لا شك ان المجتمعات بطبيعتها الحالية وما يتوفر لديها من امكانيات وموارد يختلف بكامله عن حالته قبل عقود وقرون , حيث كانت تلك المجتمعات اما زراعية او صناعية ,حيث الموارد المتاحة انذاك , ولكن مجتمعاتنا الحالية هى "مجتمعات معلوماتية " حيث تعتبر المعلومات وما يتعلق بها من تقنيات من أمور فنية وتقنية والتطور الذى لازمها تعتبر الركيزة الاساسية للمجتمع باسره, حيث وصلت هذة المجتمعات الى هذا المستوى من التطور نتيجة تطور تراكمى طبيعى .
ولأن المعلومات وال (ICT) هى أهم عناصر تطور وتنمية المجتمع , فلا بد أن تبنى القرارات وتوضع الخطط والسياسات بناءا على معطيات دقيقة وأسس سليمة يمكن أن تقودنا الى الهدف المنشود ,وحيث أننا فى فلسطين (احد الدول النامية والخاضعة للاحتلال الاسرائيلى ) , والتى يعتبر مجتمعها حديثا نوعا ما على تقنيات ال (ICT) ,لا بد من بناء استراتيجيات وبرامج ومشاريع تأهيلية للنهوض بالواقع الاجتماعى والانسانى والاقتصادى والتعليمى ,وكل ذلك مبنيا على تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات , وهى مترابطة مع بعضها البعض ولا يمكن الان فصل اى من انواع التنمية بدون التطرق لتقنيات ال (ICT) التى تلعب دورا كبيرا فى شتى اشكال التنمية.
وحيث أن المجتمع الفلسطينى هو مجتمع محافظ ,ولة خصوصياته وتقاليده , فهناك نسبة كبيرة من النساء اللاتى لا يلتحقن بالجامعات , مع مراعاة مقدرتهن على الابداع والانتاج , وكذلك الاعداد الكبيرة من المعاقين الفلسطينيين الذين تعرضوا لاصابات ادت لاعاقتهم جسديا خلال الاعتداءات الاسرائلية المستمرة من 6 سنوات تقريبا , والتى جعلتهم فى اغلب الاحيان غير قادرين على الالتحاق بالجامعات النظامية المألوفة , ونتيجة لتقسيم الاراضى الفلسطينية الى كنتونات متعددة مما يعيق الدراسة ويعطل الحياة الجامعية للكثير من الطلبة فى التخصصات التى يرغبون الالتحاق بها ,فان بناء نظام معلوماتى محوسب على غرار الجامعة الافتراضية (VIRTUAL UNIVERSITY) يعتبر امرا ملحا لكى يقوم بالخدمات اللازمة والضرورية لهذه الشرائح المهمة والكبيرة فى المجتمع الفلسطينى , ويمكن أن يتعدى هذا النظام الاغراض التعليمية لاغراض كثيرة تساعد على التغلب على الكثير من المعيقات فى الحياة اليومية للافراد والجماعات ,مما يساعد على تحقيق التنمية البشرية والاجتماعية والتعليمية على حد سواء.
ومن جانب أخر يمكن استخدام هذة التقنية وتوسيعها لتشمل المنطقة , حيث بأليات معينة يمكن الحديث عنها المساعدة فى احلال السلام والامن فى المنطقة وتحقيق تطلعات الجيل الحالى وذلك بجعل هذة التقنية مفتوحة المصدر والاستخدام.
وحيث أن ثقافة الانترنت اخذة فى الانتشار بسرعة هائلة فى فلسطين , ولكن هناك الكثير من القرى الريفية لا زالت لا تستطيع الاستفادة من خدماتها المتاحة لدى جيرانها (الحضر) ,لذلك جعل الانترنت مجانيا سوف يساعد فى دعم هذة التجمعات والقرى وتنميتها وتطورها .
بالاضافة الى ضرورة ارتباط السياسات الوطنية للمعلومات ببقية السياسات الاستراتيجية لمخططات التنمية مثل الاعلام والتعليم والبحث العلمى والتنمية الاقتصادية.
وأن دعم مراكز المعلومات والتشجيع على انشائها خاصة التى تعمل على نشر ابحاثها على مواقعها الخاصة , وانشاء صندوق مالى وطنى لدعم مراكز الابحاث التى تتعلق بالمجال الرقمى والمعلوماتى والتى تسهل الحياة اليومية للمواطن والجماعة , ومن الممكن ان يكون انشاء المنتديات التى تتعلق بتقنيات ال (ICT) عاملا من عوامل التنمية من خلال نشر ثقافة الرقمية والحوسبة من خلال هذه المنتديات , ولا يمكن الاغفال عن وضع القوانين والتشريعات لتنظيم قطاع الاتصالات والمعلومات على مستوى الوطن كمقدمة والعمل على تثبيتها على المستوى الوطنى والاقليمى , وحيث أن الملكية الفكرية للانظمة المحوسبة لا يجب اغفالها فلابد من حمايتها باصدار القوانين والتشريعات اللازمة التى تحفظ هذ الحق وتنمية وذلك لتشجيع الابداع والابتكار فى هذا المجال.
|