by Radwanalmajali
Published on: Apr 28, 2008
Topic:
Type: Opinions

•تعود جذور اليمين المحافظ الى تصورات استشراقية، فهو يفهم ويصور العالم على انه صراع بين الخير والشر، وان عدم أخذ القيم الليبرالية الغربية يشكل حالة من التمرد والإرهاب، فهم يروا بضرورة نشر الديمقراطية بالقوة العسكرية، والقوة العسكرية في نظرهم مطلقة، وأن العالم في حالة من الفوضى،...، فيؤمنوا بالتنوع والتجانس والثقافات والتمييز، وبالنموذج الأمريكي.
•فقد ظهرت في فترة الستينات مدرسة المستشرق برنارد لويس، والذي أشار الى ان العالم في حالة صراع حول أنماط معينة من الحياة، وأن الدول الغير غربية في حالة الصراع نتيجة عدم أخذها بالقيم الليبرالية الغربية وعدم تكيفها معها.
•كما يقدم فوكوياما تصوره حول نهاية التاريخ ( بأنها سوف تكون لصالح الولايات المتحدة الأمريكية، فيشير الى ان الليبرالية الغربية الأمريكية قد نجحت على الفاشية فترة الحرب العالمية الثانية وأن انهيار الشيوعية قد ادى لإنتصار الليبرالية الأمريكية والتي سوف يكون التاريخ لصالحها). فهذا عكس ما تصوره هيجل* والذي تحدث عن نهاية التاريخ سوف يكون لصالح القيم الليبرالية الغربية، فالثورة الفرنسية قد انتصرت على الكنيسة وأمتدت مبادئها لتشمل العالم وبالذات المانيا. هنا انتقاد على هيجل:
1-انه صادر حركة التطور الطبيعي للتاريخ.
2-انه أغفل وجود المجتمعات المغايرة الأخرى.
3-انه أغفل التطور التكنولوجي والعلمي والذي يؤدي لظهور المجتمعات.
•كما يتحدث صموئيل هنتجتون عن" صراع الحضارات" والذي يشير فيه على وجود صراع حضارات في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ويطرح ثماني أنواع للحضارت( الأسلامية، الغربية، الكنفوشية، الأفريقية، الأمريكية اللاتينية، السلافية، اليابانية، الهندوسية). ويرى بأن هنالك ثلاث انواع للصراعات (صراع بين دول مركزية لحضارات " أمريكياX الصين"، وصرع عابر للحدود" الهندX الباكستان"، وصراع داخل حدود الدولة). ويرى بأن الحضارة الإسلامية من أكثر الحضارت عدائية وصراعية، لذلك سوف تتواجه مع الحضارة الغربية. هنا عدة انتقادات على هنتجتون:
1-عدم وضوح في المفاهيم والمنهجية. ( افترض الصراع بين الحضارات دون التعاون والحوار، افتراض الصراع بين حضارات وأغفل الصراعات القومية أو بين الدوال أو بين الجماعات)
2-أغفل تأثير العوامل الأخرى( السكان والبيئة والأرض والمقدرات الإقتصادية والعسكرية).
مبادئ وأفكار اليمين المحافظ الأمريكي:
هنالك العديد من المبادئ التي يؤمن بها اليمين المحافظ الأمريكي الأمريكي وهي كما يلي:
1-يؤمن اليمين المحافظ بأن الدول هي المحور الرئيس في العلاقات الدولية ومركزيتها ومؤسساتها،(وفق الإتجاة الواقعي) وهم يروا بأنها تقوم بصناعة القرار العالمي، وهي المسؤول الأول عن الإرهاب في العالم وليست الجماعات ( فهم يحملون الحكومة السودانية مسؤولية تفجر الأوضاع في دارفور وليست الجماعات).
فهم يختلفوا مع الدول الليبرالية الغربية والتي ترى بالمؤسسات والمنظمات الدولية هي التي تقوم بصنع القرار العالمي.
2-يؤمن المحافظون بسيادة النموذج الأمريكي على العالم وسموه، وضرورة إحتفاظه بمركز السيادة، وأن يأخذ العالم بالمفاهيم الأمريكية.
فمثلاً: يتحدث تشيني ورايس عشية العدوان على العراق 2003 ( ان العالم لا يعرف مصلحته، وأن الله قد أعطانا المقدرة على معرفة مصلحة العالم أكثر مما قد يعرفها العاللم نفسه).
