قبل اكثر من أسبوعين ... تسربت الأخبار بأن اسرائيل ستمنع الوقود و الغاز عن قطاع غزة .. فما كان من أصحاب سيارات الأجرة ( و الذين تعودوا على تقلص كمية الوقود منذ بدء الحصار على قطاع غزة ) إلا أن سارعوا بشراء كمية إضافية من الوقود لتسد حاجتهم لاحقا .. و بالفعل حدث ما توقعه الناس .. و بدأت الأزمة ..
في الأيام القلائل الأولى لم يشعر السائقون او المواطنون بفرصة الأزمة التي تحل بهم وذلك لوجود بعض المخزون من الوقود كما ذكرت آنفا بالإضافة إلى استعانة السائقين بغاز الطهي في تشغيل سياراتهم.. و لكن سرعان ما بدأ ينفذ هذا المخزون و بدأت تتوارى السيارات عن الأنظار يوما بعد يوم ..
أصبحت أنظر في عيني المواطن فأجد الترقب و اللهفة كلما مرت سيارة ( المواطن للسائق : هل أنت ذاهب إلى س .. السائق : لا و الله أنا ذاهب إلى منطقة ص ) تجد بعدها المواطن قد غمرته خيبة الأمل و ينتظر سيارة أخرى قادمة ..
بعد أيام معدودة و بعد أن نفذ صبر السائقين العاطلين عن العمل و إذا بفكرة جديدة تنبثق من أحد السائقين لايجاد بديل لوقود السيارات ... صعقت عندما سمعت بهذا البديل .. استعد للمفاجأة .. إنه الزيت المستخدم في طهي الطعام أو ما يسمى محليا " السيرج" .. و انتشرت هذه الفكرة بين السائقين انتشار النار في الهشيم .. (طبعا اختراع فلسطيني)
و بدأت أزمة أخرى .. رائحة الزيت المحترق تزكم الأنوف ، يا إلهي : نحن في فصل الربيع .. فصل الفل و الياسمين ، يا للهول ، إن رائحة الزيت المحترق تعطر الأجواء ...
فهل أدرك الناس مدى ما نحن فيه من أسى .. هل تتوقف السيارات و تشل حركة الناس ، أم يستعمل السائقون السيرج و تهدد حياة الناس ...
طبعا خياران أحلاهما مر ....
ة هذه هي قصتنا مع المواصلات