بين لحظة وأخرى تستشف وجودك بصمت غير مشروط.. وتابى التنازل عن صوتك.. تختبئ بين صمت الأفق و حفيف الصرخات ..
غير أنك في الكثير من الأحيان تصغر الأبعاد الدنيوية ويبدو كل شيئ
شاحباً.. كذلك في الكثير من الأحيان تستيقظ لصباح مميز ممزوج بفرح
وبألوانك المفضلة.. ولا ترى سواك..

الغريب !!أن الإنسان عندما يبدأ بالتواضع و يتخلى عن نرجسية مزروعة في
نفسه .. يتنازل صدقة عن أرواح أمواته..و يرسم إبتسامات طيبة على وجهه ..و
يكف عن التعامل مع الناس بفوقية ..و يمتنع عن تذكيرهم بمدى صغرهم حجماً
جسدياً و معنويا.. مهنياً و إجتماعياً.ً.. عندما ينزل للشوارع و يحدثهم..
يأكل معهم ويضحكهم.. يلامس خشونة جلودهم و يرقص معهم..
يفهم ذلك بشكل مناف لموقفه الجديد.. و يرد عليه برد شديد !! فهم الآن
أضحوا أكبر وأعينهم باتت تطاول السحب كبرياءاً وفخراً.. فقد خرجوا من
قوقعتهم ليقابلوا بأحسن مما إعتادوا و أكثر ..و ظنوا أن السبب في ذلك هو
كبرهم المفاجئ لا تحجيمه لهم .. المفاجئ..

فيبدأ التطاول و تغيير عبارات الاحترام لابتسامات صفراوية .. ويبدأ الجو
يسلك طريقه نحو الضبابية .. ويرجع الزمان بهم لغريزتهم البدائية..
فعليهم أن يكونوا الأقوى ليحيوا..

فليحيوا إن كان لنفسياتهم المريضة مكاناً للحياة.. فذلك ماقد اختاره الله
لهم أن يكونوا.. أن يعيشوا صغاراً ويموتوا صغاراً..لأن تعاملهم مع حجم
جديد سيضر بهم و بمن حولهم ..وسيحولهم لوحوش.. لا تصلح للحياة..

فموتوا لأحيى.. موتوا.. فأنتم لا تستحقون الحياة.. وهل أغفلت قبلاً أن
أخبركم..؟؟؟ بأنني أكرهكم جميعاً..!!