3-يؤمن المحافظون بالتنوع والتجانس والثقافات والتمييز، وبخصوصية المقاييس والمعايير الأمريكية.
فيرون بأن الإستثنائية الأخلاقية تعطي أمريكا الحق في التدخل في أي جزء في العالم.
•فقد ظهر تحالف اليمن المحافظ مع اليمين البروتستنتي( الذي ظهر في القرن التاسع عشر في بريطانيا، والذي يسمى باليمين المعمداني الأصولي... والذي يدعو لإقامة المملكة اليهودية، وأن يوم القيامة سيشهد تحالف المسيحية مع اليهودية).
4-كما لا يؤمن اليمين المحافظ بالطرف الآخر( بأن له حقوق وإلتزامات..). فالتيار اليسار فقط هو يؤمن بالطرف الآخر.
5-ليو تشرواس من مؤسسي اليمين المحافظ يتحدث عن سمو النموذج الأمريكي على العالم وضرورة الإستمرار بالمحافظة على مركز السيادة، وأن العالم هو صراع بين الخير والشر وأن الشر هو الشيوعية.
ويؤكد على ان سمو النموذج الأمريكي في الحياة يعكس حياة المواطن الأمريكي المحافظ داخل اسرته. ويرى ما يلي:
-سيادة العنصر الأبيض على الأسود.
-لا يؤمن بتعدد القوى وبتوازن القوى ، عكس الدول الغربية والتي تؤمن بالمؤسسات الدولية.
-نشر الديمقراطية بالقوة العسكرية.
-التركيز على مفهوم القوة كمفسر للعلاقات الدولية.(ضمن الإتجاة الواقعي).
-النزعة نحو الأمبراطورية الرومانية التي تستوعب وتضم كافة شعوب العالم.
6-كما يؤمن اليمين المحافظ بضرورة إعادة صياغة التاريخ لصالح الولايات المتحدة، وأن النموذج الأمريكي هو النموذج الأفضل في الحياة، وأن التاريخ لن يشهد أفضل منه.
ففوكوياما وهنتجتون وهيجل أكدوا على انتصار القيم الليبرالية الغربية، وأن عدم الأخذ بهذه القيم لا يسير مع التاريخ.
7-كما يرى اليمين المحافظ بأن الشمال متجانس من خلال أنماط حياة وقيم مشتركة تشكل أساس العلاقات الدولية وتسير بإتجاة العولمة. وأن العولمة هي بفرض القيم على العالم، وعدم الأخذ بهذه القيم من فبل المجتمعات التي تتمسك بقيمها يؤدي لأن تصبح غير متماسكة وهامشية. هنا يبرز الإنتقاد على هذه الرؤية من خلال ما يلي:
-ان الحديث عن تجانس القيم لدى المجتمعات الغربية فية جانب من عدم الدقة. ففهم فرنسا للعالم يختلف عن فهم المانيا عن العالم...
-وأن الدول الغربية متجانسة القيم وهي دول ديمقراطية لا تتحارب( هنالك الكثير من الدول الديمقراطية التي تتحارب: اسرائيل ولبنان 2006، وعدم اعتراف الولايات المتحدة بحكومات ديمقراطية، حكومة محمد مصدق في ايران، و حكومة حماس...
8-يؤمن اليمين المحافظ بالإستثنائية الأيدولوجية، والتمييز بالدعوة.
فهم يشيروا الى عبارة " من ليس ضدنا في حربنا يجب أن يطبق نموذجنا "
فمثلاً: الولايات المتحدة رفضت الإعتراف بالحكومات اليسارية الديمقراطية في أمريكيا اللاتينية، لأنها ترى بأنها ضدها.
فيتحدث اليمين المحافظ عن مفهوم السلام الديمقراطي* (ان نشر الديمقراطية قد أنقذ العالم من الحروب، وأن السلام الديمقراطي قد قلل الصراعات المختلفة في العالم).
ففكرتهم عن الإستثنائية الأيدولوجية تقوم على ( أن الصراعات المختلفة التي تحدث خارج نطاق منظومة السلام الديمقراطي" أوروبا و امريكيا" يجب عدم التدخل فيها).
فمثلاً : نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تدخلت في الكوسوفو والبوسنه والهرسك(لانها داخل نطاق السلام الديمقراطي). بينما نجدها تدخلت في العراق لخدمة أهدافها في النفط، ولم تتدخل في الشيشان وروندا لانها (خارج نطاق منظومة السلام الديمقراطي). فأصبحت الديمقراطية وفق المفهوم الأمريكي تعمل على إذابة دور السوق التقليدية، وإزالة دور الدولة صحبة السيادة والحماية.
