|
الإحصائيات تشير إلى أن معدلات الأمية في الوطن العربي رغم انخفاضها التدريجي إلا أنها تبقى مرتفعة كثيرا، في الجزائر النسبة تصل إلى 21،36 بالمئة أما في المغرب 38،5، وفي في بلد مثل السودان 57 وبما يقارب 68مليون شخص عربي أمي ... أما النسب الباقية فأصحابها يتوسطون بين الذي يعرف القراءة والكتابة وصولا إلى العلماء والأدباء ، ولكن في هذه الشريحة أيضا أمية ، لا أمية تهجية حرف وكتابتها ولكن أمية قراءة ، فليس هناك – كما يذكر الدكتور إبراهيم الفقي – فرق بين مشاهدة مسلسلات الكرتون والبقاء لساعات طويلة أمام السبايس تون و boomorang أفضل من أخذ قصة وقراءتها... والشباب عندنا – خاصة تلاميذ الثانوي وبدرجة أكبر طلبة الجامعات – يستمتعون بنسخ البحوث القديمة واجترارها أمام الأستاذ أو في البحوث الأكاديمية سواء في سنوات الدراسة أو عند التخرج ، أو نسخ جزء صغير من كتاب كبير وإدخاله كمرجع رئيس لإدعاء قراءته دون فعل ذلك حقا. أما الناس العاميين، فالذين يحبون القراءة يهتمون بالجرائد دون المجلات والكتب، وهكذا لا يكون هناك تطور علم ولا أدب ولا فن...
كان الكتاب يتحسرون على أيام خلت كان الناس فيها يقرؤون في كل الأماكن ، في الحديقة ، وفي المقهى ، في محطات المترو ، في كل وسائل النقل ، دون الحديث عن أهم مكان وهو البيت والمدرسة والجامعة ، ويسميها الدكتور طه حسين بالكنوز الضائعة ، ويعشقها الكاتب توفيق الحكيم حتى أنه يقرأ " المكتبة المسرحية " في باريس كاملة وهي من أكبر المكتبات هناك دون أن يتوقف عندها فقط .
يرجع سبب قلة المقروئية في الوطن العربي إلى نقاط أربع حسب اعتقادي:
1 / عدم وجود كتب جيدة في مختلف المدن بسبب طرق التوزيع التعسفية التي تعطي الأولوية للعاصمة وتترك المدن الأخرى كأن العاصمة هي كل الدولة ، وفي أحسن الأحوال تصل الكتب إلى المدن الكبرى فقط ، أما غيرها فلا .
2/ أشكال الكتب في غاية البساطة ، بحيث لا توجد أية ناحية جمالية فيها ، فلا نخص بالذكر كتب الأطفال التي تغيب عنها إستراتيجية حقيقية لإخراجها بالمستوى المطلوب .
3/ عدم وجود دعاية للكتاب .
4/ في حال وجود العناصر السابقة يصطدم القارئ بالثمن المرتفع للكتاب سواء المنشور في داخل الوطن او المستورد .
إن هذه الأسباب الأربعة ، ربما لا يختلف معي أحد في أنها هي التي تجعل من المقروئية محدودة جدا وعلاجها يكمن في إتباع الوسائل التالية وهي رد فعل للأسباب الأربع التي ذكرتها ولذلك فستكون أربعا :
أولا : أن يصدر الكاتب عمله بطبعات متعددة في مناطق عديدة من البلاد ، يمكن أن يطبع فيها الكتاب ذاته بالشكل والقياس نفسه ، وبذلك يصل إلى قراء هذه المناطق ويكون توزيعه جيدا .
ثانيا : تحسين شكل الكتاب خاصة بالنسبة للأطفال ، لأن اهتمام هذه الفئة يكون على الألوان أكثر من الكلمات ، وبالنسبة لغيرهم فالشكل الجيد يعطي انطباع على مضمونه ولو بشكل جزئي فعلى الأقل يذهب إليه ويتصفحه .
ثالثا : تدعيم الكتاب بدعاية كافية وغير مكلفة مثل البرامج التلفزيونية والإذاعية التي تروج للكتاب باستضافة كاتبه والحديث عنه وعن ميزاته ، والأمسيات الأدبية في دور الثقافة المنتشرة وفي الجامعات ، يضاف إلى ذلك الانترنت والصحف .
رابعا : إذا كانت النقاط الثلاث الأولى خاصة بالكاتب الذي يختار دور نشر جيدة غير تجارية بشكل جيد وبدعاية مناسبة فيساهم في نجاحه فإن العامل الرابع وهو غلاء الكتاب يرجع أساسا إلى نوعية الورق ، فبعض البلدان تستورد الورق ولا تنتجه وبذلك ترتفع تكلفته وبالتالي يمكن اعتماد الورق المحلي في إصدار الكتب مما يتناسب مع نوعية النص .
|
Tags
You must be logged in to add tags.
Writer Profile
Adel
I am a fun and simple person, Initiating in charity work,
Rapid to receive learning and I've ability to connect quickly, Enthusiastic for joint action between the cultural development projects, I like all opportunities for people to meet with some and working for new idea of development...
|
Comments
You must be a TakingITGlobal member to post a comment. Sign up for free or login.
|
|