملية الديمقراطية المتبع في دول الديمقراطيات العريقة، والسماح بإجراء انتخابات رئسية وتشريعية وبلدية وإنشاء مجالس تشريعية قد يضم بين دفتيه مجلسي النواب والشورى، كما جرى وأتبع في البحرين، وإن كانت مهمة مجلس النواب في الأساس هو التشريع والمراقبة والمحاسبة، ومجلس الشورى هو للاستشارة والمشورة، ولكن ما يطبق الآن هو مخالف لذلك. لكن انظر ماذا حدث في فلسطين أولا ، حركة حماس فازت في الانتخابات وفرض عليها الحصار فانقلبت على السلطة الشرعية وكونت حكومة مستقلة كانت أثارها ومازالت مدمرة للقضية الفلسطينية، وفى لبنان حاول حزب الله الانقلاب على السلطة ولكن بطريقة برستيجية عما جرت في غزة، وفى العراق انتخابات وشلال دم ما زال نازف ، حسب قراءتي اشعر أن أمريكا لديها خيارات في الديمقراطية ذات اتجاهين الأول زج المعارضة وخاصة الإسلامية في نظام الحكم والهدف إشغالهم بالكرسي والمصالح وهذا ما حدث فعلا في فلسطين، حماس التي كانت اى تهدئة مع إسرائيل الآن تغيير استرتيجى سريع جدا ، كل من يطلق طلقة أو صاروخ على إسرائيل هو عميل وخائن وهذا عجيب جدا، الاتجاه الثاني وهو مكافحة المعارضة في العالم العربي عبر السجون والمعتقلات وغيرها وهذا فشل وزاد من شدة العنف في العالم
ما أريد الوصول إليه إننا نطبق ديمقراطية مزيفة ومستوردة ووفق خيارات أمريكية ومصالح سياسية خاصة بالطرف الآخر، لكن الوعي العربي والاسلامى ما زال جاهلاً على فهم الواقع وتحليله آم أنهم يمتلكون وعياً لكن المصالح والسلطة قد أفسدته.



« return.