•ثم أصبح الحديث عن التدخل الأمريكي لمن يخالف القانون (الخارجين عن القانون). فمثلاً: الولايات المتحدة اعتبرت ليبيا دولة خارجة على القانون يجب معاقبتها في العدوان الأمريكي عام 1986، ثم إتهامها بإسقاط طائرة فوق لوكربي عام 1988.
كذلك قيام الولايات المتحدة بوضع قيود وقوانين على تصدير شركاتها للمواد الحساسة لدول العالم الثالث، ومنع إحتكار شركاتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية ( كشركة ميكروسوفت).
9-يؤمن الفكر اليميني المحافظ بمفهوم القومية المتطرفة:
ويقوم هذا الفكر على عدم التزام الولايات المتحدة بالقوانين والإتفاقيات الدولية، لأنها إستثناء على ذلك، وأن الإلتزام فقط لدول العالم، لأنها لا تعلم مصلحتها.
فمثلاً: نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض التوقيع على إتفاقية كيوتو للتغيرات المناخية، ورفضها التوقيع على اتفاقية سولت 2، ورفضها التوقيع على المحكمة الجنائية الدولية، ودفعها مجلس الأمن لإصدار قرار بمنع مثول الرعايا الأمريكيين أمام المحكمة الجنائية الدولية العامة، ورفض التوقيع على إتفاقية حظر ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.*
10-يؤمن الفكر اليميني المحافظ بالإستثنائية الأخلاقية أو الإستثنائية الأمريكية:
وتقوم على السمو الأخلاقي والإستراتيجي للولايات المتحدة في النزعة للتحرك بشكل منفرد بعيدة عن المؤسسات الدولية في التدخل في أي جزء في العالم لإعتبارت إنسانية (كما في حالة كوسوفو)، ثم أصبح التدخل فيما بعد من أجل نصرة الديمقراطية(كما في حالة العراق).
•حيث نجد انه قبل الحرب على العراق بدأ الحديث ونتيجة الحرب على الإرهاب والتي جاءت كنتيجة لهدف أخلاقي عبر عنه الرئيس الأمريكي في وست بوينت عام 2002 كرد فعل على حالة السخط والإستبداد السياسي والفقر الإقتصادي والتخلف الإجتماعي.
فلابد من إحداث إصلاحات سياسية (نشر الديمقراطية)، وإقتصادية (التحديث والتنمية)، والإجتماعي(تغيير المناهج التعليمية والدينية التي تحض على العنف).
لذلك بدأ الحديث في أثناء الحرب على العراق على أن التدخل في العراق سوف يكون من أجل (جعل العراق رأس رمح للتغيير في منطقة الشرق الأوسط) من خلال نشر الديمقراطية والطريقة الأمريكية في الإنتخاب وتحقيق الإستقرار، وأن هذا الأمر سوف يلقى الترحيب ويقابل بالورود، إلا أن المقاومة العراقية قد عكست كل الإستراتيجية الأمريكية، وبدأ الحديث عن إحداث تغييرات شاملة في منطقة الشرق الأوسط، لكن هذه المرة لا تبد من الجزء(العراق)، بل الكل. من خلال طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير.*
11-يؤمن اليمين المحافظ الأمريكي بمفهوم توافق أو تراضي واشنطن:
من خلال تطبيق تعليمات البنك المركزي والبنك الدولي في بيع القطاع العام (الخصخصة) وفتح الباب أمام الإستثمارات وحرية التجارة والسوق، والحيلولة دون أن يكون هنالك أي دور للدولة للحيلولة دون تشويه الأسعار وتضخيم العملة الوطنية. فمثلاً: تسعى الولايات المتحدة للتدخل في العملة الوطنية الصينية لمنع تشوية الأسعار ومنع تضخمها.
12-لا يؤمن اليمين المحافظ بفكرة التعاون أو التحالف أو الشريك.
فالحليف هو الشخص الذي يستفيد من القرار دون أن يشارك في صنع القرار، بينما الشريك هو الشخص الذي يشارك في القرار وفي الإستفادة.
