by meddahi
Published on: Jul 1, 2008
Topic:
Type: Poetry


لماذا نزعـتم عـطـرَ وردِ الزّنــابـق

من البرك التي روت ساق شاهـق

ستــنمـو بعـــون الله كالياسـمـيــن

التي زيـّنت أسـوار قـصـر حـدائـق

أبعـدَ نُــبـوغ شعْـري من ينــابـيعَ

فُحــولــيّة تـسـقي قـلـوب الحـواذق

بشعـرٍ يُحــرّكُ الفــؤاد كسحـرٍ قد

سرى داخل الوجـدان بعـد البوارق

يُصغّر بعضهم شعــور العــواطف

تـناســقَ وزنـُــــها بعـيـد التضايق

لقد فاق شعري كلّ شعرٍ رووهُ عن

فحـولٍ تـمسّــكـوا بنـــظـم السوابق

أنا الشّاعــرُ الذي أطاعتْهُ ألــفــاظ

المعــان تـُثــر السّامعـيـن خوارقي

إذا ما قـلتُ أشــــعارا تـــراها في

أقاصي المكان في بـوادي السمالق

أضأتُ مــغـــاربِ بشعـرٍ مُخضرم

أزال مـن اللــــيـالي حـبْــل المشانق

يرون الجــمال بـاديا لعـُيــونـهم

فـتـزهـوا نُفوسُهـم أمــام العــواتـق

ألا تعـلمـون أنَّ زنـبــقـةَ الماء

ستـنـمـو كــنـخـلة رغــــم الخـنـادق

يخْــتـرقُ الشُّعـــاعُ طــيَّةَ غــيـمة

فقد حُجبتْ شمسي التي في المشارق

ألم تـنـتــصرْ شُـموسٌ بـعـدَ غيـبة

على غيـمة تـكـثــّفـت مـــن رقـائـق

لمَا لمْ تُجــبْ بـــردّها بعـد أن رأتْ

بيان المواقـف التي فــي الوثــائــق

لأنّ الجــــريـــــدة التي لا تــبـُث ُُما

تـراه يُـــنــاســب جــمـال الحـقائـق

فلن تُجـــديَ الأخــبار نفــــعا أتــت

مـن الصّفـحـات فــي أثـيـرِ الغرانـق

وهل أصبح الشّعـرُ كنار الصَّواعق

يُخـيـفُ رجـــالا من بعض الشوادق

لقد همشــوا شعــرا يرفــع أوطانا

إلى ذروة سَـــمـــتْ فــوق المـفارق

وما الشّعرُ إلا من رحيق الفـؤاد قد

أتـى لـعــلاج أنــفـــسٍ فـي المرافق

ألا فانْزعي خدّيك من دفئ قُطْنٍ قد

أنــام عُـيـونـنا بـلـمــس الـنّمارق

وقـلـبــي مُــتــيّـمٌ بشـعـر نـما كـما

نمتْ زهْـرةُ الرّبى بـين الشّواهـق

تمـُرُّ سنيـننا عـجـــافـا ونحــنُ في

سـُبــات خـيـالات كـأوهـام رائــق

فـإن لــم نُـــرَقّ تــاريــخا بعـَـيْـنـه

فكيف نرى بُطولات من سوابــق

وأرضٌ بلا تــاريخ مــيْــتـةٌ حـتّى

يـقــومَ بصـُنـعـه رجالُ المـناطـق

يقومون قـــومةَ الأُســود حــمـايةً

لأوطانهم مــنْ لـغــو ذا المُـراهق

وإلا تعرَّضنا لغــــدر الزّمــان فـي

مواطنَ تـأبـى اسْـتـبـداد الفيالـق

وكيف نخافُ من صروف زمان قد

مضـتْ فــيه مـقــدوراتُ للخلائـق

وحبّي سيبقى في ضميرٍ إلى حينِ

زمـانٍ سيـُظهــره جيـــل الخلائق

ستـصـنع تلــك المـحــبّةُ أجــيالا

تُــكـوّنُ أمـجـــادا بجُهـد العمالق

بـناءُ النفوسِ يحــتاجُ إلى الجهد

تُـــديـــره ألــبــابٌ بـعــد الحقـائق

نفـــــوسٌ إذا لم تــتــلـق معارفا

ستصبح مثل الثور عنفَ الحمالق

ومن ذا الذي يُشيِّدُ الوطنَ الذي

وددنــاه حـبّا صــادقا كالشـواهق

إذا لــم يـقـم رجال الفكر بالدّعمِِ

لـدفـــع حــضــارةٍ كمـــثل اللقـالق

سنـفـقـد عــبــقــريةً ذات أبــعادٍ

تـحــقــق أمـجـــادا بـعــد التـوافـق

سنفقد قيـــمة الحضارة حتما إن

تراموا عـــــداوةً بصخر التراشـق

فلن يترك الحقد صلاحا يـنـظـم

شــؤونا مُـــهــمةً بـعـد التـطابـق

ولن يهــنأ العــــالم إلا إذا ساوى

بعــدل مع الـنـــاس بـدون الفيـالق

إذا لم توحـّـدنا المحــبة ُبالشّوق

مُرابــطةً بيـــــــن حــدودِ المناطق

فلن يــتـحــققَّ السلام الذي دعا

إلـيـه إلــه الكــون ربُّ المشارق

« return.