يعتبر السودان من اكبر الدول الافريقية مساحة ,و اكثر الدول التي يتباين فيها النوع السكاني, و تتاثر بالمناخ والطبيعة الجغرافية في توسيع دائرة الصراعات القبلية والدينية مما ادي ذلك خلخلة نوعية وعدم توازن من حيث التوزيع السكاني والخدمي وبالتالي عدم المساواة .
ومن هنا نستطيع ان نفهم مدي تعقد المشاكل التي ترتبط بالسودان فهي مشاكل دينية واثنية وتاريخية ولكن مازلنا نحن كشباب نقوص داخل المؤسسة التاريخية ونكاد نحذو حذو اجدادنا بالرغم من التعليم الذي تعلمناه وبالرغم من فهمنا لاسباب الصراع .
لكن لماذا لانقدم الحل ونحن حلقة الوصل بين الاجيال القادمة والاجيال الماضية ؟
ولماذا لانسعي للنهوض بالوطن وتعميق فهم المصلحة العامة ؟
يجب ان ندرك دورنا الحالي للقيام به علي اكمل وجه.
نحن كعرب افارقة من الشمال المسلم ,او زنوج افارقة من الجنوب المسيحي ,لابد من تحقيق التعايش المشترك ووقف الاستثمار في طبيعة المجتمع السوداني المسلم المسيحي والعربي الزنجي, ونقصد هنا نبذ الافكار المتخصصة او الموجهة لفئة بشرية معينة , والناظر للنخبة السياسية السودانية يجد ان منها ما يلعب علي الاسلام ,ومنها ما يلعب علي التزنج المسيحي واخيرا ما تلعب علي التزنج الاسلامي وكل هذا يخدم شريحه معينة, ولكن تظل الاخري تنتظر دورها في لهب الصراع.
لذلك لابد ان ندرك نحن كشباب ان مايفعله الكبار انما هي دوافع تاريخية قديمة ,و نحن نريد ان ينعم جميع اهل السودان بالتعايش المشترك الذي لاياتي بقسمة السلطة والثروة ,انما بالاعتراف بحقوق الاخر كمواطن سوداني تنطبق عليه حقوق المواطنة وواجباتها ,وخلق التوازن والسعي الي ازالة الاحقاد التاريخية عبر التعليم و التوعية ,ومحاولة الانصهار والاندماج.
ومثل هذه الاشباء لايمكن ان يقوم بها غير الشباب الذين يتواجدون الان في الجامعات ليدعموا الافكار المنحازة للتنظيمات التي ارهقت البلاد واوقفت حركة التنمية وعمقت الجراحات الاجتماعية بتعري الاحداث التاريخية واستخدامها وتوظيفها لخدمة الاجندة السياسية الشخصية . هذه دعوة لمحبي السلام والعدالة للتكاتف والتعاضد من اجل الوطن ومن اجل التغير.
نحن شباب نستطيع ان نصنع ماعجز جدودنا في تحقيقه .
|