•يبرز دور المحافظين الجدد كأحد تيارات اليمين المحافظ الأمريكي*
حيث برز دورهم في عهد الرئيس ريغن وبدأ الحديث عن ضرورة استخدام القوة ضد الإتحاد السوفيتي لأنها امبراطورية الشر، ثم بدأو الحديث عن استخدام القوة ضد الدول الخارجة على القانون...
كما أن المحافظين الجدد قدموا منظومة فكرية حول ما يجب أن تكون علية الولايات المتحدة الأمريكية ومصادر التهديد وكيفية التعامل معها، فتتركز أفكارهم في النقاط التالية:
1-أن النظام أوحادي القطبية فرصة يجب على الولايات المتحدة استغلاله من أجل إعادة تكوين العالم وترتيبه وفق ما يخدم مصلحتها.
2-أنهم لا يؤمنون بالمؤسسات الدولية ولا بالتحالفات، لانها في نظرهم تعيق الولايات المتحدة عن تحقيق مصلحتها القومية.
3-يؤمنون بالقوة العسكرية وضرورة استخدامها بشكل مطلق من أجل حماية مصالح الولايات المتحدة وتحقيقها. حيث كانوا يؤمنون بضرورة أن يكون للولايات المتحدة سيطرة على نفط الخليج منذ السبعينات.
4-يركزون على ضرورة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان.
وبرز دورهم مرة اخرى في عهد إدارة الرئيس جورج بوش، وتقديم رؤيتهم حول أحداث 11 سبتمبر كفرصة لطرح مبادئهم وأفكارهم فهم يروا بالأحداث وفق مايلي:
1-لقد جاءت أحداث 11 سبتمبر كنتيجة لعدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كافي في العالم. فخروج الولايات المتحدة من أفغانستان بعد انسحاب الإتحاد السوفيتي، قد أوجد حركة طالبان وتنظيم القاعدة – وهي المسؤولة عن الأحداث.
2-أن سوء الأوضاع الإقتصادية والسياسية والإجتماعية في البلدان العربية والإسلامية قد خلق حالة من التطرف الديني قاد الى الإرهاب الديني، فلابد من إحداث إصلاحات سياسية واقتصادية وثقافية في هذه الدول تطال الأنظمة والمؤسسات والناهج التعليمية والتي تحض على العنف.
3-أن الشؤون الداخلية لم تعد شأناً يقتصر على الدول فقط وفق سيادتها، بل لابد للولايات المتحدة التدخل في جميع الدول وفق الإعتبارات الإنسانية والإصلاح.(كحالة العراق).
4-يؤمنون بمفهوم الحرب الإستباقية: والتي تفترض قيام الولايات المتحدة بضرب العدو قبل أن يأتي إليها دون وجود خطر راهن أو بارز من خلال علامات أو دلالات وفق طرحهم لحربهم على الإرهاب على أنها حرب عادلة.
فمثلاً: يرون بأن حربهم على أفغانستان جاءت كحرب استباقية من منظور أخلاقي استند على رؤية الرئيس بوش الدينية والتي قد استندت على أن الله قد أعطاه الإلهام وقطع الشك باليقين بضرورة القيام بها، هذا الأمر كان ايضا محل تحالف المحافظين الجدد مع اليمين المسيحي، وأن الحرب على افغانستان من أجل تقديم صورة حضارية لنصرة الديمقراطية والمرأة المضطهدة.
13-يؤمن اليمين المحافظ بمفهوم الحرب العادلة*:
ان الحرب العادلة هي حرب ضد الشر من أجل ملاحقة الإرهابين في جميع أنحاء العالم. فهي تستند على ما يلي:
1-أنها حرب بين الخير والشر.
2-انها حرب قائمة على إيحائات( في الوقت الذي يمجدون أنفسهم فإنهم يحقرون الآخرين).
3-أن الولايات المتحدة وفق الحرب لن تلتزم بالقوانين والإتفاقيات الدولية، كاتفاقيات جنيف لعام 1949، وخاصة الإتفاقية الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وممتلكاتهم فترة الحرب.
4-التمييز بين المحارب وغير المحارب
5-التمييز بين الخطر الراهن والخطر المحتمل.
فأصبحت الحرب العادلة في موجهة الشر والخطر حتى ولو لم يكن راهن، (أي حتى ولو لا يوجد عليه علامات أو مؤشرات)
فهنا يبرز مفهوم الحرب الإستباقية. وتطبيق هذه الحاله في العراق وافغانستان.


« return.