صمت مطبق، صدى خفي، يهزني و يرعشني..برود في أطراف أصابعي .. يدي .. قدمي و شرايين قلبي..رائحة البحر في كل مكان.. اخترقتني لدرجة أنني في الأعماق و الأمواج المالحة تؤرجحني.. حيفا؟؟؟ أهي حيفا؟؟؟

في ذلك العالم الغريب تخلت العروبة عن أصالتها ..عن احتشامها.. عن دم استتر في حمرة خياطة لليل طويل.. نسجته حيفا و رسمته بفطرة أرضنا المسلوبة.
قد أفنت نهارها في المنزل بين عمل منزلي .. و ليل بين أكوام أبطال المستقبل.. تحكي لهم قصص المسيح في نضاله على الأرض و دماءه التي علينا أن نرويها كل يومٍ بدم شهيد.. لتكدح أناملها فتزرع ورود جورية على علم سيكفن أحدهم يوماً ما..

"أحبكم.. تصبحون على خير" و قبلة على الجبين و تلك أيضاً ليبقى الشموخ درس كل مساء.. "لا تحنوا رؤوسكم.. سيحاولون يوماً ما دفعكم لتنسوا لغتكم ، و حبكم.. ليزرعوا في قلوبكم الخيانة.. النسيان و نكران الجميل.. سيحرمونكم من أرض الأحلام و الحب..و على شوك مسموم بالكراهية و التغريب سيراقصونكم..يقنعونكم أن هذي الأرض هي لكم الآن و أن هويتكم اثنتين بدل واحدة.. أن الأرض التي وطئها الأنبياء هي ليست لأمثالكم و أن مالكم فيها إلا عذاب كما كان لمن سبقكم .. سيخفون عنكم أن هذه الأرض جنتهم وحدهم.

سيصنعون منكم أرواح .. دون أجساد.. أشباح غير مرئية.. مجهولة..أو بهوية هم اختاروها.." تنهيدة و بغضب "إن أحببتم جردوكم من قلوبكم و إن وعدتم كان وعدكم خيانة .. و إن صرختم بحت أصواتكم .. و إذا ما تبادلتم نظرات صدق تعمى عيونكم بضباب مستورد.. فتحملوا.. تحملوا!! او اجعلوا خياركم أن تبقوا.. أن تحبوا.. أن تختاروا .. و تصدقوا.. أن تموتوا لتحيا روح الأقصى..و أنكم ستسيرون بين صخور بيت لحم دون بكاء و تتركوا أثركم ليعلم القادمون الطريق..