by Riham Haji
Published on: Apr 2, 2008
Topic:
Type: Opinions

لوحة فنية في غاية الجمال معلقة على جدار الزمن في ذلك المعرض الكوني , في كل عام يقدمها مبدعها بحلة جديدة يضيف اليها رتوش لا يمكنها الا أن تزيدها أملا .
فكيف للون لاخضر الذي يشغل مساحتها العظمى أن لا يعطيك أملا
وكيف يمكنك أن ترى زهر اللوز ولا تتخيل عروسك بثوبها الابيض
وذلك المطر المتفرق في ايامه القلية يعطي الفلاحين الاذن بزراعة بذور تعطيهم حصادا عما قريب .
لوحة لا يمكنها الا أن تزيدك شوقا اليها رغم رؤيتها في كل عام
تأتي اليك هبة من مبدعها تعويضا عن كل آلم يجتاحك بين لوحتين
لكن في هذا العام وفي معرضنا الصغير بالذات أتى من يفسد علينا فرحتنا بها
وسكب عليها ذلك الطلاء الاحمر لتصبح لوحة قاتمه
تخيل ذلك المزيج العشوائي من الاحمر والاخضر – لون قاتم يقدم لك العزاء على اذار اخضر مضى هذا العام ليحل مكانه اذار قاتم .
عجبا لصحفنا المحلية التي اعتادت أن تكتب كل ما يتحدى نواميس الطبيعية في اواخر صفحتها
أن لا تكتب قدوم أذار أحمر على فلسطين هذا العام .

لكن الاختلاف الألوان لا يبدل في هذه اللوحة الا القليل
فقط سيكون حصاد أذار بشر بدل من الشجر
وربما يكون هناك لأذار أحمر منافع نحن لا ندركها
فهناك بيوت ستتحول الى مساحات شاسعه مخصبة بالدم نستغلها في الزراعه في العام القادم
ولعل موتنا معا لا يذيقنا الحسره على بعضنا
ومن مات ابنه في شتاء أحمر ايضا من شدة البرد ينتهي عذابه عندما يكون هو الاخر جثه باردة الى جانبه
وهناك فرصة أخرى لاختبار قوة بنايتنا ضد الكوارث الطبيعة فمن لم يسقط بيته من قصف الطائرات لا يمكن أن تهدمه أقوى الزلازل
وبما أننا عرب ونجتمع عند الشدائد فما حصل حتما وحد صفوفنا الوطنية
هذا بالاضافة أن الاحمر والاخضر رفيقان في علمنا فلا بد أن نوثق لقائهما على الارض ايضا
الى متى سنبقى شعب يقدس الرموز فقط ؟؟؟؟

نحن شعب الازادواجية في كل شيء
لنا بيت في وطن وبيت في مهجر , جراح دفنت مع ابنائنا وجراح تنتظر الدفن مع من بعدهم , ضحكات أماتها القهر وضحكات تولد مع قهر جديد, حياتنا موت وموتنا حياة, حتى الاستعمار نتحداده في خطين منفصلين
فكيف لنا أنا نكتفي بفصول بلون واحد ؟
وجراح بعمق واحد ؟
وموت ابن واحد ؟
من شدة حبنا للإزدواجية قررنا ان لا نكون شعب واحد ؟

فجاء الموت الذي يوحد الاشياء ليضمنا تحت التراب باسم واحد ( شهداء فلسطين )



جاء الموت ليحيي فينا وحدة فقدناها للقتال على ملك نحن لا نملكه اصلا , فكيف لشيطان مثل اسرائيل يحاول أن يمنعنا من شكر الله على نعمه من مطر وزرع بإفسادة كل خير يقدمه الله لنا أن لا يمنعنا من توحيد صفوفننا .
لكن ان لم نشأ نحن ذلك وان لم يشأ الشيطان ذلك
هناك رب يريد ذلك وأن كنّا تحت التراب .
لتكون وحدتنا ميزة من ميزا ت أذار عندما يكون أحمر


« return.