إزاء تجاذبات الوضع اللبناني ما بين الصدام والإقتتال وبين السلم الأهلي وعودة حالة الإستقرار، يبدأ الحديث عن تأثيرات التيارات الخارجية في تصعيد أو تقليل حدة الخلافات بين أطراف المعادلة في السياسة اللبنانية. حيث إرتبطت رؤية كل طرف داخلي بالتأثيرات الخارجية، فبروز التأثير الإقليمي والدولي في الأزمة اللبنانية،.
فمن هنا وسط هذه التناقضات ظهر الدور الذي يفترض أن يكون حاضراً بشكل مستمر من قبل الطرف العربي والذي تمثل بدبلوماسية الجامعة العربية، على الرغم من فشل قبول المبادرة العربية التي طرحتها الجامعة على طرفي الخلاف حول إختيار رئيس الجمهورية.. واستمرار التكهنات وتفاقمها على المستوى العربي والتي ظهرت في مؤتمر دمشق للقمة العربية، وعودة سيناريو إمكانية عودة حالة عدم الاستقرار والتي ظهرت من خلال الحرب الأهلية اللبنانية منتصف السبعينات وبداية عقد الثمنينات من القرن الماضي، على الرغم من الدور العربي المتميز في تلك الفترة والذي تمثل في عقد مؤتمر الطائف - والذي ساهم في إيقاف الحرب الأهلية اللبنانية ووضع أساس للحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة اللبنانية يتم على أساسها توزيع تقسيمات السلطة في النظام السياسي اللبناني، والتي أنهت في تلك الفترة مرحلة صراع داخلي.
بينما الصورة للنزاع اللبناني الآن قد يتشابه في بعض الأمور ، إلا أن الإختلاف يقود الى مزيد من التطورات والتي غلب عليها حصر الصراع بين تيارين( قوى 14 آذار ><وقوى 8 آذار) وتأثير البيئة الخارجية فيهما. حيث أن هذه المحددات تشكل معها الدور المتوقع من قبل الأطراف العربية في حل النزاع اللبناني رغم إنقسام واضح بين النظام الرسمي العربي والنظام الشعبي العربي دحول دعم تيار السلطة وتيار حركة المقاومة.
فالإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب في 11 ماي قد أفرز خلاف سوري- عربي على نقد حزب الله وما قام به من تصعيد للأزمة ... إنتقالاً إلى إرسال وفد وزاري عربي للبنان من أجل حل المشكلة القائمة والتفاوض والحوار مع أطراف الصراع للخروج بحلول تنهي حالة الإحتقان القائمة.
أخيراً: أن النظر لإمكانية وجود دور عربي في حل الأزمة اللبنانية يعتمد على عدد من المحددات( نظر كل طرف لبناني حول طريقة التفاوض وحل الصراع، وحول كيفية الدور العربي المطلوب، وجود إجماع عربي حول خيارات التعاون وحل الأزمة، وتأثير البعد الدولي المتمثل بالولايات المتحدة والقوى الفاعلة في النظام إضافة على التأثير الإيراني ومدى القبول بوجود دور عربي في حل النزاع.