by Wiaam Youssef
Published on: Feb 26, 2008
Topic:
Type: Opinions

في يوم مشمس وغير متميز صحوت من نومي وكالعادة لفنجان القهوة وسيجارة ممقوتة ومن ثم إلى العمل..
وإذبي أجد شعاع الشمس يبدو أقرب والوجوه في الطرقات من موظفين وطلاب مرئية وكأنني معهم في الشارع..

غريب هل يعقل أنني أسكن هنا طوال 25 عاماً ولم أدري بذلك .. ولم ألحظ ذلك.. هل كنت مخدرة أم !!؟؟

وبعد أن توجهت إلى الشارع لأركب السيارة مع والدي.. عرفت سر هذا الوضوح في رؤيتي..وهذه المشاركة مع الجيران التي لم أعتدها من غصة في صوته و دمعة مغرورقة في عينه..

ببساطة قطعت البلدية شجرة الكينا التي زرعها جدي منذ أكثر من 70 عاماً والتي جعلها علاماً لبيته حيث كانت حقول الزيتون تمتد على مدى واسع وظن أن أحداً لن يميز بين كثافة أشجار الزيتون منزله ..فعمد إلى زرع تلك الشجرة تميزاً وحباً..

المؤلم في الموضوع هو أنه اليوم تحديداً لم يتبقى ولا شجر زيتون واحدة حول بيتنا.. وكل ما أذكره هو أنني كنت اتسلى بأوراق الأشجار التي تتدلى على شرفتنا من كل مكان..وكان وجود منزلنا بين هذه الأشجار هتكاً لحرمة الغابة الخضراء تلك..

والآن بات وجودنا بين عمران حضاري وغير حضاري مستباحاً حيث لم يبقوا على الشجرة الوحيدة التي كانت موروثي النفسي والعاطفي.. إرتباط بجدي الذي رحل والآن جاء بتر شجرته المفضلة بتراً لحرية الطبيعة و البيئة التي قد أحببتها لطالما وشاركتها ذكريات عديدة..

بينما دول العالم تنادي بزرع الأشجار في مؤتمرات البيئة الدولية..نحن نشارك في المؤتمرات بالإداريين لا بالإختصاصيين ونوافق على بنود لا تطبق بل نطبق ما حرم..

« return.