by Radwanalmajali
Published on: Apr 9, 2008
Topic:
Type: Interviews

لقد ظهرت فكرة الإصلاح في المنطقة العربية بشكل واضح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبروز المتغيرات الدولية، وانتقال حركة العلاقات الدولية من مرحلة الحرب الباردة الى مرحلة القطب الواحد، حيث شكلت رؤية مرحلة ما بعد عقد التسعينات أساس في وضع قواعد اركان استقرار النظام الدولي والتي بدأت تأخذ بالوضوح مع أحداث 11 سيبتمبر 2001، والسيطرة الأمريكية على السياسة الدولية فيما بعد تلك الفترة.
حيث شكلت أحداث 11 سبتمبر فرصة للولايات المتحدة لإحداث تغييرات جوهرية في منطقة الشرق الأوسط كون مصدر الأحداث وفق النظرة الأمريكية قد جاء من هذه المنطقة فلابد من إصلاح نواحي الخلل فيها، فجاءت الحملة الأمريكية والتي بدأت من مهاجمتها لتنظيم القاعدة في أفغانستان واللجوء لإستخدام القوة والحرب على العراق 2003 نتيجة إمتلاكه اسلحة الدمار الشامل(وفق وجهة النظر الأمريكية).
فانطلقت الرؤية الأمريكية في الإصلاح في المنطقة العربية على أنها سوف تبدأ من العراق، من خلال نشر الديمقراطية، إلا أن الفشل الأمريكي في العراق والذي اتضح من عدم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في العراق، قد دفع الولايات المتحدة الأمريكية الى إطلاق مبادرة الشرق الأوسط الكبير، والتي تقوم على الأصلاح السياسي (عدم وجود ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط خلق حالة من اليأس لدى الشعوب نتيجة الإستبداد وغياب المشاركة السياسية وحقوق الانسان- فلابد من تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان) و الإصلاح الاقتصادي ( عدم وجود تنمية وتطور وتحديث وتصنيع قد أدت الى فقر وبطالة وتدني مستوى المعيش مما خلق حالة من الإحباط- تحقيق التنمية الاقتصادية) والاصلاح الإجتماعي (عدم مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية ونوعية المنهج التعليمية...).
هذه الرؤية الأمريكية في الإصلاح قد جاءت متوافقة مع الرؤية الأوروبية في الاصلاح في المنطقة والتي بدأت مع انطلاق برنامج الشراكة الأوروبية –المتوسطية، من خلال اعلان برشلونة عام 1995، كذلك دور المؤسسات الدولية في الدفع نحو تحقيق الاصلاح في المنطقة العربية.
فقد ظهرت الإتجاهات الداخلية العربية والتي تمثلت بتيار المثقفين والمفكرين والمعارضة السياسية والتي أكدت على ضرورة تحقيق الإصلاح في المنطقة العربية على أن يتم ذلك من الداخل وليس من الخارج (أي تحقيق المعنى الحقيقي للديمقراطية، والذي يقوم على أن الديمقراطية تولد وتنمو من خلال الشعوب ، واحترام الخصوصية الثقافية العربية)، وقد جاءت هذه الرؤية العربية الداخلية والتي كانت على المستوى غير الرسمي- كون المستوى الرسمي والذي تمثل بالنخب الحاكمة العربية قد رفضت الاصلاح السياسي كونه يمس شرعية وجودها في الحكم واكتفت فقط بتحقيق بعض اصلاحات محدودة تجاوباَ مع الضغوطات الخارجية- من خلال عقد الكثير من المؤتمرات والندوات ، كمؤتمرات الإصلاح العربي، والتي ظهرت من خلال تأكيد وثيقة الاسكندرية عام 2004 في مؤتمرها الأول على ضرورة عقد هذه المؤتمرات من أجل تحقيق أهداف الاصلاح في المنطقة العربية، انتهاءً بعقد مؤتمر الاصلاح العربي الخامس مارس 2008.
ان محاولات الاصلاح العربي قد تركزت على عدة مستويات مختلفة نشط فيها دور المنضمات الدولية على المستوى الدولي في الوقت الذي تراجعت فيه وتيرت الولايات المتحدة في دعوتها للإصلاح بصورة متفاوته خاصة بعد عام 2006، نتيجة عدة متغيرات حدثت في المنطقة، كسوء الأوضاع في العراق ونجاح حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية والحرب وفشل اسرائيل في حربها على لبنان في تموز 2006، واستمرار دعمها لتيار الدول العربية المعتدلة،...
فأصبح النظر لتطور مفهوم الاصلاح العربي يرتكز على مدى مقدرة التيار الشعبي العربي المتمثل بالمفكرين والشباب العرب في تحقيق نقاط هامة في مجال تطوير الرؤية العربية في الاصلاح ويظهر هذا الامر من خلال المؤتمرات والندوات الدولية المستمرة والتي تدعو في مجملها الى سلسلة من القضايا الهامة على ضرورة تطوير العمل الديمقراطي وحقوق الانسان والنهوض بمستويات التعليم.
وتبقى فكرة الاصلاح العربي تأخذ منحنات التصاعد والهبوط ، يرتكز التسارع فيها في المجال الاقتصادي أكثر منه في المجال السياسي وان ظهرت بعض المؤشرات الايجابية على المستوى السياسي ولكنها محدودة وخجلة.



« return.