ان موضوع التنمية البشرية من الموضوعات التي أصبحت على أجندة هيئة الأمم المتحدة في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، حيث نظر إليها في السابق على أن التنمية ذات جانب مادي يرتكز على السلع والخدمات. حتى بداية عام 1990 وإطلاق الأمم المتحدة لبرنامجه الإنمائي(UNDP) والتي إعتبر الإنسان محور وأساس التنمية.
فأصبح النظر للإنسان كمحور للتنمية كأسس أنطلق منه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي ارتكز في عمله في معظم الدول النامية, كون المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية أصبحت المحددات التي تؤثر على إستقرار الدول النامية، وأصبح ينظر للإنسان على أنه من أقوى العناصر التي يمكن أن تساهم في حل معضلة تلك المشاكل، وذلك عن طريق تحقيق النمو والتحديث، وأن هذا الأمر لايمكن أن يتحقق إلا من خلال جملة من الشروط والتي من أبرزها، تهيأة الفرد ليكون عنصراً مهماً في الحياة الإجتماعية، وهذا الأمر بحد ذاته بحاجة الى عمل شاق، يبدأ بإعادة هيكلة شاملة داخل تلك المجتمعات، يتم إحداث تغيير في مؤسسات الدولة التقليدية والعمل على تبني سلسلة الإصلاحات السياسية والإقتصادية والتشريعية، تبدأ من خلال التركيز على دور الشباب في المجتمع.
حيث يظهر هذا الدور من خلال ما يلي:
1- إطلاق الإبداعات الشبابية ودعمها من توسيع ورش العمل المتكاملة والشاملة والمستمرة تأخذ بعداً استراتيجياً، يتم من خلاله تعزيز أدور الشباب في بناء المجتمع.
2- وإنشاء برامج خاصة يتم فيها إشراك الشباب في عملية الحوار وصنع القرار، ودفعهم نحو وضع النقاط على أهم المشاكل التي تواجه المجتمع ومن ثم الحلول المقترحة.
3- والعمل على دعم الأنشطة والتي يبرز فيها الشباب كفاعل وذو دور رئيسي في العملية التنموية والبناء الإجتماعي الصحيح، وهذه العملية الوظيفية يبرز فيها أهمية ودور وساءل الإعلام في تحقيق ذلك.
4- وتعزيز دور الشباب في تحقيق التنمية السياسية والاقتصادية، من خلال إعادة بناء النظام التعليمي وفق منظور حديث وواعي يتناول أهمية المشاركة السياسية والتنشئة في تعزيز الثقافة السياسية، والعمل على إعادة النظر في مخرجات التعليم وفق ما يعزز متطلبات السوق، والبعد عن الإتكالية، وبحث قضايا الفقر والأمية ومحاولة معالجتها بشكل سليم.
أخيرا: من هنا تبرز أهمية الشباب كعنصر رئيس في التنمية البشرية في الدفع نحو خلق توجه اجتماعي واقتصادي وسياسي في إعادة التصور والنظر الى المشاكل التي تواجه المجتمع بشكل أكثر موضوعية، والإنطلاق نحو الخيارات الصائبة، بعيدا عن المجتمع التقليدي والدور السلبي للدولة في المجتمع.