by RASHED AL-GHAYEB | |
Published on: Jun 16, 2008 | |
Topic: | |
Type: Opinions | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=20757 | |
قبل ٥٧ سنة تقريبا بدأ البحرينيون »سرا« في اقتناء أجهزة الراديو، وكانوا يخبئونه في بيوتهم بعيدا عن الأعين، ويستمعون لما يبثه في الغرف المُحكمة الغلق؛ خوفا من أن يتهم أصحابه بالكفر والشعوذة!. ووصل بالبعض لمقاطعة المقاهي الشعبية، التي لديها الراديو، لأنه »جهاز صنعه الشيطان«!. وردّد المعارضون للراديو يومها أساطير عديدة حوله، منها انه جهاز مسحور، وآخرون انتظروا الرجل المغني في الراديو ليخرج من الصندوق الكبير، وحين طال انتظارهم، ولم يخرج.. كسروا الراديو فلم يجدوا الرجل!. إنها القصة التاريخية المعروفة، كالكثير غيرها، حول رفض المجتمع للاختراعات الجديدة. و»ما أشبه الليلة بالبارحة« في تعاطي البـعض مــع ما يرونه »اختراعا جديدا« حول مصطلح »الجندر«، وهو ما بدا واضحا من حملات مضادة من قبل بعض الجمعيات الاسلامية المتشددة، لموضوع إدماج المرأة »تحديدا« في خطط التنمية وتمكينها. و»الجندر« كلمة لاتينية تعني في إطارها اللغوي النوع الاجتماعي »ذكر، وأنثى«، وهو مفهوم ظهر في الدول الغربية منذ السبعينات، ووصل لمنطقتنا العربية في التسعينات. ويهدف »الجندر« لقياس جدوى مبادرات تمكين المرأة، من خلال مراجعة خطط دمجهن في مجالات عديدة. ويرصد هذا المؤشر مقدار التقدم المُحرز لإزالة الفوارق بين الجنسين في فرص كالعمل أو التدريب وغيرهما. وبرغم أن كلمة »الجندر« تحوّلت إلى »النوع الاجتماعي« عند تعريبها، وما شاب هذا المصطلح ومضامينه من حذر وتحفظ ورفض من »البعض«، إلا أن هؤلاء »غضوا النظر« عن أن الشريعة الاسلامية لم تُميز في خطابها بين المرأة والرجل في الحقوق والمسؤوليات بل أكدت على قيم العدالة والانصاف، وهو الأمر الذي أكدته الأمينة العامة للمجلس الأعلى للمرأة لولوة العوضي في كلمتها بالمؤتمر الوطني حول إدماج النوع الاجتماعي في التنمية، الذي اختتم أعماله قبل أيام. ويبدو أن المتحفظين على »الجندر« هم أحفاد رافضي »الراديو« قبل عقود! حكمة السبت »بفعل النار يتصلب الحديد، ويُصبح فولاذا، وبفعل الألم يكتشف الإنسان مقدار قوته«. »هنري كونسيانس« « return. |