by Alaa Almalfouh | |
Published on: Jun 5, 2008 | |
Topic: | |
Type: Short Stories | |
https://www.tigweb.org/express/panorama/article.html?ContentID=20633 | |
لا أنسى تلك العبارات التي كان يرددها المسئول العسكري في الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت " يا أهالي مخيم جباليا ، ممنوع التجول و من يخالف القانون يعاقب" ، " ممنوع التجول و اللي يطلع بره دمه في رأسه " .. لا زال صدى تلك الكلمات يدوي في أذني حتى هذه اللحظة . لا أنسى ذلك اليوم ، كان جدي قد توفي و اجتمع أبي و أعمامي في بيت جدي القديم الذي كانت تفصله عن بيتنا القديم أيضا فجوة صغيرة في الحائط , كنت في السابعة من العمر و كنت ألهو مع أولاد عمي ببراءة الصغار غير مدركين للحزن الذي يكتنف آباءنا ، و عندما مللنا من اللعب داخل البيت تسللنا إلى الخارج المحظور، لم نكد نخطو بضع خطوات حتى اصطادتنا عيون الجندي الإسرائيلي الذي كانت دوريته تمر بالصدفة من الشارع المجاور.. توجه الجندي مع دوريته نحونا فهرعنا مذعورين إلى الداخل حتى أننا لم نغلق الباب من خلفنا ، اختبأ أولاد عمي بجوار أبي و أعمامي و مررت أنا عبر الفجوة إلى منزلنا ، كانت أمي في الغرفة ترتب الثياب في الخزانة ، و عندما رأتني مسرعا خائفا نحوها أدركت على الفور أن الجنود قد أتوا إلى المنزل خلفنا .. كنت ضئيل الجسم فأشارت إلي بالاختباء في الحيز الصغير وراء باب الغرفة المفتوح . و فعلا تبعنا الجنود إلى منزل جدي ودخل احدهم عبر الفجوة بحثا عني ، دخل الغرفة التي كنت مختبئا فيها ، و سأل أمي عن مكاني فلم تدله ، كنت أكتم أنفاسي وهو يبحث عني في الخزانة بين الملابس ، ثم تحت السرير ، لم يستمر طويلا فرجع إلى بيت جدي ، كان والدي لحسن الحظ يتكلم اللغة العبرية بطلاقة فأخبر الجنود بوفاة جدي و أخبرهم أننا لا نعرف منع التجول ، اقتنع الجنود بكلام والدي و حذروه من خروجنا مرة أخرى . كانت هذه الأحداث منذ عشرين عام مضت ، اليوم تتكرر نفس القصة و لكن ليس عبر مكبرات الصوت ، فجميع المعابر المؤدية إلى خارج القطاع مغلقة ، لا يستطيع أحد أن يدخل أو يخرج ، أقول في نفسي عجبا لأمرنا ... نشأنا صغارا و التجول ممنوع .. و ها نحن كبرنا و كبر الحصار... فإلى متى ... « return. |